2016-10-27 | 18:43 الكرة السعودية

جميل القاسم: المعنويات تحت الصفر

حوار ـ خالد الشايع
مشاركة الخبر      

طالب التونسي جميل القاسم مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق جماهير ناديه بأن تكون أكثر صبرا على الفريق، وأن لا ينسفوا كل النتائج الجيدة التي حققوها من الموسم الماضي بعد أول خسارة، كما حدث بعد الخسارة من الوحدة التي كانت لها ظروف خاصة، وعد بأنها لن تتكرر.
مشددا في حواره مع “الرياضية” على أن وجود فريقه بين فرق المقدمة بعد ست جولات من دوري جميل كان أمرا مفاجئاً بالنسبة له وغير متوقع، حتى بعد التعادل مع الفتح والخسارة من الوحدة، كونه يعتمد على مجموعة من اللاعبين الشباب لبناء فريق يكون قادراً على المنافسة في المستقبل، ولن يتعجل على اللاعبين بحرقهم مبكرا في صراع التنافس على الألقاب، القاسم تحدث عن أمور تخص الاتفاق وخاصة عقوبة محمد كنو ووضع الفريق، وأيضا عن المنتخب السعودي ومارفيك.. فيما يلي التفاصيل:

تفوقتم على الهلال والنصر، ثم عدتم وتعادلتم مع الفتح وخسرتم من الوحدة، ماذا حدث بعد فترة التوقف؟
هم نفس الفريق ونفس اللاعبين الذين فازوا على النصر والهلال، وأضعنا عدة فرص كان يمكن أن تجعلنا نكسب المباراة من الشوط الأول، منها كرة في العارضة، ولكن تقبلنا هدفين وهذا هز الفريق معنويا وفقد التركيز، خاصة بعد النتائج الجيدة التي حققها في السابق، ولكن من الأساس لم يكن هدفنا المنافسة على اللقب، ولا حتى هدف الإدارة وأعضاء الشرف، فمن البداية كان هدفنا واضحاً وهو أن يكسب الفريق في هذا الموسم الخبرة ويثبت قدميه، وأن يحصل على مركز جيد، وأن يقدم مستوى مشرفاً، ولكن بعض الجماهير كانت ناكرة للجميل حتى للإطار الفني، فأنا من عدت بهذا الفريق لدوري جميل، وأنا من قادهم للفوز على النصر والهلال، فمن سنوات طويلة لم يفوزوا على النصر والهلال أنا من فزت عليهما، ولهذا لابد أن يدعموا الفريق ويصبروا عليه، ولا يصطادوا في الماء العكر، ولكنهم جعلوا اللاعبين تحت الضغط، فالفريق كان يعمل في صمت لكن الضغط عليه بات زائدا، وهم لاعبون صغار السن لا يملكون الخبرة الكافية، لاعبونا مازالوا في البداية، ولأول مرة يلعبون في دوري جميل، ويحتاجون للوقت، فالفوز على النصر والهلال لا يعني أننا سنحقق البطولة، فحتى الآن نحن في المركز الخامس، ولا يمكن أن نقول إننا فشلنا، فالفريق ما زال حاضرا، ولكنهم جعلوا معنويات الفريق تحت الصفر.
لكنكم تعادلتم بعدها مع الفتح، وخسرتم أمام الوحدة، لهذا الجمهور كان غاضبا؟
هذا كله لا يعني تراجعنا، المباراتان كانتا صعبتين لأنهما بعد فترة التوقف التي كانت في مصلحة الفتح والوحدة، خاصة الفتح الذي كان فريقاً عنيداً في ملعبه، ومن سوء حظنا كان هناك التفاف كبير من الفتحاويين حول فريقهم، أيضا مع عودة المدرب فتحي الجبال الذي كان يعرف الكثير عن فريقه، وعملوا خلال فترة التوقف لإعادة روح الفريق، ولهذا كنت متأكداً أن المباراة ستكون صعبة، ومع ذلك لم نخسر، أما مع الوحدة فوقع الفريق في أخطاء غير متوقعة، على الرغم من تفوقنا في الشوط الأول، وإهدارنا لكثير من الفرص.
