سالمو .. 300 ألف دولار حسمت اللقب للفتح
مع أن رئيس نادي الفتح عبدالعزيز العفالق عندما قرر قبل ثلاث سنوات التعاقد مع الهداف الكنغولي دوريس سالمو بتوصية من المدرب التونسي فتحي الجبال كان يعلم أنه يتعاقد مع هداف مميز إلا أنه لم يكن يتوقع لحظة توقيع العقد أن هذا الأسمر النحيل الذي لا يتجاوز طوله 176 سم سيسجل أغلى أهداف الفتح وأجملها.. الهدف الذي سيتوج الفريق بلقب الدوري السعودي للمحترفين، هز سالمو شباك الأهلي فبات الفتح بطلاً للدوري السعودي للمحترفين.
ولم يبرز سالمو أمام الأهلي فقط، فخلال 25 مباراة خاضها في الدوري كان حاضراً بقوة ليهز الشباك 16 مرة، هو يمتاز بالقوة البدنية والتحرك الجيد دون كرة، والأهم حاسته التهديفية مميزة.
وشارك سالمو مع الفتح في 2250 دقيقة لعب دون توقف.. هو من اللاعبين القلائل الذين شاركوا في كل مباريات الفتح دون انقطاع، ولم يستبدله المدرب فتحي الجبال ولا في أية مباراة منها.
وبدأ دوريس مشواره مع هز الشباك هذا الموسم مبكراً، فمن المباراة الثانية سجل هدفين في شباك الهلال قادا فريقه لتحقيق أول فوز لهم في الدوري ثم انطلقت الماكينة دون توقف فهز شباك الشعلة مرتين قبل أن يواصل التسجيل في شباك الرائد والشباب ونجران والاتحاد ويعود ليهز شباك الهلال مرة ثالثة ثم الرائد والأهلي (هدفين في الدور الأول) الشباب والتعاون والاتحاد قبل أن يسجل الهدف الأغلى في شباك الأهلي.
موسم حافل
خلال 25 مباراة هز سالمو شباك الخصوم 16 مرة، تسع منها بالرأس وسبعة بالقدم اليمنى بما فيها هدف المقصية الخلفية التاريخي في شباك الأهلي وسجل خمسة من أهدافه بالقدم من داخل منطقة الجزاء، وطوال 2250 دقيقة لم ينل سالمو إلا بطاقتين صفراوين فقط.
كان سالمو من اللاعبين القلائل الواثقين من قدرة الفتح على الفوز باللقب منذ أن اعتلى الصدارة في نهاية الدور الأول، ويقول بعد الفوز باللقب: "قدمنا موسماً استثنائياً والجميع من إدارة وجهاز فني ولاعبين اجتهد وبذل قصارى جهده، والأجمل في هذا التتويج أنه جاء قبل جولتين على نهاية المسابقة"، وأضاف: "حصول الفريق على اللقب ليس النهاية بل بداية لإنجازات وبطولات جديدة، أردنا الفوز وتحقيق اللقب وتمكنا من ذلك لكن هناك أشياء أخرى تنتظرنا لذلك علينا التركيز في المواجهات المقبلة لكي نثبت للجميع أننا الأفضل هذا الموسم".
وتصدر سالمو هدافي الفتح هذا الموسم برصيد 16 هدفاً من بينهم تسع ضربات رأس ويتأخر اللاعب بهدف واحد عن الأرجنتيني سبستيان تيجالي مهاجم الشباب والبرازيلي ويسلي لوبيز مهاجم الهلال.
ويتابع الهداف الذي سجل هدف حسم اللقب بضربة خلفية مزدوجة بشكل رائع يوم الأحد الماضي: "لم يكن الدوري ضمن مخططاتنا هذا الموسم، طموحاتنا كانت الظهور بشكل جيد ومواصلة مسيرتنا الناجحة في الموسم الماضي حققنا المركز الثالث في كأس الملك وكنا على بعد خطوات من المركز الرابع في الدوري".
وأضاف المهاجم الكونغولي الذي لعب في أندية إيطالية مغمورة قبل أن ينضم للفتح "التتويج بلقب هداف الدوري حلم أي لاعب لكنني لا أبحث عن الألقاب الشخصية بل يهمني المساهمة مع زملائي في قيادة الفريق إلى منصات التتويج".
بداية هادئة
لم يكن دوريس سالمو ذو الـ25 عاماً (عند التوقيع) يملك سجلاً كبيراً، فهو يمثل منتخب بلاده الكونغولي سبع مباريات دولية فقط سجل خلالها أربعة أهداف ومثل فريق سودي قراف الكونغولي وفريق كومو الإيطالي وفريق نابوليس الإيطالي وفريق شيفي تانوفيزا الإيطالي وشارك اللاعب مع منتخب بلاده في المباراة الودية أمام المنتخب السعودي التي أقيمت في جمهورية النمسا.
ومع أن أندية إماراتية سعت للفوز باللاعب دافعة ضعف قيمة الصفقة إلا أن إسراع فتحي الجبال في التوقيع مع اللاعب حسم انتقاله للإحساء وبمبلغ لا يتجاوز الـ300 ألف دولار لموسمين.
ولم يظهر من المباراة الأولى أنه لاعب هداف مميز، ولكن مع توالي المباريات نجح في إثبات نفسه مع الفريق، ولكنه نجح في تسجيل 8 أهداف في أول مواسمه مع الفريق وفي الموسم الثاني رفع رصيده من الأهداف لعشرة قبل أن يزيدها في هذا الموسم لـ16 هدفاً، وهو ما دفع إدارة النادي لتمديد عقده لعامين إضافيين مطلع هذا الموسم لضمان بقائه مع الفريق، اللاعب ذاته مقتنع أن الفتح ناد مثالي ومريح له، ولا ينوي الرحيل عنه على الرغم من العروض الكبيرة التي وصلته مؤخراً، ويقول: "أنا مرتاح وسعيد للغاية هنا في نادي الفتح، ولم أحتج لوقت طويل حتى أجدد عقدي، الأمور رائعة هنا"، ويضيف متحدثاً عن عدم قدرته على إثبات نفسه إلا بعد عدة مباريات، "لابد لأي لاعب كان أن يخوض الفرصة التي تسنح له وتقدم له، ويقاتل عليها من أجل إثبات نفسه، وأنا فضلت هذه التجربة، وإذا ما قمت بتقويمها فأعتقد أن تجربتي مع الفتح ممتازة جداً" ويرفض الهداف الكنغولي حتى فرصة الحديث عن العروض التي يتلقاها بشكل مستمر، ويقول: "حالياً أنا مرتبط بعقد مع نادي الفتح وأحترم هذا العقد تماماً".