|


من هو إيكر كاسياس القائد الأكثر تتويجا ببطولات اليورو؟

الإسباني إيكر كاسياس قبل إحدى المباريات (أرشيفية)
القاهرة ـ أحمد مختار 2024.06.15 | 02:31 pm

رُزق خوسيه لويس كاسياس، الموظف المدني في وزارة التربية والتعليم الإسبانية، بمولوده الأول من زوجته وشريكته ماريا ديل مارمن فرنانديز، التي تعمل مصففة شعر في العاصمة مدريد، ليقرر الزوجان تسمية الطفل الصغير إيكر، مع تمنياتهما بأن يكون نجمًا في سماء كرة القدم عندما يكبر.
حلم خوسيه تحقق بعد أعوام، حين كبر الصغير إيكر، ليكون أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، ومنتخب إسبانيا، ويصبح القائد الأكثر تتويجًا في بطولات كأس الأمم الأوروبية بعد ذلك.
ولإيكر كاسياس أخ أصغر منه بسبعة أعوام، يدعى أوناي، اعتاد اللعب في خط الوسط مع فريق ميستولس، لكنه لم يحصل على نصيبه من الشهرة والنجومية مثل شقيقه الأكبر، الذي تدرج في الفئات السنية لفريق ريال مدريد، حتى صار الحارس الأول للميرينجي لأكثر من 16 عامًا على التوالي.
وعلى الرغم من ابتعاده الكامل عن الباسك، إلا أن إيكر كاسياس يملك اسمًا قريبًا من هذه المنطقة والمقاطعة، بسبب ارتباط عائلته بها، إذ عمل جده لأبيه ضابطًا في الحرس المدني في مدينة بلباو، ما جعل والده ينشأ هناك ويتأثر بالأسماء الباسكية، لذلك أطلق على ولده الأكبر اسم إيكر والأصغر أوناي.
إيكر كاسياس حقق أعظم الألقاب حارسًا لمرمى الملكي، ومنتخب إسبانيا، إلا أنه تسبب في كارثة لوالده عندما كان طفلًا صغيرًا، في السابعة من عمره، حين نَسِي نشر توقعات والده الصحيحة في عطلة نهاية الأسبوع، لنتائج المباريات في إحدى المسابقات، ما أدى إلى خسارة الرجل نحو 1.2 مليون يورو في تلك الفترة.
وبعد أعوام طويلة من تلك الواقعة، كتب إيكر كاسياس اسمه بين الكبار، ليتوج ببطولات محلية وقارية ودولية مع فريقه ومنتخب بلاده، ويكسب ملايين اليوروهات لينجح في تعويض المبلغ الذي خسره والده في سباق توقعات الطفولة.
وإيكر كاسياس ليس الأضخم أو الأطول بين أقرانه، اذ يبلغ طوله 185 سنتمترًا، ووزنه نحو 84 كيلو جرامًا، إلا أنه أثبت، بما لا يدع مجالًا للشك، أنه أحد أعظم الحراس في التاريخ، بسبب تصدياته المثالية، وشخصيته القوية، وتألقه اللافت برفقة «الأبيض»، و«الثيران».
ومع فوزه بجميع البطولات الممكنة مع الريال، أكمل إيكر لوحة المجد مع منتخب بلاده، حين حصل على لقب كأس الأمم الأوروبية مرتين، عامي 2008 و2012، إضافة إلى تتويجه بلقب كأس العالم عام 2010.
وأصبح حارس المرمى هو القائد الوحيد في تاريخ كأس الأمم الأوروبية، الذي حمل اللقب مرتين، إذ لا يوجد أي لاعب آخر في تاريخ البطولة رفع الكأس قائدًا في مناسبتين مختلفتين، ليؤكد كاسياس تفوقه التاريخي، سواء من خلال تصدياته، أو حمله لمختلف البطولات القارية والدولية.
وبعيدًا عن إنجازه التاريخي في بطولة كأس الأمم الأوروبية، يعيش كاسياس حياة هادئة على الصعيد الشخصي، حيث أنه ارتبط أولًا بملكة الجمال إيفا جونزاليس خلال الفترة بين 2004 و2008، قبل أن يتزوج الإعلامية الإسبانية سارا كاربونيرو عام 2009، ليرزق الثنائي بطفلين، قبل الانفصال رسميًا بشكل ودي عام 2021.
جاء أول ظهور رسمي له مع الريال في 12 سبتمبر 1999، وخاض، منذ ذلك اليوم، 725 مباراة رسمية، حقق فيها 19 لقبًا، إضافة إلى كأس العالم، ولقبي كأس الأمم الأوروبية مع المنتخب الإسباني.
ومع الإنجازات والألقاب والشهرة، عانى كاسياس أيضًا من متاعب صحية، عام 2019، إذ أصيب بنوبة قلبية على ملعب تدريب بورتو، أثناء احترافه في صفوف الفريق البرتغالي، قبل أن تتحسن حالته، ويغادر المستشفى، ويعتزل كرة القدم نهائيًا عام 2020.