2015-04-13 | 06:00 الكرة السعودية

النصر بلا مؤسس وشهادة ميلاده اتحادية

مشاركة الخبر      

تلقت "الرياضية" تعقيباً من الكاتب الزميل عدنان جستنية رداً على ما كتبه المؤرخ والكاتب خالد المصيبيح (بطولات الاتحاد ثلاث في ثلاثين سنة) والمنشور في عدد "الرياضية" الصادر أمس الأحد الموافق 12 أبريل 2015.. هذا نصه :
ـ لم يسبق لي منذ التحاقي بالعمل الصحفي قبل (٣٠) عاماً قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة أن سمعت عن مؤرخ رياضي اسمه خالد المصيبيح ومع ذلك لم اهتم بالاسم وصاحبه في البداية على اعتبار أننا في زمن أغبر بات ينتسب إلى مهنة الصحافة كل من (هب ودب) ويطلق على نفسه كاتباً أو مؤرخاً أو ناقداً بعدما اختلط (الحابل بالنابل) ولم يعد هناك فرق، ومع ذلك لم أبال من منظور يعود إلى اهتمامي البالغ جداً بالنشء الجديد من المواهب الشابة لعله يكون واحداً من الأسماء الصحفية التي تحتاج إلى دعم وتشجيع ومن ثم حرصت الجريدة الرائدة جريدة الشباب العربي (الرياضية) "أن تتبناه مثلما تبنت صحف (المدينة، الملاعب، عكاظ، الندوة) غالبية الصحفيين النصراويين الموجودين الآن في الساحة، أملاً في ان يأخذ هو الآخر نصيبه من الأضواء والشهرة، ولهذا فإنه من غير اللائق أن أحكم عليه لمجرد أنني لا أعرف اسمه؛ إذ ينبغي أن أقرأ المضمون قبل أن اهتم بالشكل سواء بالصورة التي لا تعطيه عمراً أكثر من (30) أو اللقب الذي لا يتوافق مع عمره الصحفي والزمني.
ـ لا أخفي على كل من يقرأ هذا التعقيب أنني حقيقة (صدمت) بعدما وجدت من خلال طرحه أنه لا يملك أبجديات الكتابة الصحافيــة وكأني أقرأ لصحفي مبتدئ ما زال في سنة أولى صحافة ، ولعلني أتساءل كيف سمح لنفسه أن يتصف بلقب (المؤرخ)؛ فمن الملاحظ من خلال قراءتي أنه كاتب يستعجل الكتابة ويريد أن يكتب أي كلام المهم أن ينشر له دون أن يأخذ الوقت الكافي للاطلاع على من سبقوه في هذا المجال من مؤرخين لهم اسمهم ومكانتهم الصحفية كـ(متخصصين) ليستشهد بهم كعرف صحفي متبع وكمراجع يستند إليها وأحسب أن الأخ خالد طالب تخرج من الجامعة ودرس وفهم البحث العلمي كيف يكتب وضرورة أن يقوم الباحث بذكر (مراجع) الكتب والأبحاث لكي يعطي قوة لآرائه ومحاضراته أو إصدار كتاب من تأليفه، وهذا ما افتقد إليه في تعقيبه وهو ناتج عن حماسه كشاب رغبة بالرد عليّ ليفتخر بين أصحابه في الشلة بأنني رديت على (عدنان جستنية) ولهذا لم أجد ما يستحق مني الرد عليه، وهذا ليس من باب (التعالي) والكبرياء إنما بهدف أن يستفيد من (دروس) قيمة آمل أن يتقبلها بروح رياضية، خاصة أنه ما زال في بداية مشواره الصحفي ليتعلم أنه حينما يكتب لـ(التاريخ) فعليه أن ينسى أنه (نصراوي) لسببين: السبب الأول هذا ما لمسته في مقدمة تعقيبه حينما ذكر نصاً (ما يهمني هو النصر) وهنا يعطي للقارئ إيحاءً مباشراً بأنه غير (حيادي) فيما سيطرحه من معلومة تاريخية ومن ثم يفقد (مصداقيته)، وأحسب أن هذا الانطباع الذي تكوّن عندي تكوّن أيضاً عند المتلقي، أما السبب الثاني فإن أي نصراوي لا يعتد به (كمؤرخ) بحكم أنه توجد من الشواهد بخصوص اختلاف النصراويين حول المؤسس الحقيقي لنادي النصر، فما دام أنهم اختلفوا حول ناديهم متصارعين إلى يومنا هذا حول اسمين أو ثلاثة دون أن يعرف المشجع النصراوي من (المؤسس) الحقيقي لهذا الكيان الذي بسبب الدفع (الاتحادي) أصبح له وجود ومنحه شهادة ولادة لتاريخ ما زال عليه اختلاف بعدما تحالف محمد الزايدي المعروف باتحاديته مع النصراويين وتم تغيير تقرير حكم اللقاء (الجمل).
