2013-03-18 | 06:00 حوارات

دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين للفرسان حقق لنا منجزاتنا الدولية

سلطان رديف
مشاركة الخبر      

الأمير الفارس عبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وهو من أبرز الفرسان السعوديين الذين وضعوا لهم بصمة مميزة في تاريخ الرياضة السعودية بشكل عام ورياضة الفروسية بشكل خاص، وساهم في تحقيق الكثير من المنجزات على كافة المستويات المحلية والإقليمية والقارية والدولية والتي كان آخرها الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن ضمن المنتخب السعودي لقفز الحواجز.
الأمير الفارس عبدالله بن متعب وهو الحاصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير إنجازاته التي حققها في ميادين رياضة الفروسية لم يكتف بأن يكون فارساً ممارساً لفروسيته ومنجزاً فيها بل عمل على أن يكون أحد صناع رياضة الفروسية رغم أنه لم يتول أي منصب فيها، فبدأ قبل أربعة أعوام على إنشاء شوط لقفز الحواجز بجائزة 100 ألف ريال ليعلن بعدها بسنة عن إنشاء بطولة «للوطن» بمجموع جوائز أكثر من مليون ريال والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات. ولأنه يملك طموح الفرسان لم يقف عند بطولة محلية بل عمل على إنشاء مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز الذي ينطلق نهاية الشهر الحالي بمنتجع نوفا بمجموع جوائز تصل 4 ملايين ريال حيث يضم المهرجان أول بطولة خليجية لقفز الحواجز وأول بطولة دولية من فئة 5 نجوم في السعودية بالإضافة لبطولة « للوطن « والتي تحظى جميعها باعتراف ومباركة ودعم الاتحاد الدولي للفروسية والتي فسح من خلالها المجال لكافة فئات الفرسان للمشاركة إيماناً منه بأهمية إعطاء الفرسان الشباب الفرصة لإبراز قدراتهم.
«الرياضية» تحاور اليوم الأمير الفارس عبدالله بن متعب الذي أكد على أن رياضة الفروسية تحظى باهتمام ورعاية خاصة من الفارس الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي قدم للفروسية الكثير من الدعم والرعاية حتى أصبحت أحد أهم الرياضات التي تسجل المنجزات على المستوى العالمي باسم هذا الوطن، وكشف الأمير عبدالله من خلال حواره بأن فروسية قفز الحواجز تحتاج اليوم بأن تهتم أكثر بإيجاد الممولين والرعاة وفي ذات الوقت دعم المواهب الشابة التي تعتبر من أهم ما يميز الفروسية السعودية.
ورفض الأمير عبدالله بن متعب أن يكون المال والوجاهة الاجتماعية هي السبب في صناعة الفارس، مؤكداً أن الفروسية السعودية لديها الكثير من الفرسان الذين حققوا منجزات، وآخرون يعتبرون مستقبل الفروسية السعودية لايملكون المال لشراء الخيول ولكنهم فرسان صقلوا موهبتهم بالجد والمثابرة.
عبدالله بن متعب من خلال هذا الحوار يتحدث عن هموم الفروســـية ومســـتقبلها والمعوقات التي تقف في طريقها بلغــة الفارس والرياضي والشــاب على جزءين :


ـ لنبدأ معكم من الإنجاز الأخير في أولمبياد لندن، البعض يعتقد أن هذا الإنجاز قد لايتكرر فكيف ترى أنت قدرتكم كفرسان على مواصلة العمل وتحقيق المنجزات؟
في البداية لابد أن نعرف أن ما حقق من إنجازات لرياضة الفروسية منذ سنوات هو بفضل من الله أولاً ثم بالدعم والاهتمام والرعاية التي تلقاها رياضة الفروسية والفرسان من سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير مقـــرن بن عبدالعزيز، الذي لاشك يشكل بالنسبة لنا كفرسان دعماً كبيراً وحافزاً لبذل المزيد من الجهد والعطاء لتحقيق المنجزات باسم هذا الوطن، أضف لذلك الدعم المتواصل من قبل صندوق الفروسية الذي قدم لنا الكثير ممثلاً بوزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء الصندوق الأمير فيصل بن عبدالله ونائب أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الصندوق الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وأيضاً اهتمام وحرص ومتابعة الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي للفروسية الأمير نواف بن فيصل وحرصه على تذليل كافة العقبات للفرسان السعوديين، فكل تلك العوامل هي بلاشك جزء مهم وسبب لتحقيق تلك المنجزات والمحافظة عليها.
