|


فيرستابن يستهدف الانتصارات في ذكرى رحيل الأسطورة

الهولندي ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول (أرشيفية)
روما ـ الفرنسية 2024.05.16 | 05:24 pm

يسعى الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول، إلى العودة لمسار الانتصارات على حلبة إيمولا، التي شهدت قبل ثلاثة عقود رحيل الأسطورة البرازيلية إيرتون سينا، بالصعود إلى أعلى عتبات منصة التتويج مع عودة منافسات «فورمولا 1» إلى القارة الأوروبية، الأحد.
ويدرك «ماد ماكس»، المتوَّج ببطولة العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ومتصدر ترتيب السائقين العام الجاري بـ 136 نقطةً، أن واقع تعرُّضه لهزيمتين في الجولات الست الأولى، على الرغم من فوزه بأربعة سباقاتٍ، شرَّع باب المنافسة على مصراعيه، وتحديدًا أمام فيراري وماكلارين مع سائقه البريطاني لاندو نوريس، المتسلِّح في إيطاليا بتحديثاتٍ، أدخلها الفريق على السيارة التي قادها لتحقيق باكورة انتصاراته في ميامي.
وستجلب معظم الفرق، إن لم يكن جميعها، سياراتٍ، أُدخل عليها عديدٌ من التحديثات التقنية للجولة السابعة الموسم الجاري في جائزة إيميليا رومانيا الكبرى، حيث يأمل «مرسيدس» بدوره تقليص التفوُّق الذي يتمتَّع به فيرستابن على الحلبة الضيقة والجذَّابة التي بُنيت عام 1950، وتقع على بُعد 30 كيلومترًا من بولونيا.
وما زال عالم السرعة، على الرغم من مرور ثلاثة عقودٍ على اليوم القاتم في 1 مايو، يخلِّد ذكرى رحيل سينا، بطل العالم ثلاث مرَّاتٍ، خلال سباق جائزة سان مارينو الكبرى عام 1994 على حلبة أوتودرومو إنزو إي دينو فيراري، في أسوأ عطلة نهاية أسبوعٍ بالبطولة العالمية في العصر الحديث، حيث توفي أيضًا السائق النمساوي رولاند راتسنبيرجر خلال التجارب.
وسيرتدي الفرنسي بيار جاسلي، سائق ألبين، خوذة سباقٍ، أعيد طلاؤها باللون الأصفر تخليدًا لذكرى سينا، كذلك من المقرَّر أن يقود المعتزل الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم أربع مرَّاتٍ، سيارة ماكلارين إم بي4/8 طراز عام 1993.
ولا يضع فيرستابن نُصب عينيه سوى الفوز سبيلًا له لتكرار نجاح «ريد بول» في إيمولا عامَي 2021 و2022 عندما تقدَّم على زميله المكسيكي سيرخيو بيريس، ليحكما قبضتهما على المركزين الأول والثاني، فيما كانت النسخة الأولى من السباق من نصيب البريطاني لويس هاميلتون، سائق مرسيدس، عام 2020.
وألغي السباق العام الماضي بسبب الفيضانات التي اجتاحت إيطاليا، لكن في ظل الظروف المناخية الجيدة، ستجرى ست جوائز كبرى في غضون ثمانية أسابيع مع دخول البطولة العالمية، التي تشهد تنظيم 24 جولةً قياسيةً العام الجاري في فترةٍ حاسمةٍ.
وقال فيرستابن، الذي يتقدَّم أيضًا على بيريس في ترتيب السائقين بفارق 33 نقطةً: «إيمولا حلبةٌ مميزةٌ للتسابق، ونشعر بالحماس للعودة بعد إلغاء سباق العام الماضي».
في المقابل، يحتل شارل لوكلير من موناكو، سائق فيراري، المركز الثالث برصيد 98 نقطةً، متقدمًا على نوريس مع 83 نقطةً، الذي يتساوى بدوره مع الإسباني كارلوس ساينس، زميل سائق الإمارة، الخامس، الذي كان أول مَن حطَّم هيمنة فيرستابن على الجوائز الكبرى بفوزه في سباق أستراليا على حلبة ألبرت بارك.
وذكر لوكلير: «حققنا بعض النتائج الرائعة للفريق هنا، ومن المثير للاهتمام دائمًا التسابق على حلبةٍ قديمةٍ مثل هذه، إذ تتميَّز بكونها تقنيةً جدًّا، مع تتابع منعطفاتٍ معقدةٍ، ومناطقَ للدوس على المكابح».
وأضاف: «عمل الفريق بجدٍّ، وكنت في المصنع من أجل أداء اختباراتٍ في جهاز المحاكاة. نتطلَّع لخوض السباق».
ويخشى «ريد بول» تهديد الفرق المنافسة منذ بداية عامٍ، شهد فضيحةً بطلها مديره البريطاني كريستيان هورنر، وقد تأتَّى عنها تأكيد خبر رحيل عرَّاب انتصارات الحظيرة النمساوية المصمِّم البريطاني أدريان نيوي.
ومع ذلك، أكد النمساوي توتو وولف، مدير «مرسيدس»، أنه على الرغم من حزمة التحديثات الكبيرة إلا أن فريقه، الذي لم يصعد إلى منصة التتويج الموسم الجاري، ليس في طور تهديد «ريد بول»، وقال: «لقد قطعنا ربع الطريق خلال الموسم».
وأردف: «السباقات الستة الأولى لم تكن سهلةً بالنسبة لنا، لكن لدينا فهمٌ واضحٌ للجوانب التي نحتاج إلى تطويرها. ستمرُّ سباقات عدة قبل أن نرى هذا الأمر يؤتي ثماره، لكن الجميع يعملون بجدٍّ لتحقيق التحسينات في أقرب وقتٍ ممكنٍ».
وبالنسبة للسائق هاميلتون، ستمثِّل نهاية الأسبوع الجاري أول مشاركةٍ له في سباقٍ ينظَّم على الأراضي الإيطالية منذ أن أعلنت الحظيرة الإيطالية فيراري انضمام بطل العالم سبع مرَّاتٍ إلى صفوفها عام 2025.
وبعدما منحته البرازيل صفة المواطن فخريًّا، وكونه أحد عشَّاق سينا وفيراري منذ الطفولة، بات هاميلتون البالغ 39 عامًا واحدًا من السائقين القلائل الذين يتذكَّرون إنجازات سينا على الحلبات، ومن المؤكد أنه سيعيش عطلةَ نهاية أسبوعٍ عاطفيةً.