ومن بـــين هذه الدروس التي سوف (ألقنها) للأخ الشاب خالــد المصيبيـــح وليعذرنــي علــى (قســـوتي) التــي ستكون ســبباً في هدايتـــه بـإذن الله للطريق الصحيح، أن معلومة الجمل التي وردتها في مقالي لم أبنها من بنات أفكاري إنما بناء على عدة مراجع أهمها كتاب الحركة الرياضية للمؤرخ الرياضي د. أمين ساعاتي وقد أيد صحة تلك الواقعة شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيدـ رحمه اللهـ الذي حضر مباراة اتحاد الرياض والنصر (كمراقب) والذي قدم تقريراً رسمياً يوضح فيه أن المباراة لم تشهد أي شغب جماهيري منع استمراريتها وأن الفريق الفائز هو اتحاد الرياض بهدف مقابل لا شيء إلا أنه لم يؤخذ بهذا التقرير إنما أخذ بتقرير الحكم الجمل الذي (أجبر) على كتابته، ولعلني هنا أستشهد بشاهد عصر على تلك المباراة وهو اللاعب (حسين العبيد) الذي استضافته جريدة الرياض بتاريخ 6ـ2ـ2009 مسترجعاً ذكريات الكرة زمان ومن بينها حادثة (الجمل)، حيث قال نصاً في الحوار الذي أعيد نشره كطرف محايد هو من سيقول الحقيقة الآن:
ـ ما هي خفايا الإشكالية التاريخية التي ارتبطت باسم فريقك اتحاد الرياض وفريق النصر في مباراتهما الشهيرة عام 1383هـ وما صاحبها من أحداث لا يزال يتحدث عنها الوسط الرياضي حتى اليوم فماذا تقول وأنت شاهد عيان على تلك الأحداث؟
ـ مباراتنا تلك كانت ضمن دوري أندية الدرجة الثانية بنظام النقاط وضم الشعلة بالخرج والدرعية والاتحاد والنصر والنجمة وكلها أندية درجة ثانية بمنطقة الرياض.. وكان فريقنا "الاتحاد" المتفوق دوماً أكثر من النصر في حين كانت النجمة متميزة بفرقتها الشابة والأداء الجماعي لأفرادها ونجومها عمر حامد وعبدالعزيز الجويعي وسعدا والجليل وبن بريك وسالم حبيب التمبكتي ومحمد جابر الحيدري وعبدالله بن سالم وقابلنا النجمة وفزنا عليهم 2ـ صفر واستعددنا للنصر الذي كنا نتقدم عليه بالنقاط؛ إذ تعرض لخسارة من النجمة قبل مباراتنا معه.. دخلنا المباراة الشهيرة والتاريخية التي تحدد الفريق المتأهل لملاقاة بطل الشرقية ثم فريق نسور الحجاز على كأس بطولة المملكة للدرجة الثانية ومن ثم الصعود لمصاف أندية الدرجة الأولى.. تقدمنا في الشوط الأول على النصر بهدف أحرزه زميلي مساعد السعود.. وأضفنا هدفاً ثانياً في الحصة الثانية إلا أن حكم المباراة (محمد الجمل) فاجأنا بإلغائه لتنتهي المباراة (بفوزنا 1ـ0) وبعد نهاية المباراة تعرض الحكم الجمل لاعتداء من بعض الجمهور النصراوي أثناء مغادرته الملعب وتفاقمت الأمور حين تعرض أيضاً مدربنا (رمضان خضر) للضرب بالملعب..!
