|


سعد المهدي
منتخبنا هزم الجميع
2024-12-28
حمل فوز منتخبنا الوطني الأول على نظيره العراقي في مواجهتهما بالأمس الكثير من الأوجه التي جعلت هذا الفوز يتعدى التأهل لدور نصف النهائي لبطولة خليجي 26 المقامة حاليًا في الكويت، أولًا عودة الثقة في إمكانية اقتراب تشكل الأخضر المعروف من جديد، ثانيًا خفض التصعيد الداخلي والخارجي ضد العناصر والجهازين الفني والإداري الذي كان يستهدف تفكيك منظومة المنتخب.

إن ما هو أهم من التأهل كان الانتصار أمس على المنتخب العراقي بعد جملة تحديات أحاطت بمشوار منتخبنا، بدءًا بعودة دوران أسطوانة «عدد الأجانب في دورينا» مرورًا بالحكم على «انعدام المواهب» ثم «حملة تصفية الحسابات» مع بعض العناصر من اللاعبين والمسؤولين في اتحاد الكرة، انتهاءً ببث الإحباط على منصات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي.

مباراة الأمس كانت «معركة كروية» بكل المقاييس انتصرنا فيها، يأتي ظرفها الزماني والمكاني والمناسبة مهم للغاية، فقد أعادت ملمحًا من الانتصارات النوعية التي دائمًا ما يحتاجه أي فريق، بالذات عندما يكون في مرحلة عدم يقين ويحاط بالخذلان من الأقربون، ويدندن عليها الأبعدون طمعًا في إطفاء شعلته، وهو ما يجب العمل على استثماره في تصحيح مسار رسائلنا الإعلامية وردود أفعال بعض جمهورنا إلى جادة الصواب نقدًا ودعمًا وفهمًا.

تحقيق لقب كأس دورة الخليج هدف لكن طريقة المنافسة تبدأ بجمع النقاط المؤهلة للأدوار الإقصائية، وعندما لا نملك الصبر في هذا المشوار يتحول حرص الإعلام والجمهور نزقًا وحماقة تتسبب في قطع الطريق على المحاولة حتى آخر لحظة تمامًا، كما تمكن منتخبنا من فعله ولو ركن إلى ما أصابه من سهام ما يسمى نقد إعلام أو حماس جمهور لسقط في مواجهة صعبة وحساسة كمباراة الأمس.

خرج من الدور التمهيدي حامل اللقب العراق وحامل اللقب الآسيوي قطر، مع كلما نعتبره فيهما من جودة عناصر وتحضير وترشيح من الجميع لكسب أحدهما اللقب الخليجي، وتأهل منتخبنا بعد أن ثأر لنفسه من حالة الضعف التي بدا عليها في المباراتين الماضيتين، وقبلهما في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وهذا يستحق منه ومنا قلب صفحة ما مضى وتعزيز الإيمان أن لدينا منتخبًا يمكن له أن يستعيد ذاكرة الانتصار والإنجاز.

نتمنى الحصول على اللقب ويمكن لنا ذلك، والأهم في حالة لم يتحقق لا بد أن نقرأ بكثير من التروي والتبصر في كيف يمكن للمنتخب تثبيت أقدامه على الطريق الذي يؤدي في النهاية إلى الوصول لتحقيق الأهداف بهذه العناصر أو بمن يضاف لهم مما يحتاجه المنتخب، مع الاعتراف الذي لا لبس فيه أو إنكاره أن الكرة السعودية لا تملك حاليًا مهاجمًا، وأن بعض العناصر ستنتهي مرحلتها، وأن المواهب متوفرة لكنها لا تصنع نفسها دون دعمنا لها، وهذه سنّة الحياه في كل الأمور.