|


يحيى مفرح زريقان
الدراما السعودية
2020-04-30
لن تقوم للدراما السعودية قائمة في ظل عدم وجود مكون فني رسمي يشرع عن المشاريع من الأعمال ويخطط ويناقش احتياجات السوق المحلية من هذه الفنون المهمة جدًا في الحياة اليوم.
إن فن الدراما صورة اجتماعية لأسلوب وتفكير وطريقة معيشة أي شعب في العالم، ونحن في السعودية نملك مخزونًا اجتماعيًا ضخمًا للغاية لم يستثمر بعد كما ينبغي. وبنظرة سريعة لما يعرض اليوم على شاشات التلفزة فإنه لا يرقى ولا يمثل وعي الشارع السعودي وما يتمتع به، ناهيك عن أنه لا يصور على الإطلاق السمات الرئيسة للمجتمع السعودي إلا ما رحم ربي.
إن الحاجة التي أصبحت ضرورة هي انطلاق المعاهد الفنية لتدريس العلوم الفنية من تمثيل ومسرح وموسيقى وكافة أنواع الفنون، فالممثل لدينا يفتقر إلى أبجديات التمثيل، فالموهوب أو الراغب في التمثيل لا يعرف أن يذهب إلى تعلم التمثيل، ولذلك فإنه عندما يقف أمام الكاميرا في أي مشهد لا يملك التأهيل الفني المطلوب من لغة وانفعال وتجسيد وتعبير وأداء متقن ليتدرج في العطاء حتى يصل مستواه للذروة. لذلك فإن وجود قطاع يعنى بالدراما في هيئة الإذاعة والتلفزيون والقنوات التلفزيونية المعروفة يؤسس على المدى البعيد الخطوط العريضة لشخصية وهوية المنتج الدرامي الذي ينتمي وينطلق من ملامحنا الاجتماعية ويرسمنا في عيون الآخرين وينقل القيم والمبادئ والمثل والمروءات والشيم التي يتصف بها المجتمع السعودي للآخرين ويجسد كفاح الشعب السعودي منذ عشرينيات القرن الماضي في هذه الحياة في سلسلة متصلة منفصلة، كما أن المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات العربية لديه آلامه وهمومه وأحلامه وآماله، فوطني الحبيب المملكة العربية السعودية مترامي الأطراف يعج بالتنوع والاختلاف والاتساع ويملك خيارت جغرافية متعددة كل ذلك حري بالدراسة والاهتمام والاستثمار في المستقبل القريب، فوطننا يستحق أن يقف جنبًا إلى جنب مع الدول المدنية التي تملك سجلًا فنيًا ساهم في نهضتها وتطويرها. إننا في المملكة العربية السعودية نملك معطيات فنية قادرة على تحويل البلاد إلى منصة فنية إنتاجًا وصناعة، فعلى سبيل المثال هناك مواقع للتصوير متعددة مهدرة.