|


الرئيسية / انفوجرافيك

الأسطورة.. مات السحر

2020.11.26 | 02:03 am
على واقعيته وأهميته وفرضيته يظل الكلام عن الموت قاسيًا ومزعجًا ومؤذيًا، والسبب لأن النفس البشرية السوية تواقة للحياة حتى وإن كانت محاطة بالإحباط والألم والحزن والسواد.. جاء الموت أمس وطافت أخباره قارات العالم بأسرها.. مات مارادونا.. من لا يعرف كرة القدم على وجه الأرض؟!
هل هناك غرباء يعيشون فوق هذا الكوكب؟ هل هناك بشر مثلنا خارج العصر وخارج الزمن؟!.. هذه هي أسئلة الوداع والرجل الذي شرعن لكلمة “أسطورة” يغمض إغماضته الأخيرة في تيجري.
كرة القدم لعبة تشبه العالم بكل تداعياته وتماثلاته وتناقضاته.. الذين افتتنوا بمارادونا يعدونه البداية الحقيقية لكرة القدم.. أشياء كثيرة غيّرها مارادونا في مفهومية اللعبة الصاخبة.. أولها وأهمها حينما قرر إلغاء فكرة “كرة القدم لعبة جماعية”.. مع مجموعة لا أحد يعرفها أو ينظر لها بإجلال واحترام أخضع مارادونا واحدة من أقوى بطولات كأس العالم، وفجّر الفرح في شوارع بيونس أيرس.. وحدها تلك البطولة سميت بطولة مارادونا.. في نابولي فعل الشيء نفسه.. نابولي قبل مارادونا مجرد مدينة ترقد في الجنوب الإيطالي.. لا أحد خارج محيطها يتوقف مهتمًا بشيء فيها.. ليست مثلًا بلدًا سياحيا، وليست موطنًا للفن أو الموضة أو الجمال.. جاءها مارادونا فأصبحت مدينته التي قال للعالم كله إنها ساحة مخملية تتصبغ باللون السماوي، ويمكن لفريق هذه المدينة أن يكون بطلًا وفارسًا في ساحة تتملكها أندية إيطاليا الثرية كاليوفي وروما وميلان.. غيّر فكرة الجسم المتناسق مع اللعبة.. كان قصيرًا وممتلئًا يميل للسمنة راميًا كل نظريات وأبحاث العلاقة الجسدية داخل الملعب.
غيّر مارادونا أيضًا ربط الالتزام والمواظبة بالإبداع.. كان متمردًا على كل شيء حوله.. متمردًا حتى على صحته.. ها هو يموت من تداعيات تجاهله المستمر لنصائح الأطباء وتعليماتهم.. عاش مارادونا حياة مثيرة بكل تفاصيلها منذ أيامه الفقيرة في حواري بيونس أيرس الشعبية، مرورًا بمكالمته الشهيرة مع والدته عقب إحرازه اللقب العالمي، إلى تنقله بين نابولي وبرشلونة وإجباره على الاعتزال عقب سقوطه في أدغال الكوكايين، ثم فشله الذريع في عوالم التدريب.. حكاية لا يمكن اختصارها.. غاب مارادونا.. انتهت الحكاية.. مات السحر!!


مارادونا.. لحظات لا تنسى
غادرت كرة القدم بساطها الأخضر، ودخلت في نفق من الحزن لوداع صديقها الأقرب، بعدما فارق دييجو مارادونا، النجم الأرجنتيني الأسطوري، الحياة عن عمر يناهز الـ 60 عامًا، إثر تعرضه لسكتة قلبية يوم أمس. وأطلق الوسط الرياضي تحية أخيرة لرمز ترك تأثيرًا ضخمًا في مختلف محطات حياته، فمسيرته الاستثنائية وضعته على رأس قائمة أفضل اللاعبين في التاريخ بنظر الكثير من الخبراء، ومهاراته المذهلة جعلته بطلًا قوميًا في الأرجنتين، لا سيما بعدما قاد منتخب بلاده نحو زعامة العالم كرويًا للمرة الأخيرة قبل 34 عامًا، عندما قدّم أفضل أداء للاعب في أي بطولة خلال نهائيات كأس العالم على الأراضي المكسيكية. كرة القدم خسرت دييجو، لكنه سيبقى دائمًا جزءًا من تاريخها الجميل، ومثالًا أعلى لكبار النجوم من اللاعبين، ولعشاق هذه الرياضة من المشجعين.

1960
وُلد في مستشفى بوليكلينيكو إيفيتا بتاريخ 30 أكتوبر في مدينة لانوس، لعائلة فقيرة من أصول أرجنتينية وإسبانية وكرواتية تكوّنت حينها من أب وأم و4 بنات، وترعرع في أحد أحياء بلدة فقيرة تدعى فيلا فيوريتو في ضواحي بوينس آيرس العاصمة.

1968
اكتشفه أحد كشافي المواهب عندما كان يلعب مع فريق يدعى إستريا روخا في الحي الذي كان يسكن فيه، ليصبح بعد ذلك ركيزة فريق الصغار في نادي أرجنتينوس جونيورز، ولعب تحت قيادة مدرب يدعى فرانشيسكو كورنيخو حتى أتمّ عامه الـ 14.

