يُنسب إلى الجاحظ قوله: الأفكار كالحجارة ملقاة على قارعة الطريق. وكلامه بالتأكيد صحيحٌ وثابتٌ وموثَّقٌ، ولا يحتاج إلى براهين وأدلة.. والجاحظ طبعًا عملاق أدباء دولة العباسيين، وليس صحفيًّا في مجلة أسبوعية، أو جريدة يومية.. لكن هل هناك عُرى وثقى بين أفكار الجاحظ المرمية على أطراف أرصفة الطرق، وبين صحافتنا التي هي محور حديثنا، ومربط خيولنا، ومرمى سهامنا..؟
نعم، هناك علاقةٌ، وعلاقةٌ يُفترض أن تكون قويةً وعميقةً ومستمرةً ودائمةً.. الصحفي الأهم في تشكيلة أي جريدة، هو ذاك الذي يذهب حيث لا يتواجد الآخرون.. هو الذي يفكِّر خارج الصندوق.. الذي حينما يحاور ضيفه، ينتصر عليه بالأسئلة والمحاور التي تجعل من كل إجابة مدخلًا إلى عناوين، تتصدر الصفحة الأولى.. هو الذي لا يكتب خبرًا، ينتظره الناس، وإنما يكتب خبرًا لم يتوقَّعه القرَّاء.. الذي ينسى أنه مجرد صحفي، ينقل الحدث، وإنما يصنعه متى ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. هو الصحفي الذي يحضر مؤتمرًا صحفيًّا، ثم تذهب عينه إلى مكان، تجاهله الموجودون، فالتقط فيه المشهد المتوارى عن الأنظار.. هو الذي لا يعتمد على جواله واتصالاته ومكالماته بحثًا عن خبر، وقضية، تنتظرها جريدته، وإنما يغوص في ميادين الحياة، فالصحافة مكانها ما يسمَّى مجازًا الميدان، وهذا الميدان هو العالم الذي ليس له أفقٌ.. الصحفي لا يصاب بالصداع، ولا يصاب بالملل، ولا يصاب بالإرهاق، فلماذا يسجل نفسه في مهنة، ارتضت لنفسها وأهلها ومنسوبيها، أن تكون مهنة التعب والمتاعب.. هو الذي تشغله هذه المهنة المتسارعة في كل وقت فلا تكون الإجازة، مثلًا، هروبًا من الضغوط والتكليفات.
لا يتوقف، ولا يتعطَّل، ولا يتثاءب.. تشغله الفكرة التي تجعله شغل الناس، وحديث الإعلام.. تشغله فلا يمشي خطوةً واحدةً، تجعله يتذكَّر الجاحظ بقلب بارد.. تشغله لأنها وحدها الوقود الذي تتركه يواصل مشوارًا مصابًا بالمطبات..
الصحفي، هو الذي يصحو من نومه لهثًا وراء الجديد الملهم.. وراء شيء يُمنِّي النفس بألَّا يكون قد سبقه إليه أحدٌ من العالمين.. وراء الفكرة.. ليست فكرة الجاحظ الملقاة تحت قدميك في الشارع.. الفكرة التي تجعل منك اسمًا صعبًا في معادلة مهنة الأفكار والتحديات والمسالك المعقدة.. هل لديك فكرة جديدة هذا الصباح؟.. هذا هو السؤال الكبير الذي تنتظره منك الجريدة كل يوم.. عندها ينصفك الزمن، وتنصفك الصحافة، وينصفك الجاحظ..!!
نعم، هناك علاقةٌ، وعلاقةٌ يُفترض أن تكون قويةً وعميقةً ومستمرةً ودائمةً.. الصحفي الأهم في تشكيلة أي جريدة، هو ذاك الذي يذهب حيث لا يتواجد الآخرون.. هو الذي يفكِّر خارج الصندوق.. الذي حينما يحاور ضيفه، ينتصر عليه بالأسئلة والمحاور التي تجعل من كل إجابة مدخلًا إلى عناوين، تتصدر الصفحة الأولى.. هو الذي لا يكتب خبرًا، ينتظره الناس، وإنما يكتب خبرًا لم يتوقَّعه القرَّاء.. الذي ينسى أنه مجرد صحفي، ينقل الحدث، وإنما يصنعه متى ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. هو الصحفي الذي يحضر مؤتمرًا صحفيًّا، ثم تذهب عينه إلى مكان، تجاهله الموجودون، فالتقط فيه المشهد المتوارى عن الأنظار.. هو الذي لا يعتمد على جواله واتصالاته ومكالماته بحثًا عن خبر، وقضية، تنتظرها جريدته، وإنما يغوص في ميادين الحياة، فالصحافة مكانها ما يسمَّى مجازًا الميدان، وهذا الميدان هو العالم الذي ليس له أفقٌ.. الصحفي لا يصاب بالصداع، ولا يصاب بالملل، ولا يصاب بالإرهاق، فلماذا يسجل نفسه في مهنة، ارتضت لنفسها وأهلها ومنسوبيها، أن تكون مهنة التعب والمتاعب.. هو الذي تشغله هذه المهنة المتسارعة في كل وقت فلا تكون الإجازة، مثلًا، هروبًا من الضغوط والتكليفات.
لا يتوقف، ولا يتعطَّل، ولا يتثاءب.. تشغله الفكرة التي تجعله شغل الناس، وحديث الإعلام.. تشغله فلا يمشي خطوةً واحدةً، تجعله يتذكَّر الجاحظ بقلب بارد.. تشغله لأنها وحدها الوقود الذي تتركه يواصل مشوارًا مصابًا بالمطبات..
الصحفي، هو الذي يصحو من نومه لهثًا وراء الجديد الملهم.. وراء شيء يُمنِّي النفس بألَّا يكون قد سبقه إليه أحدٌ من العالمين.. وراء الفكرة.. ليست فكرة الجاحظ الملقاة تحت قدميك في الشارع.. الفكرة التي تجعل منك اسمًا صعبًا في معادلة مهنة الأفكار والتحديات والمسالك المعقدة.. هل لديك فكرة جديدة هذا الصباح؟.. هذا هو السؤال الكبير الذي تنتظره منك الجريدة كل يوم.. عندها ينصفك الزمن، وتنصفك الصحافة، وينصفك الجاحظ..!!