2017-05-14 | 08:39 الكرة السعودية

رفضت العودة إلى النصر

حوار - نجيب الجداوي
مشاركة الخبر      

رفض بدر النخلي مدافع الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتحاد، أن يكون خروجهم من الموسم الجاري ببطولة كأس ولي العهد، بمثابة ضربة حظ، مؤكدًا أن تحقيق تلك البطولة يعود إلى العمل الكبير، الذي بذل من إدارة النادي بقيادة حاتم باعشن.
وكشف النخلي في حواره مع "الرياضية"، عن قصة انتقال ربيع سفياني زميله السابق في الفتح، إلى الفريق الاتحادي، مبينًا أنه أشار إلى إدارة النادي في التعاقد معه، بعد أن أجرى مخالصة مع ناديه السابق النصر.
النخلي تحدث عن الأوضاع الرئيسية التي أدت إلى تراجع فريقه السابق الفتح في هذا الموسم، وطموحات اللاعبين في الفريق الاتحادي الموسم المقبل، وعن رؤيته في الإدارة الجديدة التي ستتولى قيادة عميد الأندية السعودية.
في البداية.. كيف رأيت المستويات التي قدمها فريقك طوال الموسم الجاري، وخرج منه ببطولة واحدة هي كأس ولي العهد؟
دعني أعود إلى الماضي قليلًا، وأتذكر بداية الموسم، وتحديدًا قبل انطلاق منافسات دوري المحترفين السعودي، حيث تعاهدنا ـ نحن اللاعبين ـ مع الإدارة، برئاسة أحمد مسعود ـ رحمه الله ـ والجهاز الفني؛ لعودة الاتحاد الكيان الكبير، ورسم الابتسامة على شفاه جماهيره الوفية، التي طالما صبرت من أجل أن يتحقق لها ولو بطولة، ويعود إلى سابق عهده باعتلاء منصات التتويج، هذا التعاهد كان جماعيًّا، وشعرت به من اللحظة الأولى، ما يوجب السعي وبذل الجهد لتحقيق ذلك التحدي.
كيف شعرت به؟ وهل كان التحدي فقط في الملعب، أم خارج أسوار النادي أيضًا؟
شعرت به من خلال التدريبات والالتزام والحضور، وروح الأسرة الواحدة بين اللاعبين؛ ما أثمر تلك النتائج الرائعة التي كان يقدمها الفريق في المباريات، وكذلك المواجهات التي نتعادل فيها أو نخسرها، كان المستوى فيها مميزًا، وذلك الشعور لم يكن فقط يحيط باللاعبين، بل حتى الجماهير كانت تحضر في المدرجات بكثافة، وتتملكها تلك الروح. كما شاهدنا الأرقام القياسية التي حققها هذا الموسم. وكذلك في المواسم الماضية. وما يدلل على عشق هذا الجمهور، حضوره الكثيف في التدريبات حتى ولو كانت مغلقة، إذ نجدهم عند البوابات ينتظرون حضورنا؛ للشد من أزرنا وبث الروح فينا، كل هذه عوامل لها أثرها وساعدتنا على مواصلة النجاح.
من الأبطال الحقيقيون في هذه الروح التي شاهدناها في اللاعبين؟
أولًا أحمد مسعود ـ رحمه الله ـ فقد كان له الدور الأكبر في زرع تلك الروح في الاتحاد الكيان، وبعد رحيله زاد إصرارنا على إهدائه بطولة على أقل تقدير؛ وفاءً لما قدمه من تضحيات للعميد، وأكمل المسيرة بعده المهندس حاتم باعشن، الذي كان له دور فعال أيضًا في ما وصل إليه الاتحاد هذا الموسم، وكذلك الأجهزة الفنية والإدارية والجماهير، التي كانت حاضرة في جميع مدن السعودية دون استثناء.
هناك إشادات كبيرة تقابلها انتقادات أخرى، للعمل الذي تقدمه إدارة حاتم باعشن، بعد وفاة أحمد مسعود.. من وجهة نظرك.. كيف ترى عملها لآخر لحظة؟
شهادتي فيها مجروحة، وإدارة باعشن جديرة بالاحترام، وظلت تعمل بإخلاص وصدق من أجل الاتحاد وعودته من جديد إلى البطولات، وللأمانة، فإن المهندس حاتم قريب جدًّا منا ـ نحن اللاعبين ـ، وهذا شعور متبادل، فنحن نكن لشخصه العزيز كل تقدير واحترام.
