2014-03-24 | 06:00 الكرة العالمية

هبروا الملايين و فيفا أذن من طين وأخرى من عجين

مشاركة الخبر      

طالب مسؤول كبير في الوفد البريطاني المسؤول عن الترويج للعرض الخاص باستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 بالتحقيق في المبالغ التي دفعت لعضو اللجنة التنفيذية للفيفا جاك وارنر (تريندادي) من قبل شركة قطرية مملوكة لمحمد بن همام. وقد وصف مدير التشغيل في ملف إنجلترا 2018 سيمون جونسون الوقائع التي سربتها صحيفة Daily Telegraph والخاصة باستلام وارنر وعائلته مبلغ 1,2 مليون دولار بالمزعجة والمربكة.. تقارير الصحيفة الإنجليزية أكدت أن وارنر استلم المبلغ مباشرة بعد التصويت على استضافة مونديال 2018 الذي فازت به روسيا ومونديال 2022 الذي ذهب لصالح قطر .. يقول تقرير الصحيفة الإنجليزية إن المبلغ حول في حساب جاك وارنر الشخصي لدى أحد البنوك الأمريكية وأن اثنين من أبناء المسؤول استلما أيضا مليون دولار من قبل نفس الشركة القطرية ولا يعرف حقيقة لماذا دفعت هذه المبالغ لوارنر وأسرته ولكن إحدى الوثائق تشير إلى أن المبالغ دفعت لتغطية تكاليف خدمات قانونية كما تفيد وثيقة أخرى تحدثت عن تغطية خدمات مهنية قدمت في الفترة 2005ـ 2010.
وتشير أيضا إلى أن وارنر استخرج فاتورة من الشركة القطرية بمبلغ 1,2مليون دولار نظير خدمات مهنية وحوافز تشجيعية وتاريخ الفاتورة يشير إلى 12 ديسمبر 2010 أي بعد أسبوعين من فوز قطر باستضافة المونديال .. الوثيقة أوضحت أن المستفيد هو جاك وارنر.
الآن فإن لجنة الأخلاق التابعة للفيفا بدأت بتحقيقاتها في ضوء تقرير الصحيفة الإنجليزية عن الفساد الذي عم مجمل عمليات التصويت والتي تمت مقابل رشاوى دفعت في الخفاء لشراء الأصوات وتمرير الصفقات ويتوقع أن يقدم المدعي العام الأمريكي مايكل جارسيا تقريره عن نتائج التحقيق في نهاية هذا العام .. البريطاني المسؤول عن الترويج لعرض بلاده جونسون الذي مثل أمام جارسيا العام الماضي قال إن التقرير المقدم من الصحيفة الإنجليزية يحتوي أدلة دامغة بأن أياد قطرية لعبت في الخفاء وأن على (فيفا) أن يضع هذا التقرير تحت المجهر وأن توضع نتائج التحقيق في يد المدعي العام الأمريكي مايكل جارسيا.
السؤال الآن أنه بعد أن مرت مياه كثيرة تحت الجسور وانفض السامر أين ذهب هؤلاء الذين شاركوا في عمليات التصويت؟.. الصحفي شارلس سيل يقتفي آثار هؤلاء للتعرف على مصير هذه الشخصيات وماهيتها في هذا التقرير:
1ـ ماريو ليفاكارتيس عضو (فيفا) (قبرصي) اعترف العام الماضي بأن له علاقات تجارية مع قطر.
2ـ أنجيل ماريا فيلا لونا عضو (فيفا) (أسبانية) اعترفت بأنها أبرمت صفقة مع قطر عام 2010 ولكنها فشلت في عملية التصويت أمام روسيا.
3ـ سنيز ايرزيك عضو (فيفا) (تركي) وكان ضمن المجموعة التي وعدت بمنح صوتها لإنجلترا لاستضافة مونديال 2018 قبل أن يغير موقفه لاحقا.