وذهب الحكم الجمل بعد ذلك لإدارة مباراة في دورة سداسيات بالمنطقة الشرقية في اليوم التاليـ الجمعةـ وفي المساء زارنا الجمل في مقر نادينا بالمربع وقال:
تقريركم سليم 100 % كنتم فايزين في المباراة (1ـ0) وسوف أرفع التقرير بذلك لرعاية الشباب يوم غدـ السبتـ لكن بشرط أن تدعموني لأنني "مهدد" وأنا حكم غير سعودي..!!
ـ من كان في إدارتكم آنذاك؟
ـ الرئيس مبروك صالح النواف مع سعيد خميس وعلي أحمد وأحمد يحيى ومحمد اليحيى.
ـ وماذا كان ردهم على الحكم (الجمل)؟
ـ أجابوه بصوت واحد.. "ما نقدر نسوي لك شي".
ـ هل حدد لكم الشخص الذي هدده؟
ـ اعتذر!!
ـ وماذا حدث بعد ذلك؟
ـ تلقت إدارتنا خطاباً من رعاية الشباب، بعد يومين مفاده "نظراً لعدم اكتمال زمن مباراة الاتحاد والنصر وتقرير الحكم أنها انتهت قبل وقتها الأصلي ولابد من إعادتها بدون جمهور".
ـ وماذا كان تعليق إدارة الاتحاد على هذا الخطاب؟
ـ استغربوا إقامة المباراة بدون جمهور!
ـ وهل كان للاتحاد قاعدة جماهيرية؟
ـ نعم شعبيتنا كانت تفوق النصر آنذاك.
ـ وهل كان قرار رفض خوض المباراة المعادة جماعياً من قبل أعضاء إدارتكم؟
ـ أذكر أن العضو محمد اليحيى رحب بخوض المباراة مرة أخرى لثقته بقدرات فريقنا.. غير أن البقية كان لهم رأي آخر خشية هزيمة الفريق لاعتقادهم أن الحكم قد يضغط علينا فتسهل هزيمتنا أمام النصر وهو ما دفع رئيسنا مبروك النواف إلى اتخاذ قراره النهائي برفض اللعب مرة ثانية.
واتجهنا في موعد المباراة إلى ملعبنا بالمربع وأقمنا مناورة تدريبية في وقت حضور النصر لملعب الصايغ وانتظر ربع ساعة قبل أن يطلق الحكم صافرته معلناً انسحاب فريق الاتحاد من الدوري واعتباره خاسراً المباراة (0ـ2).
وبالفعل لعب النصر بعد ذلك مع النجمة وفاز ثم تجاوز بطل الشرقية وهزم نسور الحجاز وتوج بطلاً للدرجة الثانية على مستوى المملكة، وحسب النظام لعب النصر مع الهابط من الدرجة الأولى (النجمة مباراتين ولم يتأهل إلا عام 1385هـ بعدما أهلوه مع النجمة التي استمرت في حين بلغ النصر ذروة النجاح عام 1387هـ ببلوغه نهائي كأس الملك أمام اتحاد جدة وخسر كما هو معروف 3ـ5 بعدها صدر قرار بدمج فريقنا مع النجمة ثم دمجت مع الشباب في الموسم التالي ووصل الشباب هو الآخر نهائي كأس الملك أمام أهلي جدة 1389هـ، وفي الوقت نفسه ترددت آنذاك أنباء بدمج أهلي الرياض مع الشباب وتحدث بذلك أحد رجالات الأهلي الكبار "أبو عبدالرحمن" صالح الكنعان ـ رحمه الله ـ.
