المداخلات الهاتفية في البرامج الرياضية بين الطلب والإقحام
الرياض ـ عبدالله القحط
تطرح البرامج الرياضية قضايا يتفق فيها البعض ويختلف حولها بعض آخر، ويتيح المذيع المجال لضيوفه للتعليق عليها، وقد تأتي مداخلة هاتفية من أحد الأطراف المعنيين بالقضية، وربما من ناقد له وجهة نظر يرغب في إيصالها، أحياناً بطلب من المتداخل وأحيانا بدعوة من معد البرنامج، وهذا لا خلاف حوله، ولكن ما يثير دهشة المتابع، عندما يقف المذيع والمتداخل موقف المتفرج، فالأول يطالب الثاني بطرح ما رغب في التداخل من أجله، فيما الثاني يستفسر عن ماذا يريد منه البرنامج بحجة أنه تلقى الاتصال ولم يطلبه، ما يُشعر المتابع بأن المتداخل قد (أُقحم).. الرياضية طرحت هذا الوضع على عدد من المختصين لمعرفة جوانبه وأبعاده.
بداية تحدث المدير التنفيذي لقناة لاين سبورت يحيى مساوى بقوله: “يجب علينا أولا أن نعترف أن المداخلات الهاتفية في البرامج الرياضية جزء رئيس منها، تثري البرنامج وتضيف للمشاهد” وتابع مساوى بقوله: “أما مسألة الإقحام أو ما يظهر وكأنه إقحام فيتحمل التصرف فيها وتفاديها المذيع، فبخبرته يستطيع أن يتفادى الموقف دون أن يشعر المتابع، وينبغي على المذيع أن يكون محضراً لمشاركة الضيف ومستعداً لها”، وحول ما إذا كان الخطأ ربما من المعد أو من المتداخل نفسه قال: “أحياناً يطلب شخص ما المداخلة، وعند ظهور اتصاله يحاول إيهام المتابعين أن البرنامج اتصل عليه ليطلب مداخلته، وعلى المعد أن يكون متواصلا مع المذيع ليطلعه على التفاصيل قبل استقبال المداخله حتى يتصرف بالشكل المناسب”.
من جانبه قال معد برنامج (أكشن يا دوري) وليد بن مهري: “يحق لأي شخص ذكر اسمه في البرنامج أو له صفة رسمية في جهة جاء ذكرها خلال البرنامج أن يطلب المداخلة والتعقيب، ولكن ينبغي على المعد أن يعود دائما أثناء تحضيره للبرنامج للمصدر الرسمي ليسمع وجهة نظره ويتأكد من صحة ما لديه من معلومات، ومن ثم يكون جاهزا لأي مداخلة من هذا المصدر”، وعن المواقف التي تحدث على الهواء من الاختلاف بين من طلب المداخلة قال ابن مهري: “سابقا كانت تحدث مثل هذه الحالات كثيراً، ويعود الخلل هنا على المعد، فهو من يجب عليه الترتيب مع المتداخلين وربطهم مع المذيع بشكل احترافي، وهذا ما يحدث حالياً في معظم البرامج الرياضية، حيث اختفت المداخلات الضعيفة بسبب احترافية طاقم العمل في البرامج، إضافة إلى الوعي المرتفع لدى المشاهد، والذي يمنع من المجازفة بالظهور الضعيف”.
ولأن المذيعين شركاء في هذه المواقف فقد طرحنا الموضوع على المذيع في قناة لاين سبورت طارق الحماد، والذي علق بقوله: “يفترض على المذيع أن يكون مستعداً لجميع الاحتمالات، وعليه أن يمتلك القدرة على الخروج من أي مأزق دون أن يشعر المتابع”، وأضاف الحماد: “عن نفسي أنا، فقد تعودت عند وجود مداخلة هاتفية أن أدخل مع المتصل في صلب الموضوع الذي يتعلق به، دون ان اترك مساحة لوجود إشكالية من اتصل على الآخر، وذلك لسببين.. أولهما البعد عما يشوش على المشاهد، وثانيهما حتى لا اسبب للمتداخل أي إحراج، خصوصاً لو كان من النوع الذي لا يحب أن يظهر أنه من طلب التداخل”، وعن دور المعد في هذه الحالة قال الحماد: “على المعد أن يوضح لزميله المذيع اسم المتداخل وصفته والنقطة التي يريد التداخل من أجلها، وهذه تسهل على المذيع الدخول في صلب الموضوع وتفادي أي موقف قد يحدث”.
وفي السياق ذاته قال المذيع في قنوات الرياضية السعودية فهد المساعد: “هذه المواقف يتحملها المعد بدون شك، حيث ينبغي عليه أن يبلغ المقدم بجميع التفاصيل حتى يكون جاهزاً وواثقاً، وإن حصل لبس على الهواء فعلى المقدم أن يمتص الموقف ويتصرف بطريقة لا يشعر معها المشاهد بما حصل قدر الإمكان”، وتحدث المساعد عن المتصلين الذين يطلبون المداخلة ثم يمثلون استقبالهم للطلب من البرنامج بقوله: “كثيراً ما يحدث أن يطلب شخص ما المداخلة الهاتفية مع البرنامج، وحينما يبدأ يشكر البرنامج على الاتصال به محاولا إيهام المشاهد بأنه مطلوب، وبعضهم يطلب المداخلة ثم يدعي عدم متابعته للبرنامج وعدم معرفته بضيوفه، وقد يخون بعضهم ذكاؤه فيفضح نفسه حينما يستدل بحديث أحد الضيوف قبل الاتصال، مثبتا من خلال تناقضه أنه كان يتابع”، وعن سبب مثل هذا التصرف يقول المساعد: “حقيقة لا أعرف سبباً واضحاً، ربما تكبر من المتصل على بعض الضيوف الحاضرين في الاستديو، أو ربما ان البعض يعتبرها نوعا من (البرستيج) الكاذب”.