«نزل البحيرة».. جوهرة عالمية مهددة بالهدم

فندق «نزل البحيرة» في تونس. (الفرنسية)
تونس ـ الفرنسية 2025.08.30 | 02:17 pm

يشكل فندق «نزل البحيرة» في تونس، ذو الطراز «البروتاليزم» «الوحشي»، أحد رموز الهندسة المعمارية في القرن العشرين، لكنه بات راهنًا قيد الهدم في قرار أثار غضب وتنديد منظمات المجتمع المدني، التي تدعو إلى ترميمه بدل إزالته.
شُيّد «نزل البحيرة» على شكل هرم مقلوب في وسط العاصمة تونس، ويُقال إن تصميمه ألهم المخرج الأمريكي جورج لوكاس في سلسلة أفلامه «حرب النجوم»، بعدما زاره.
استُخدم في تشييد المبنى، الذي يعود إلى العام 1973، مزيج من الخرسانة والفولاذ.
ويقول المؤرخ عدنان الغالي إنّ الفندق يشكل «واحدًا من عشر جواهر عالمية ذات طابع معماري وحشي»، هو نمط خالٍ من الزخارف الخارجية، ظهر بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، مبديًا خشيته من «خسارة كبيرة للتراث العالمي». والفندق مغلق منذ 25 عامًا بسبب مشاكل تتعلق بسوء الإدارة.
يتألف «نزل البحيرة» من 416 غرفة، وقد بناه الإيطالي رافاييلي كونتيجاني بتكليف من الحبيب بورقيبة، أول رئيس تونسي، ليكون رمزًا لانطلاق قطاع السياحة في البلاد.
واستضاف في مرحلة ازدهاره عددًا كبيرًا من الفنانين، أمثال جيمس براون.
حصلت الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية «لافيكو»، المالكة للفندق منذ العام 2010، على «كل التصاريح اللازمة للهدم، الذي بدأ في يوليو الماضي»، على ما يؤكد الهادي الفيتوري، المدير العام للشركة، عبر وكالة فرانس برس.
منذ بدأ العمال بتركيب حواجز إيذانًا بانطلاق أعمال الهدم في منتصف أغسطس، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الانتقادات الحادة، وانتشرت حملة تستهدف القائمين على المشروع.
كذلك، حصدت عريضة على موقع «تشينج دوت اورغ» تحمل عنوان «انقاذ المشهد الحضري للعاصمة تونس»، و«واحد من أجمل فنادق تونس، أيقونة بروتالية»، 6 آلاف توقيع في غضون أيام.
ويؤكد الفيتوري أن «دراسات كثيرة» أظهرت أنّ «المبنى في حالة خراب ويجب هدمه».
ويشير إلى أنّ «لافيكو» خصصت استثمارًا بقيمة 150 مليون دولار لبناء «مركز تجاري وفندق فخم جديد من 20 طبقة، مع الحفاظ على المفهوم نفسه، والشكل القديم للمبنى»، ووعدت بتوفير أكثر من ثلاثة آلاف وظيفة.