- بعيدا عن الوحدة وماحدث في المباراة هل كنت تعتقد أنه بعد ست جولات من بداية الدوري كنت متوقعاً أن تكون بين الخمسة الكبار؟
«فكر قليلا قبل أن يجيب»، بصراحة لا، كنت أعرف أن الروزنامة كانت صعبة علينا، وفرضت علينا ثلاث مباريات صعبة، فمن السهل أن تُهزم في ثلاث مباريات متتالية، ولكن من الصعب الفوز فيها، اشتغلنا في فترة الإعداد، ولم نهتز ذهنيا من الخسارة الأولى أمام الأهلي، ومع أنه وصلتنا الكثير من الانتقادات بعد الخسارة، كنا واثقين من أنفسنا ولم نهتز.
بعدها كان من الصعب أن تفوز على النصر والهلال في جولتين متتاليتين، ثم دعمناه بالفوز الثالث، وهذا لا يحققه أي فريق.
دائما المباريات بعد التوقف تكون كأنها بداية دوري جديد؟
فعلا، لم يغفر الفوز في المباريات الثلاث الماضية الهزيمة، وعلى الرغم من ذلك حققنا نتائج جيدة، خاصة قبل التوقف.
أي مدرب عندما يشاهد جدول الدوري ويرى أنه سيلعب في البداية مع الأهلي ثم النصر والهلال سيخاف، ولكنك كنت سعيداً بهذا الترتيب، لماذا؟
في دوري جميل سنلعب مع هذه الفرق في كل الحالات، لهذا أن تلعب معهم في البداية سيكون أفضل لك، لأنهم سيكونوا ما زالوا بعيدين عن نسقهم، إضافة لأن مدربيهم الثلاثة جدد، ويمكن أن نفاجئهم، كما أن أوراقنا ستكون لم تُكشف بعد، ففي بداية الموسم لم يكونوا يعرفون طريقتنا، كما أنني لم أكن خائفا من الخسارة في تلك المباريات، لأن هذه المباريات القوية ستعطينا النسق الذي ندخل به بقية المباريات، والحمد لله أعطتنا النسق وأعطتنا النقاط أيضا.
بعد الفوز والمنافسة، كان طموح الاتفاقيين عالياً، هل أثر هذا على اللاعبين؟
فعلا هذا ما حدث، من حق الجمهور أن يطلب الكثير بعد الفوز على النصر والهلال، ولكن الجمهور يجب أن يكون واقعيا، ويشجع فريقه في كل الحالات، فليس هدفنا الفوز على الهلال والنصر فقط، وكما قلت في البداية الفوز بالدوري ليس من أهدافنا هذا الموسم، ففريقنا ما زال شابا، ويملك مستقبلاً كبيراً، ونحن نبني فيه للمستقبل، «صمت قليلا وهو يفكر قبل أن يكمل»، حتى لو كنا ما زلنا بين فرق المقدمة بعد ست جولات، فالجمهور لو ضغط على اللاعبـــين أكثر وبـــــات يفكر في التتويج سينعكس هذا عليهم بشكل سلبي، ويجعل مستواهم يتراجع، عليهم أن يكونوا أكثر صبرا، فليس من السهل على أي فريق أن يهبط لدوري الدرجة الأولى ويجلس هناك سنتين ثم يعود ويحقق ماحققناه.
أي مدرب له هدف يسعى لتحقيقه، ماهو هدفكم هذا الموسم؟
هدفنا أن نبني الفريق، وسيكون من الجيد لنا لو كنا من الفرق الستة الأوائل في الترتيب، الاتفاق فريق كبير وعريق، ولكنه كان مجروحا بسبب الهبوط، لهذا اتفقنا مع الإدارة على أن نبني الفريق هذا الموسم، وربما لو شعرنا أننا نستطيع أن نحقق أكثر فلن نتوقف.
الفريق الآن مكتمل الصفوف، ولكن عندما قررت الإدارة إيقاف محمد كنو الذي يعتبر أحد ركائز الفريق، ألم تحاول التدخل لتخفيف العقوبة؟
لا أحد يمكن أن ينكر قيمة كنو كلاعب، ولكن ماحدث كان تراكمات من الموسم الماضي، أنا كمدرب أحاول أن أحمي وأدافع عن لاعبينا، خاصة أن كنو كان لاعباً أساسياً، ولكن الانضباط له الأولوية، والفريق الذي لا يكون منضبطاً لا يستطيع الوصول بعيداً، أي شيء يمس الانضباط فأنا مع الإدارة مهما كانت قيمة اللاعب، وحتى بعد أن غاب كنو حققنا الفوز في مباراتين.
