2010-01-11 | 18:00 منوعات

بدأ عرضه على مسرح القصبة في رحلة تمتد ثمان وخمسين دقيقة

رام الله ـ (رويترز)
مشاركة الخبر      

يأخذ المخرج الفلسطيني نصري حجاج جمهور فيلمه الوثائقي (كما قال الشاعر) في رحلة تمتد ثمان وخمسين دقيقة إلى العديد من الأماكن التي عاش فيها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش أو ألقى أشعاره فيها.
وقال حجاج بعد عرض الفيلم أمس الأول على مسرح القصبة في رام الله :"هذا الفيلم ليس وثائقيا بالمعنى الكلاسيكي للفيلم الوثائقي لأن محمود درويش لم يكن شاعرا كلاسيكيا لذلك هو محاولة أن يكون سينمائيا يتناسب مع حداثة أشعاره التي بدأت قراءتها قبل أربعين عاما".
وأضاف :" انتابني شعور بالخوف عندما قررت القيام بعمل سينمائي لقد كان تحديا كبيرا، محمود درويش ليس موضوعا بسيطا ولكنني أزعم أن روح محمود درويش كانت معي في كل مكان صورت فيه مشاهد الفيلم والتي شملت عشر دول وهذا خلق لدي الجرأة لعرض هذا الفيلم أمام الجمهور".
ورحل درويش في أغسطس عام 2008 إثر مضاعفات صحية بعد أن أجريت له جراحة في القلب في إحدى المستشفيات الأمريكية ووري جثمانه الثرى في مدينة رام الله على تلة مطلة على مدينة القدس.
وكتب في دعوة الفيلم التي حملت صورة لدرويش والمكان الذي ووري فيه الثرى :"الفيلم رحلة بصرية في حياة وشعر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش .. ومحاولة للاقتراب من عوالم محمود حيث تأخذنا الكاميرا إلى مدن ومنازل ومسارح وشخصيات عرفوا الشاعر وأحبوا شعره".
ويستمع الجمهور في بداية الفيلم إلى عزف على البيانو تقدمه الموسيقية
اللبنانية هبه القواس من وحي قصيدة درويش الأخيرة (لاعب النرد) التي قرأها قبل رحيله بأسبوع على مسرح قصر الثقافة في رام الله.
ويذهب المخرج بالجمهور بعد هذا العزف الذي وصفه بأنه ارتجالي إلى مسقط رأس الشاعر في قرية البروة في الجليل الأعلى ويقدم لنا لقطات من داخل منزل درويش تظهر فيه صور له مع العائلة والأصدقاء إضافة إلى رسومات له.
وينتقل المخرج مباشرة إلى هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية حيث أجريت العملية الجراحية لدرويش والتي أدت مضاعفاتها إلى وفاته بعد أيام ويظهر لقطات إلى ما قيل أنه الفراش الذي رقد عليه درويش خلال فترة علاجه الأخيرة ليقدم بعد ذلك مشاهد من الجنازة الحاشدة التي شهدتها شوارع رام الله في وداع درويش وذلك على وقع صوت
الشاعر من قصيدة :"على هذه الأرض سيدة الأرض ما يستحق الحياة".
ويتضمن الفيلم قراءات شعرية لشعراء عالمين من فرنسا وإسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة وكردستان وإسرائيل ولبنان والأردن وتونس وسوريا وتنزانيا إضافة إلى شاعرة فلسطينية شابة (داليا طه) جميعهم يقرأون مقتطفات بلغاتهم من أشعار درويش في الأماكن التي قرأ فيها مجموعة من أشعاره كان يصاحبها في بعض الأحيان صوت درويش.
وأوضح حجاج أنه استمع إلى ستين ساعة تسجيل بصوت درويش حصل عليها من أرشيف محطات تلفزيونية عربية اختار منها تلك المقاطع التي يستمع إليها الجمهور في الفيلم. وأشار حجاج إلى أن الفيلم سيعرض بالتزامن في الثالث من فبراير في
بيروت وحيفا نظرا لأهمية بيروت وحيفا في تجربة درويش الشعرية، كما سيعرض في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة الأردنية عمان.