2010-01-15 | 18:00 منوعات

الحكومة الأمريكية قلقة من اندلاع حرب إلكترونية تؤدي إلى إلغاء الشبكات الدولية

بكين ـ (د ب أ)
مشاركة الخبر      

وقع عملاق الإنترنت جوجل و33 شركة إنترنت أمريكية أخرى ضحية هجوم (فائق الذكاء) مما دفع الخبراء لدق نواقيس الخطر في ضوء تزايد هجمات قراصنة الإنترنت بشكل مأساوي العام الماضي في الصين وبلدان أخرى. ويعتقد الخبراء أن عدد هذه الهجمات تضاعف في الولايات المتحدة وحدها إلى 90 ألف حالة خلال عام واحد. وأصبحت الحكومة الأمريكية تنظر لخطر اندلاع حرب إلكترونية تؤدي إلى إلغاء شبكات إنترنت دولية على أنها "أحد أكبر التهديدات لاقتصادها وأمنها القومي". وتكرر تعرض شركات ألمانية ومواقع حكومية لهجمات قراصنة الإنترنت يعتقد أن أغلبهم من الصين وروسيا. غير أن خبراء أمريكيين يذهبون لأكثر من ذلك ويتهمون بصراحة مواقع حكومية في الصين وأجزاء من الجيش الشعبي بمثل هذا الهجوم. وجاء في تقرير حديث للكونجرس عن أنشطة الصين على الإنترنت:"هناك عدد كبير من المؤشرات والدلائل الجنائية الفنية على وجود تورط حكومي في مثل هذه الأنشطة، سواء عن طريق التدخل الحكومي المباشر أو عبر مجموعات أخرى تدعمها الدولة". وأكد التقرير على أن الآثار التي خلفها القراصنة مكنت المحققين الأمريكيين "من الربط بشكل مباشر بين الحكومة الصينية أو أحيانا جهات حكومية خاصة مثل جيش التحرير الشعبي وهذه الهجمات". وتكشف أهداف القراصنة حسب التقرير عن دوافعهم السياسية حيث إن هذه الهجمات لا ترمي إلى تحقيق نوايا جنائية تقليدية مثل الحصول على بيانات عن بطاقات ائتمانية أو أرقام حسابات. يضاف إلى هؤلاء القراصنة "القراصنة الوطنيون" ذوو التوجهات القومية والمعادية للغرب حسب التقرير الذي أكد أن هؤلاء يهدفون من وراء هذه الهجمات للتدليل على قدراتهم من خلال مهاجمة مواقع إلكترونية أجنبية وقت الأزمات. وأشار التقرير إلى أنه من غير الواضح بشكل نهائي حتى الآن مدى وقوف جهات حكومية وراء هذه الهجمات "ولكن هناك مؤشرات واضحة على وجود مثل هذه الروابط".
بل إن باحثين كنديين اكتشفوا ربيع العام الماضي وجود شبكة تجسس دولية اخترقت 1295 جهازا في 103 دول ببرامجها الحاسوبية. وكان ما يصل إلى 30 % من هذه الأجهزة "أهدافا عليا" كأن تكون أجهزة تابعة لجهات حكومية أو وزارات الخارجية أو جهات إعلامية أو منظمات دولية أو سفارات من بينها ممثليات ألمانية. ولم يسلم المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي "ناتو" نفسه في بروكسل ومكاتب الزعيم الديني الدلاي لاما الذي تعتبره بكين انفصاليا من التجسس وتحدث الباحثون آنذاك عما أسموه "شبكة أشباح". وكان البرنامج الذي استخدم في التجسس يحتوي على إرشادات باللغة الصينية أعلى البرنامج لم يعرفها إلا أصحاب أجهزة الحاسوب في الصين تقريبا. وانفضح أمر إحدى هجمات القراصنة الصيف الماضي على نحو مئة شركة تقنية أمريكية بهدف سرقة بيانات كمبيوتر هامة. وكانت البرامج الضارة آنذاك تتلقى توجيهاتها من مواقع ملقمة شبيهة بتلك التي استخدمت في الهجوم على جوجل. ولابد أن منفذي هذه الهجمات على شركات الإنترنت لم يضعوا في حسبانهم أنها ستثير خلافا بشأن حرية التعبير والرقابة الحكومية على المواقع الإلكترونية في الصين. ولكن هذه الهجمات كانت بمثابة القطرة التي فاضت عن الكوب بالنسبة لجوجل التي ظلت تلزم نفسها على مضض بنوع من الرقابة على خدماتها في الصين ثم ها هي تعلن إنهاء تعاونها مع السلطات الصينية، ذلك التعاون الذي لم يكن في أحسن أحواله. يبدو أن جوجل ستنسحب حقا من السوق الصينية في ضوء تهديدها حكومة بكين بهذا الانسحاب إذا أصرت الصين على فرض رقابة على جوجل خاصة بعد أن بدت الحكومة الصينية غير آبهة بهذا التهديد وأعلنت أمس الخميس ضرورة التزام أي شركة إنترنت أجنبية باللوائح القانونية المعمول بها في الصين ومن بينها القبول بالرقابة.