إذن كان قراراً مشتركاً بينك وبين الإدارة؟
بالتأكيد، في نهاية الأمر أنا كمدرب يأخذون رأيي فيه، ولكن الكلمة الأخيرة في الأمور الانضباطية هي للإدارة، والهدف في نهاية الأمر هو مصلحة اللاعب، فنحن نحب أن نراه في أفضل حالاته، ولكن أي لاعب لابد أن يعرف حدوده، أن «يُقرص» قليلا.
بعد ست جولات من دوري جميل، كيف شاهدت الفرق، وهل شعرت أن الفرق الكبيرة أفضل فنيا؟
لعبت مع ثلاثة من الفرق المنافسة، فزنا على اثنين منها وخسرنا من واحد، وهذا يعني أن المستوى قريب، ولكن ما زال الدوري في بدايته، ولا يمكن الحكم عليه من هذه البداية المبكرة، ولكن هناك فرقاً في ترتيب متدن وتقدم مستويات كبيرة مثل التعاون، خاصة أن الدوري غير مستمر ومقطع، ولكن نشاهد الاتحاد ظهر قويا، والشباب رجع بقوة، والنصر استغل فترة التوقف الأخيرة، لهذا من الصعب الحديث عن المنافسة حاليا، فالمستويات متقاربة، ولكن مايميزها هي ثقافة التتويج لديها.
لعبت مع الأهلي والنصر والهلال، من الفريق الذي شعرت أنه الأقوى والأجهز فنيا؟
كلهم كانوا أقوياء، ولكن أمام الأهلي وقعنا في الأخطاء استغلها الأهلي، وفي المباراتين التاليتين قللنا من الأخطاء واستغللنا الفرص التي أتيحت لنا، ولكن مباراة الهلال كانت أصعب خاصة بعد أن سجل الهلال هدفه، ومع هيجان الجماهير في الملعب، كنت خائفا من أن نتلقى الهدف الثاني، كل المباريات الثلاث قوية ولكن مباراة الهلال كانت الأصعب.
بعد ست جولات مازال أسلوب لعب الاتفاق غير واضح، فهو لا يهاجم ولا يدافع، ألم تصل بعد لتكتيك خاص للفريق؟
فلسفتنا في اللعب موجودة، وعندما نلعب أمام الفرق القوية نكون واقعيين ولن نهاجم ونلعب بانضباط أكبر، ولا نترك لهم المساحات، وهناك فرق عندما تلعب معها هي من تدافع وعليك أن توجد المساحات، فالأسلوب يعتمد على الفريق الذي تلعب أمامه.
كيف استطعت أن تغير تفكير اللاعبين من دوري الدرجة الأولى لدوري جميل؟
هي ليست التجربة الأولى لي التي أسير فيها بالفريق من الأولى لجميل.. وأستمر، فعلت ذلك مع العروبة وقدمنا مستوى ممتازاً وتركت الفريق في المركز الثامن، وحتى مع القادسية قدمنا مباريات كبيرة وتركت الفريق لظروف معينة، أتعامل مع الجميع بنفس الفكر، ولكن مايختلف هو قوة المنافس والأسلوب، ففي دوري جميل اللاعبون مطالبون باليقظة أكبر لأنك تلعب أمام فرق قوية تملك لاعبين محترفين أقوى وأصعب.
نقطة أخيرة، لنتحدث عن المنتخب السعودي، هل توقعت أنه سيظهر أمام أستراليا والإمارات بالمستوى الذي ظهر به؟
تفاجأت أكثر أمام الإمارات، خاصة في الشوط الثاني، ففي مباراة أستراليا كانت صعبة على الفريقين، وكانت متوازنة، ولكن في آخر المباراة كان الفريق السعودي راضياً بالتعادل وكانت الروح عالية، ولكن تفاجأت بعد ذلك بالمردود العالي الذي قدموه، ظهرأمام الإمارات وخاصة في الشوط الثاني بمستوى عال أبهرني، كان من أفضل الأشواط التي شاهدت فيها المنتخب السعودي منذ سنوات.
كمدرب، هل كان من الطبيعي أن لا يحضر المدرب لمشاهدة لاعبيه في المباريات، ويأتي فقط للمعسكرات، أم أن هذا لايهم؟
بالتأكيــد مــن الأفضل أن يكـــون المــدرب متواجداً، ولكن الأهم هـــو النتائج، فهو يمكن أن يشاهد المباريات عبر الفيديو، وطالما هو ناجـح لا مجال للنقد.