4ـ وودواي مكيودي عضو (فيفا) (تايلاندي).. اعترف بأنه استلم مبالغ من المال مقابل التصويت لقطر.. وكان أيضا قد تورط في مشاكل فساد تتعلق بإدارة الاتحاد التايلاندي لكرة القدم.
5ـ عيسى حياتو عضو (فيفا) (كاميروني) ويرأس حالياً الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وكان قد تعرض لتحقيق ومساءله من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لقبوله استلام مبالغ من شركة تحمل حروفISL ولكنه ادعى أن الأقوال عبارة عن تعويض عن تكاليف حفل العيد المئوي للاتحاد الأفريقي.
6ـ جوليو جروندونا عضو (فيفا) (أرجنتيني) ويعتبر أحد أقدم أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا كما أنه عمل رئيساً لحملة ترشيح بلاتر.
7ـ هاني أبو ريدة عضو (فيفا) (مصري) ويقال إنه رافق ابن همام على متن طائرة خاصة لابن همام في رحلته إلى ترينداد حيث راجت وقتها شائعات بأنه توجه إلى هذه الجزيرة لشراء أصوات أعضاء اتحاد الكرة ولكن لم يتم التأكد من الواقعة.
8ـ فيتالي مونكو عضو (فيفا) (روسي) وكان على علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلادمير بوتين الرئيس السابق للاتحاد الروسي لكرة القدم ووزير الرياضة الروسي السابق وقد لعب دوراً رئيسياً في إرساء صفقة إرساء روسيا لمونديال 2018.
9ـ جيوف طومسون عضو (فيفا) (بريطاني) وقد تعرض لإهانة كبيرة بعد فوز إنجلترا بصوت واحد فقط في التصويت على استضافة مونديال 2018.
10ـ فرانتس بينكنباور عضو (فيفا) (ألماني).. اســـتقال من عضويـة (فيفا) في يونيــــو الماضي بعد أن فضل الاكتـفاء بعضويــــة الاتحــــاد الأوروبــي لكرة القدم. وكــــان أول مــن جـــادل وطالب بإقامــة مونديال 2022 في الشتاء.
11 ـ شونج مونج جون عضو (فيفا) (كوري جنوبي) فقد مقعده في اللجنة التنفيذية للفيفا بعد أن دعم بلاتر خصمه وهو الأمير علي بن الحسين وذلك في انتخابات الاتحاد الآسيوي .. يذكر أن شونج يدير شركة هونداي ويعتبر من ألد خصوم بلاتر.
12ـ جونقي أوجورا عضو (فيفا) (ياباني) أجبر على الاستقالة من الاتحاد الآسيوي بعد بلوغه عمر الـ72 سنة.
13ـ سيب بلاتر رئيس (فيفا) (سويسري) مازال يحكم قبضته الحديدية على إمبراطورية الكرة التي لا تغيب عنها الشمس منذ عام 1998 ورغم ذلك فهو يصر على الترشيح لفترة خامسة حينما يحين التصويت العام المقبل.. وحينما توجه إليه أصابع الاتهام بالفساد بسبب فساد الحاشية التي حوله يفلت من المعمعة كالشعرة من العجين بحجة أنه لا يأتي بالمفسدين ولكنهم مرشحون من اتحاداتهم.
14ـ ميشيل بلاتيني عضو (فيفا) ورئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم (فرنسي) اعترف صراحة بوجود تأثيرات سياسية مباشرة مورست على أعضاء اللجنة التنفيذية ولكنه منح صوته انطلاقاً من قناعاته الكروية، مؤكدا أنه سيترشح ضد بلاتر في انتخابات العام المقبل.
15ـ مايكل دودج عضو (فيفا) (بلجيكي) وهو رئيس الاتحاد البلجيكي لكرة القدم ورئيس اللجنة الطبية للفيفا ويقال إنه لعب دورا رئيسيا في تغيير موقف قطر في توقيت إقامة مونديال 2022.