ودعني أقول لك هنـــــا إن الاجتهادات الشخصية في وقت مـــــا ووجود فرسان قادرين على ممارسة الرياضة بشكل أو بآخر على نفقتهم الخاصة ساعد على تحقيق المنجزات العالمية ووصول رياضة الفروسية لما وصلت له، فنحن اليوم على المستوى المحلي لازلنا متأخرين كثيراً وهذا أحد العيوب والمشكلات التي نعاني منها، فنحن دُعمنا ووصلنا عالمياً وحظي المنتخب الأول لفروسية قفز الحواجز بالدعم من خلال ستة فرسان وجدوا دعماً من قبل صندوق الفروسية، ولكن في الجانب المحلي هناك ضرر كبير.
ـ ماهي المشكلة المحلية التي تعاني منها الفروسية؟
لابد أن تكون هناك جدية أكبر في البحث عن ممولين ورعاة في ظل أن لدينا دورياً ليس بالممل، وهناك إمكانية لدعمه من قبل القطاع الخاص، ونحن اليوم بحاجة كبيرة لحراك ونشاط أكبر من السابق، ولعل الأمير نواف بن فيصل اليوم بتفرغه للرئاسة العامة لرعاية الشباب (بعد أن كانت كرة القدم تأخذ حيزاً أكبر بكونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم) سيجعل الرياضات الأخرى تجد اهتماما أكبر، ونحن نحتاج اليوم لإعطاء فرصة أكبر للمرحلة المقبلة التي أشعر أنها ستجد تطوراً ملحوظاً في كل الرياضات ومنها الفروسية.
ـ عندما أنظر لرياضة الفروسية فأنا أعرف الأمير عبدالله بن متعب وخالد العيد وباحمدان والشربتلي والدهامي، ولكني لا أجد أن هناك صفاً ثانياً يتم تأهيله ليكون جيلاً يواصل تلك المنجزات؟
نحن لدينا قلة في عدد الفرسان مقابل بعض الدول المجاورة.. على سبيل المثال قطر الكويت الإمارات وغيرها، ولكننا في ذات الوقت لدينا نوعية من الفرسان أفضل من غيرها، ولعل فروسية قفز الحواجز في السعودية أشبهها بكرة القدم في البرازيل، فهناك المواهب في كرة القدم بالفطرة وهذا ما نملكه نحن في فروسية قفز الحواجز بأن لدينا مواهب من خامة النجوم وهو أحد أسرار تميز رياضة الفروسية السعودية رغم قلة عدد الفرسان لدينا، وهذه القلة الموهوبة تحتاج للدعم والرعاية بشكل متواصل وفتح آفاق لها لكي تصقل موهبتها.
ـ نحن نعرف أن الفارس قد يصل لسن متقدمة وهو لازال يمارس هذه الرياضة ويشارك فيها، ألا تعتقد أن ذلك يؤثر على الفرسان فجيلكم الحالي قد يؤثر على الجيل الصاعد الذي يريد الدعم والاهتمام؟
لعلي أتفق معك أن هناك فرساناً لم تتاح لهم الفرصة، فهناك فرسان تجاوزوا ال‍سنة ولم يجدوا الفرصة التي وجدها الجيل السابق في عمر مبكرة أي أعمار 16 و17 و18 سنة، وهذا لايعني أنهم تأخروا لأنها رياضة مستمرة لأعمار متقدمة، ولكن أن تصل لهذا العمر ولاتجد فرصة أو مشاركات ترضي طموحك كفارس فلاشك أن هذا قد يكون عاملاً محبطاً لهؤلاء الفرسان.
لذا أنا أتمنى مثلما أوجد صندوق الفروسية السعودية الذي أحدث نقلة للفرسان في سنتين (والسبب بعد توفيق الله أنه وجد فرساناً جاهزين) أن تكون الخطوة الأولى للجيل القادم بأن يهيئ لهم فرصة الاحتكاك والمشاركة أفضل مما هم عليه الآن أو على مستويات أعلى لكي نجد مستقبلاً جيلاً جاهزاً لتحقيق المنجزات.