ـ ألم تفكر إدارة ناديكم برفع شكوى ضد الحكم الجمل بعدما أعاد صياغة تقريره بخلاف الحقيقة؟!.
ـ ما كان لدى نادينا شخصيات ذات نفوذ قوي كانوا مجموعة أشخاص متطوعين من الموظفين البسطاء!!.
ـ ألم يحدث أن قابلتم الحكم الجمل بعد حادثة تقريره الشهيرة؟
ـ بعد تلك الحادثة بعامين ذهب معنا في نزهة إلى مشتل الخرج وقال ضميري ما زال يؤنبني ولم يكن أمامي خيار آخر فأنا جئت إلى هنا بحثاً عن لقمة العيش ولا أستطيع مجابهة هذه المجموعة التي فرضت علي تغيير تقرير المباراة.
وبالمناسبة الشخص الوحيد الذي أنصفنا في هذه القضية على مستوى الإعلام كان (تركي ناصر السديري).. لا يمكن نسيان هذه القامة الإعلامية العملاقة حين تحدث عن الظلم الذي لحق بنا في مباراتنا الشهيرة أمام النصر وذكر التاريخ والحقيقة الكاملة في "جريدة الرياض" الغراء قبل سنوات عديدة.
ـ هل قابلتم النصر بعد تلك المباراة التاريخية؟
ـ نعم في الموسم الذي لعب فيه على كأس الملك عام 1387هـ إبان تصفيات المنطقة الوسطى وكنا في مجموعته تقدمنا عليه بهدف أحرزه زميلي راشد العتل ورد علينا بهدفين للدنيني ـ رحمه الله ـ وعبدالله الطويل { انتهى حديث اللاعب}.

أما تمثيلية انتقال سعيد غراب للنصر فيعرف خفاياها النصراويين جيداً وقد استفاد النصر من نجوميته وشهرته مثلما استفاد في الموسم الماضي من نجومية وشهرة محمد نور وهذا هو (بيت القصيد)،
أما فيما يخص غياب فريق نادي الاتحاد عن البطولات (30) فلا أدري من(غششـــك) هذه المعلومة التي ورطك فيها والصحيح (12) سنة لظروف كان هناك من تأمر على العميد لإســــقاطه وإنهائه من خارطة الكرة السعودية لولا الله ثم (المنقذ) الأمير طلال بن منصور،
أما فيما يخــص معلومـــة العالمـــي (الصغير) فما زلت عند رأيي أنها بطولة (تجريبية) فلــــولا (الواسطة) القوية من الاتحاد السعودي لكرة القدم آنذاك لما شارك النصر في تلك البطولة التي وفق فيها ولا أنكر أنه قدم صورة مشرفة للكرة السعودية في بطولة باسم إحدى الشركات اليابانية كتجربة لبطولة أندية العالم ثم توقفت وكان الاتحاد هو أول نادٍ سعودي آسيوي يشارك في أول بطولة عالمية محققاً المركز الرابع وكان من الممكن أن يحقق مركزاً أفضل لولا حكم المباراة الذي ظلم نادي الوطن بشهادة الفيفا.
في نهاية هذا التعقيب بما فيه من توضيح وحقائق ودروس فإنني أتمنى من الأخ خالد المصيبيح مؤرخ (.....) أن يقدم لنا معلومة تاريخية عن موعد انطلاق مسلسل (بوقي وطمطم) الذي أشرت إليه في مقالي الشهير تحت عنوان (العالمي الصغير و"الدفع" الاتحادي)، فإن تمكن من معرفة موعد بداية هذا المسلسل فأظن أنه سيكون له مستقبل وشأن كبيران كمؤرخ .

عدنان جستنية ـ جدة