إذا كنت تمتدح عمل الإدارة الحالية.. فلماذا تلك الانتقادات التي تظهر على السطح بين الحين والآخر، وتهاجم باعشن ومن يعمل معه؟
لا أعرف شيئًا عن تلك الانتقادات التي تتحدث عنها.. أنا أخبرك بأن الإدارة تعمل بإخلاص ويهمها في المقام الأول الاتحاد، والبحث عن مصلحته وإسعاد الجماهير.
أسألك عن عمل التشيلي لويس سييرا مدرب الفريق.. ما تقديرك له؟
فأجأني سييرا حال قدومه في التدريبات، أنه لا يعتمد على الركض والجانب اللياقي لدى اللاعبين، مثل باقي مدربي العالم، إذ يعتمد على لعب الكرة في التدريبات، ويبحث عن تطوير إمكانيات اللاعب داخل الملعب.. وهو مدرب هادئ جدًّا في الغالب، ومحبوب من جميع اللاعبين، منصفٌ للجميع، ويعطي كل مجتهد حقه، وكان له بصمة واضحة على الأداء العام خلال المشاركات هذا الموسم.
كيف رأيت المستوى الذي قدمه الرباعي الأجنبي: التونسي أحمد العكايشـــي والمصري محمود كهربا والكويتي فهــــد الأنصــــاري والتشيلي كارلــــوس فيلانويفا؟
كانوا علامة فارقة مع باقي كتيبة نجوم العميد، إذ قدموا مستويات كبيرة، وكأنهم يلعبون مع الاتحاد منذ سنوات، والإدارة وفقت تمامًا في اختيارهم حسب الظروف والمراكز التي يحتاج إليها الفريق، والإشادات كانت متعددة من المحللين والنقاد حول ما قدمه الرباعي طوال الموسم.
كونك أحد الأسماء الأساسية في الفريق.. هل ترغب في استمرار هذه الأسماء تحديدًا موسمًا إضافيًا؟
كما أعلم أن هناك رغبة من الطرفين في الاستمرار والتجديد خلال الفترة المقبلة، ومن ناحيتي أتمنى المحافظــة عليهـــم وعدم التفريط فيهم، فجميعهـم إضافـــة قوية للفريق.
كأس ولـي العهــد هي البطولة الوحيدة التي حققها الاتحاد هذا الموسم.. هل ما تحقق ضربة حظ؟
كيــف تسمــي تحقيق بطولة ضربة حظ؟!! هو عمل كبير ومتكامل من الجميع، بدءًا من الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، وحتى الجماهير، وصولًا إلى أصغر موظف في النادي.. الكل شريك في هذا النجاح الذي وصل إليه الفريق في هذه البطولة، ونحن ـ اللاعبين ـ أعلنا التحدي بأننــــا سنحـــقق الهـدف ونخطــــف الذهــــب، خصوصًا أننا لعبنا مباريات صعبة، وكنا الأفضل واستطعنا الفوز على النصر على أرضه وبين جماهيره في المواجهة النهائية بهدف نظيف.
لماذا لم نشاهد العمل التكاملي كما تقول في كأس خادم الحرمين الشريفين، وأنتم تخرجون من دور مبكر، وأمام فريق الطائي الذي كان يحتل المرتبة الأخيرة في دوري الدرجة الأولى في تلك الفترة؟
تلك المواجهــــة غريبــــة الأطــوار، الجميــــع تابـــــع تفاصيلهـــا، وكنــا نلعب طول المباراة على مرمى واحد، والطائي استفاد من فرصتين نجح في تسجيلهما، وعمومًا مباريات الكؤوس دائمًا ما يحدث فيها عامل المفاجأة، والحمد لله أننا بعدها عوضنا جماهيرنا بتحقيق كأس ولي العهد.
بصراحة.. ماذا كان شعورك لحظة تسجيلك هدفًا في مرمى فريقك في لقاء الديربي مع الأهلي، في الدور الأول من الدوري السعودي للمحترفين؟ وكيف تغلبت على هذه اللحظة؟
الخطأ وارد في كرة القدم، وأنا لا أنسى وقفة اللاعبين فـي ذلك اللقــــاء، ووقفة الجماهيــــر، جاءني زميلي فهد المولد وقال لي: "لا تغضب.. سنعـــود ونعوض"، وفعلًا عاد الفريق للقاء بهدف المولد، لا أخفيك أن هدف التعادل هو من أعادني لأجواء اللقاء، بعد أن كنت في حالة نفسية سيئة.