16ـ جـــاك انومـــــــــا عضـــو (فيفا) (إيفـــواري) اعتــــــــرف أمام تحقيقـات برلمانيــة بأنه اسـتلم رشاوى من قطر وذلك في ضـــــوء أدلـــة قدمتها صحيفــــــة Daily Telegraph ولكن (فيفا) برأه من التهمة.
17ـ جـــاك وارنر عضو (فيفا) (تريندادي) استقال من منصبه عام 2011 بعد التأكد من تورطه في دفع رشاوى لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا .. وهو الآن الشخصية المحورية في جريمة تلقي أموال من شركة ذات علاقة بابن همام .. إضافة إلى ذلك فاسمه مرتبط بكل جرائم الفساد ومنها جرائم شراء وبيع تذاكر نهائيات كأس العالم ويقال إنه لعب دورا رائدا في إفشال صفقة إرساء استضافة مونديال 2018 لإنجلترا.
18 ـ محمد بن همام عضو (فيفا) (قطري) صدر في حقه حكم بالإيقاف مدى الحياة من ممارسة أي نشاط كروي بعد إدانته بتقديم رشاوى لأعضاء من (فيفا) لشراء أصواتهم عام 2011.
19 ـ اموس ادامو عضو (فيفا) (نيجيري) حسب تأكيدات صحيفة Sunday time بإقدامه على بيع صوت لأحد العملاء السريين عام 2010 ولكن نفى التهمة.
20 ـ رينالد تيماري عضو (فيفا) (تاهيتي)، اتهم بالتورط في بيع صوته لعملاء سريين فتم إيقافه عاما ولكنه نفى التهمة.
21 ـ شوك بلايزر عضو (فيفا) (أمريكي) وهو الرئيس السابق لاتحاد (الكونكاكاف) وقد لعب دورا أساسيا في الإطاحة بابن همام.. متهم بالتورط في قضايا اختلاسات وإساءة استغلال مبالغ خاصة بأنشطة كروية ولكنه نفى الاتهامات.
22 ـ نيكولاس لويز عضو (فيفا) (باراجواي) رئيس سابق لاتحاد الكرة في بلاده وقد نقل عنه بأنه سيمنح وسام الفروسية البريطاني نظير تصويته لإنجلترا لاستضافة مونديال 2018.. وقد اعتزال العمل العام الماضي لأسباب صحية وذلك قبل صدور حكم لجنة أخلاق (فيفا) باستلامه 80 ألف جنيه إسترليني كرشوة من شركة تسويق رياضية.. غير أن تحقيقا أجرته قناة BBC أكد أنه استلم 730 ألف دولار.
23 ـ ريكاردو تيكسيرا عضو (فيفا) (برازيلي) هرب إلى مدينة ميامي الأمريكية بعد إدانته بتسلم رشاوى في البرازيل .. نفى التهمة ولكن لجنة أخلاق (فيفا) أكدت أنه قبض 8,4 مليون دولار كرشاوى وعمولات.
الجدير بالذكر أن تقرير Daily Telegraph أثبت أن أكثر من نصف أعضاء اللجنة التنفيذية المتورطين تم استبدالهم منذ عام 2010 .. والذين مازالوا على رأس العمل من قائمة الـ 24 الذين صوتوا لمونديال 2018 و2022 لا يتجاوزون 13 عضوا. ويبقى أن نقول إنه إذا كانت هناك ثمة دروس مستفادة من مجمل هذه الممارسات التي تفوح منها روائح الفساد فهي أن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية كانوا غارقين حتى الركب في عمليات شراء الذمم خلال عمليات التصويت على استضافة المونديال .. وعليه فالأمر يستدعي فتح الملف مجددا استجابة لشعارات الشفافية والأخلاق والنزاهة التي تتشدق بها لوائح وقوانين (فيفا).