الخليفي.. الشخصية المشبوهة في قطر
بين عشية وضحاها، تحوّل ناصر الخليفي من موظف بسيط في إدارة الحقوق بقناة الجزيرة إلى رجل الحقوق الأول كما يسميه القطريون، حتى وإن كان يشتري البطولات الأوروبية بضعف أسعارها، ومقابل مبلغ لا يحتاج معه إلى رجل مفاوضات، وفي صفقات يشوبها الكثير من الشبهات.
واعتاد القطريون في قناة "bein sports" الرياضية التي تعود ملكيتها إلى تميم بن حمد، أمير الدولة، على شراء كل بطولة أمامهم، حتى وإن عجزوا عن بث مبارياتها لتراكم جدول النقل اليومي، وذلك في سبيل تحقيق هدفهم غير الربحي كما يقولون، ولضمان عدم ذهاب المشاهد العربي إلى أي قناة عربية أخرى، في أغرب تصرف استثماري على مدار تاريخ القنوات، لكنه يعكس الرغبة القطرية الجادة في إيصال أهدافها السياسية المسمومة إلى الشعوب.
وحين نعود بالذاكرة إلى الوراء، فالجزيرة الرياضية بدأت عهدها بالدوري الإسباني فقط ثم ألحقته بالإيطالي والإنجليزي وبطولة دوري أبطال أوروبا وكأس العالم والبطولات الآسيوية، ثم الدوريات التي لا تحظى بمتابعة كبيرة في المنطقة كالألماني والهولندي والمكسيكي والبرازيلي والأرجنتيني، هذا عدا الدوري الفرنسي الذي بدأ القطريون يهتمون به على حساب باقي الدوريات، بعد شرائهم لنادي العاصمة باريس سان جرمان، محاولين إيصال أنه دوري قوي، وأن ناديهم من أفضل أندية أوروبا.
ولقي باريس سان جيرمان الذي ولى عليه القطريون أيضاً ناصر الخليفي ـ رجل المهمات المستحوذ على كل المناصب نيابة عن بقية أبناء قطر الذين لايجدون ثقة من سلطات تميم ـ عدة اعتراضات من الفرنسيين، وصلت إلى محاولة مضايقته في مداخل الملاعب الفرنسية، وذلك لشكوكهم بشبهات فساد يقود بها نادي العاصمة.
وكانت المخططات القطرية على صعيد الاستحواذ على المشاهد العربي بكل رغباته لإيصال أهدافهم السياسية وصلت مؤخراً إلى الرغبة في الاستحواذ على مشاهدي قنوات الأفلام، إذ أبدت شبكة تميم رغبتها في شراء الحقوق على شبكة الأفلام الأشهر في المنطقة (OSN)، غير أن ذلك الطلب لقي رفضاً قاطعاً، مما اضطرهم إلى إنشاء قنوات أفلام خاصة بهم.
ويشغل الخليفي رجل الصفقات المشبوهة في ديوان تميم عدة مناصب، إذ يعمل مدير شبكة "bein sports" بالإضافة إلى رئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي العائدة ملكيته لتميم، وكذلك رئيس الاتحاد القطري للتنس، إضافة إلى عضويته في مجالس إدارات مؤسسة قطر للاستثمار، ولجان مونديال 2022، بالإضافة إلى مناصب سرية أخرى لهذا الرجل، الذي لا يلقى قبولاً عند الكثير من القطريين، أو حتى رجال الاستثمار، وذلك للشبهات التي تشوب صفقاته.