1972
كان في الـ 12 من العمر عندما بدأ استعراض مهاراته أمام الجماهير في استراحة ما بين الشوطين لمباريات دوري الدرجة الأولى في الأرجنتين، وأصبح معروفًا للكثير من المتابعين بعد تسليط البرنامج التلفزيوني الشهير “سابادوس سيركولارس” الضوء عليه.

1976
لعب مباراته الأولى على الصعيد الاحترافي مع الفريق الأول لنادي أرجنتينوس جونيورز قبل 10 أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ 16، وسجل هدفه الأول بعد نحو شهر، قبل أن يلعب مباراته الدولية الأولى مع منتخب بلاده في فبراير من العام التالي.

1979
قاد المنتخب الأرجنتيني نحو الفوز بلقب كأس العالم للشباب عام 1979 بعدما سجل 6 أهداف، منها هدف الحسم الثالث في المباراة النهائية أمام الاتحاد السوفياتي، وحصل حينها على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة.

1981
انتقل إلى بوكا جونيورز بصفقة كلفت 4 ملايين دولار أمريكي، بعدما سجل 115 هدفًا في 167 مباراة في 5 أعوام مع أرجنتينوس جونيورز، وسجل هدفين في مباراته الأولى، قبل أن يسجل في شباك الغريم ريفر بليت خلال أول مشاركاته في الـ “سوبر كلاسيكو”.

1982
أصبح اللاعب الأغلى في العالم مع انتقاله من بوكا إلى برشلونة بقيمة 7.6 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم عند مقارنته بأرقام الصفقات في تلك الفترة، بعد مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات المونديال الإسباني، والتي سجل فيها هدفين أمام المنتخب المجري.

1983
قاد برشلونة للفوز على ريال مدريد في الكلاسيكو بعدما سجل أحد أهداف فريقه الـ 3، وأصبح أول لاعب من برشلونة تصفق له جماهير ريال مدريد في معقلها، كما قاد البرشا للفوز على الريال في نهائي كأس الدوري الإسباني في العام نفسه، بعد تسجيله هدف التقدم في مباراة الإياب.

1984
حطّم الرقم القياسي لأغلى صفقة في التاريخ مجددًا عقب انتقاله إلى نابولي الإيطالي بقيمة 10.5 مليون دولار، بعدما سجل 38 هدفًا في 58 مباراة مع برشلونة في عامين كان عنوانهما الرئيسي الإصابات والخلافات الخارجية، واستقبله 75 ألفًا من مشجعي نابولي في ملعب سان باولو عند تقديمه.

1986
قاد المنتخب الأرجنتيني الأول للفوز بلقب كأس العالم على الأراضي المكسيكية، بعدما سجل 5 أهداف، وقدّم 5 تمريرات حاسمة، وبعدما سجل اثنين من أشهر الأهداف في التاريخ المونديالي أمام إنجلترا في ربع النهائي، وسمي أفضل لاعب في تلك النسخة.


1987
قاد نابولي للفوز بأول ألقابه في الدوري الإيطالي تاريخيًا، وأحدث صدمة إيجابية في الشطر الجنوبي من إيطاليا، بعد أعوام من هيمنة الشمال كرويًا واقتصاديًا، فرُسمَت صور كبيرة له على المباني، وأصبح اسمه الأكثر استخدامًا للأطفال الذين وُلدوا في تلك الفترة.

1989
قاد نابولي للفوز باللقب القاري الوحيد في تاريخه، عندما سجل هدفًا وصنع هدفًا آخر أمام شتوتجارت الألماني في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، ليؤكد وصوله إلى قمة عطائه في تجربته الإيطالية على صعيد المستوى الفردي والإنجازات الجماعية.

1990
حاول قيادة منتخب بلاده للحفاظ على لقبه بطلًا للعالم في المونديال الإيطالي، وقدّم أداءً جيدًا على الرغم من إصابة في الركبة، لكنه اكتفى بالميدالية الفضية بعد خسارة النهائي، قبل أن يخوض نسخة أخيرة للنسيان بعد 4 أعوام في الولايات المتحدة، أي المونديال الذي لم يتّمه بسبب قضية مخدرات أخرى.

1992
على الرغم من نجاحه الكبير في إيطاليا، إلا أنه غادر نابولي من الباب الخلفي بعد فترة إيقاف دامت 15 شهرًا بسبب ثبوت تعاطيه المخدرات، وانتقل إلى إشبيلية، ومن ثم إلى نويلز أولد بويز الأرجنتيني في العام التالي، قبل عودته إلى بوكا جونيورز عام 1995.

1997
اتخذ قراره بالاعتزال في يوم ميلاده الـ 37، بعد 5 أيام من مشاركته في الـ “سوبر كلاسيكو” الأخير في مسيرته، حيث لعب 45 دقيقة من المباراة التي فاز فيها بوكا على ريفر بليت بهدفين لهدف.