ـ هناك اتهام بأن أغلب الفرسان الموجودين اليوم هم من الطبقة المرفهة التي تملك المال والقدرة، والفرسان الآخرون الذين هم أقل ولا يملكون القدرة الاجتماعية والمالية لا يجدون فرصتهم، فهل هذا معيار أم أن الجودة هي التي تفرض نفسها؟
هناك مواهب لم يفرضها ولم يصنعها لا المال ولا الوجاهة الاجتماعية، وهم على سبيل المثال خالد العيد ورمزي الدهامي وفرسان شباب مثل نايف الصاعدي ومشعل الحربي ومشاري الحربي وسليمان العنبر وبندر محفوظ وريان الريس وبدر الفرد وغيرهم، وهذه أسماء لا تملك المادة لشراء الخيل ولكن الفارس صاحب الخبرة يعرف أن هذا الفارس أو ذاك لديه الموهبة التي بدون شك لاتشترى، ولكن المهم كيف تطور هذه الموهبة التي تحتاج للدعم المتواصل، ونحن في العالم العربي لاننتج الخيل كما يتم في أوروبا وقد لانشكل 1% مما ينتج في أوروبا، فهناك مزارع في ألمانيا مثلاً تنتج خيولاً بالآلاف سنوياً وهي أكبر من عدد الفرسان والخيل، عندما تكثر كميتها يحتاج المنتج لتصريفها لأنه يتاجر فيها ويحتاج لتصريفها فتذهب بأسعار رخيصة، لذا لابد اليوم أن نستفيد من ذلك من خلال العمل على الإنتاج والتوليد ونؤسس لصناعة الخيل في السعودية.
ففي سباقات الخيل لم نكن نسمع سابقاً إلا بالإسطبلات الكبيرة التي تفوز، أما اليوم نشاهد كل الإسطبلات تنافس وتحقق جوائز وهذا يعود بسبب وجود قاعدة مهمة من خلال جوائز متعددة تساعد في تغطية مصاريف الخيل، فعندما تتوافر مثل هذه الظروف لرياضة قفز الحواجز حينها سنشاهد تزايداً كبيراً للفرسان.
ـنحن منذ سنوات طويلة نسمع بإسطبلات الخيل وسباقاتها ولكن قفز الحواجز لم نسمع بها في السنوات الماضية، وفجأة رأينا منجزات وبدأنا نشاهدها تحضر بقوة فهل الإنجازات هي سبب ظهوركم؟
لاشك أن الإنجازات التي تحققت على مستوى عالمي باسم المملكة العربية السعودية كان لها دور في ظهور هذه الرياضة، ولكن لابد أن تعرف أن هذه الرياضة موجودة قبل أن ينشأ الاتحاد السعودي للفروسية الذي أنشأ عام 1990م، فقبل ذلك كانت هناك منافسات ووجود لهذه الرياضة بين القطاعات العسكرية والأندية الخاصة وكان لدينا فرسان يشاركون.
ما يهم أن نقوله نحن اليوم إن فروسية قفز الحواجز السعودية أقوى خارجياً ولكنها ضعيفة داخلياً، وعندما تقارن سمعة ومستوى الفرسان السعوديين خارجياً وتقيس ذلك على المستوى المحلي تجد أن هناك فرقاً كبيراً جداً، وعندما تريد أن تحصي عدد الفرسان الذين نعتمد عليهم بعد الله في المستقبل تجدهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين بينما هناك دول أخرى لديها نشاط محلي قوي يهيئ الفارس ويشجع في دخول الملاك واقتناء الجياد، لأن هناك مردوداً.
ـ هل أفهم من ذلك أننا غداً قد نعاني من وجود مشكلة في المنجزات؟
أتمنى أن لايكون لدينا مشكلة، ولكنني أشاهد اليوم أن هناك نزوحاً كبيراً للفرسان والملاك عن هذه الرياضة.
ـ هل لأن هذه الرياضة مكلفة؟
هي مكلفة ولكن إذا وفرت جوائز كبيرة ومتعددة نستطيع تخطي هذه المشكلة، في أوروبا هي مكلفة أيضاً ولكنهم يتجاوزون ذلك بكثرة البطولات والجوائز، فهم وضعوا لهم مصادر دخل متعددة تحافظ على وجود الفرسان والملاك، كما أن دعم تلك البطولات إعلامياً يجعل لها تواجداً ويحفز الرعاة على الدخول فيها مما يساعد على التطويـــر والدعم اللا مباشر للفرسان.