ماذا يحتاج إليه الاتحاد في الموسم المقبل؟
أعتقد أن أعضاء إدارة النادي ومدرب الفريق يعرفون جيدًا ماذا يحتاج إليه فريق الاتحاد في الموسم المقبل، من وجهة نظري، أولاً الاستعداد الجيد والمبكر للموسم فنيًّا وإداريًّا، بالإضافة إلى تجهيز كافة احتياجات الفريق، بما فيها اللاعبون، جميعها عوامل تعطي مؤشرًا كبيرًا لمستقبل الفريق.
ما رأيك في مستقبل الإدارة الحالية التي تنتهي فترتها منتصف شهر رمضان الجاري؟
نحن ـ اللاعبين ـ سندعم جميع الإدارات، بغض النظر عن الأسماء، وما يهمنا هو رفعة اسم وكيان نادي الاتحاد، عميد الأندية السعودية وتمثيله خير تمثيل.
قدمت من نادي الفتح غير الجماهيري إلى نادٍ يتمتع بشعبية جارفة.. هل شعرت بالفرق؟
أنا من عشاق جمهور الاتحاد ومدرج الذهب، منذ وجودي في الفتح، ويوجد غيري من اللاعبين الكثير، ومهما تحدثت فيه فلن أوفيه حقه، ولن أبالغ إن قلت إنه هو المدرج الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط، وليس في السعودية فحسب، هو سندنا داخل الملعب، منه نستمد الروح والدعم.
قبل تمثيلك الفتح.. حضرت في تجربتين مع القادسية والنصر.. حدثنا عن تلك الفترة؟
دعني أحدثك من البداية التي كانت مثل أي لاعب، حيث بدأت من المدرسة وبعدها بالحارة، ولم أوفق في تجربتي الأولى مع القادسية، وأنا في سن مبكرة بحكم سكني مع أسرتي في المنطقة الشرقية، بعدها خضت تجربة مع فئة الشباب بنادي النصر، ونجحت فيها، ولعبت ثلاث سنوات في فئة الشباب، وموسمين في الفريق الأول بنادي النصر، والحمد لله نجحنا في تلك الفترة في تحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد تحت 23 عامًا.
ولماذا لم تكمل مع النصر المسيرة؟
ببساطه لأنني لم أجد الفرصة الكافية في الفريق النصراوي.
انتقلت بالإعاره للفتح.. وقدمت نجاحًا كبيرًا هناك.. فما السر؟
في الفتح كنا أسرة واحدة، أجهزة فنية وإدارية ولاعبين، استمررنا لقرابة ست سنوات، وكانت بيئة النادي محفزة للنجاح، وفعلًا تحقق ذلك.
هل حاول النصراويون إعادتك من جديد؟
نعم، ولكني رفضت وفضلت خوض تجربة جديدة مع الفتح، بعد نهاية فترة الإعارة معه، والتي تزامن معها نهاية عقدي مع النصر، ولا أخفيك أنها كانت هناك محاولات من قبل عامر السلهام نائب الرئيس في تلك الفترة لعودتي وتجديد عقدي مع النصر، ولكني تمسكت بأن أخوض تجربة جديدة مع الفتح.
تجربتك مع الفتح كيف تصفها؟
تجربتي والحمد لله ناجحة بكل المقاييس، إذ ساهمت برفقة زملائي اللاعبين في تحقيق لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ نادي الفتح، وهو مصدر فخر واعتزاز لي ولجميع اللاعبين.
ـ كيف شاهدت انضمام ربيع صديقك المقرب منذ وجودكما في الفتح
نعم.. ربيع أخي وصديقي المقرب، وأنا من أبلغت الإدارة بالتعاقد مع ربيع سفياني، بعد أن أجرى مخالصة مع نادي النصر، والحمد لله جاء ربيع في فترة قصيرة وحقق نجاحًا بشهادة الجميع.

الاتحاد رحلة جديدة
في مسيرة بدر.. حدثنا عن قصة انتقالك؟

بعد أن رفضت عرض الفتح الذي لم يكن على قدر طموحي، ولم يواكب إمكانياتي، على الرغم من الفترة الطويلة التي دافعت فيها عن ألوان النادي النموذجي، وصلتني عدة عروض من عدد من أندية دوري المحترفين، وفضلت عرض نادي الاتحاد الذي يعتبر أكثر قوة وجدية مقارنة بجميع العروض، وكان لعبد الله شرف الدين مفاوض نادي الاتحاد دور كبير في حسم الصفقة.