2018-01-26 | 05:05 الكرة السعودية

الفيصلي والفيحاء.. يمهدان طريق أندية سدير

المجمعة ـ محمد السناني
مشاركة الخبر      

أعطى وجود ناديي الفيصلي والفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين زخماً لمنطقة سدير عامة ومحافظة المجمعة بشكل خاص، حيث بات هناك حراك رياضي كبير، يواكب مباريات الفريقين وتدريباتهما، ما قد يدفع بقية أندية المحافظة إلى النهوض ومواكبة هذا الحراك.

ندوة "الرياضية" ناقشت أوضاع الناديين، وتأثير وجودهما في الدوري السعودي للمحترفين، وأهم حاجاتهما، ونواقص الأندية في سدير للحاق بهما.

فرسان الدوري

يرى الحميدي العتيبي، مدرب فريق شباب الفيصلي، أن ناديي الفيصلي والفيحاء أثبتا، وبشكل قاطع، أنهما الحصانان الأسودان في الدوري السعودي للمحترفين من خلال ما قدماه من مستويات متصاعدة باستثناء البداية المتعثرة للفيحاء. هذا التميز أمام الفرق الكبيرة لاقى ثناء كبيراً من المتابعين كلهم، ولا شك أن ترتيب الفيصلي المتقدم في سلم الدوري، يعكس قصة كفاح كبير للنادي.

عبد الله المقبل، مدرب براعم الفيحاء، أشار هو الآخر إلى المستوى المتميز، الذي ظهر به الفيصلي، وتمنَّى أن يستمر لاعبوه في أدائهم المتصاعد، أما بالنسبة إلى فريقه، فرأى المقبل أن الفيحاء بدأ يظهر أخيراً، ويقارع الكبار، ويصبح نداً لهم لا يستهان به، كما أنه أبدى تطوراً كبيراً بتناغم لاعبيه وإدارته، ما انعكس على أدائه الفني.

وأوضح محمد العليان، مدير فريق الفيصلي الأولمبي، أن الفريق الأول لكرة القدم في الفيصلي، بات علامة مميزة في دوري هذا الموسم في ظل المستويات الرائعة التي يقدمها.

وعزا العليان هذا التطور إلى قدرة الصربي فوك رازوفيتش، مدرب الفريق، على استخلاص إمكانات اللاعبين كلها، وتوظيفها بالشكل المطلوب، الذي ينتاسب مع التكتيك المنتهج في كل مباراة، وهذا بدا واضحاً في احتلال الفريق المركز الثالث في الدوري، وتأهله إلى دور الثمانية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.

كوستاس عدل المسار

واستطرد قائلاً: أما بالنسبة إلى الفيحاء، فإن الروماني جالكا لم يوفَّق في بداية الدوري في تحقيق تطلعات النادي، لذا تم التعاقد مع الأرجنتيني جوستافو كوستاس، ما أسهم في تحسين نتائج الفريق، حيث استطاع المدرب تغيير شكل الفريق فنياً، وتقديم مستويات جيدة، حقَّق من خلالها نتائج إيجابية، رفعت من ترتيب الفيحاء في سلَّم الدوري.

من جهته، رأى بندر الخيال، مدير فريق الفيحاء الأولمبي، أن الاختيار الجيد للمدرب يعد الأساس، الذي يبنى عليه أي فريق، والمدرب كوستاس، استطاع أن ينتشل الفيحاء من الصعوبات التي عانى منها في البدايات، وتمكَّن من إيجاد "توليفة" جيدة، وتكتيك مناسب للفريق وإمكاناته، هذا الأمر بدا واضحاً في استيعاب اللاعبين خطط المدرب، على أن الفريق لا يزال ينقصه مدافع، وصانع ألعاب من فئة الـ "سوبر ستار"، على حد وصفه. أما بالنسبة إلى الفيصلي، فأوضح أن هناك إجماعاً على أن الفريق يقدم مستويات لافتة بوجود مدرب محنَّك، استطاع صنع "توليفة" جيدة من اللاعبين.

ارتفاع التنافسية

وذكر العتيبي، أن وجود الفيصلي والفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين، منح المنطقة روح المنافسة والتحدي من جديد، وأعاد إلى الأذهان مواجهات الفريقين السابقة، والمتابع الآن يلحظ أنهما بتنافسهما في الدوري، أعادا مجدَّداً الحياة إلى الحركة الرياضية بعد أن شابها نوع من الفتور في الأعوام الماضية، خاصة بعد صعود الفيصلي إلى "الممتاز"، وبقاء الفيحاء في "الأولى".

أما عبد الله المقبل، فلفت الانتباه إلى ما قدَّمه الفريقان من نقلة نوعية، انعكست إيجاباً على المنطقة بشكل عام، فبات الآن في إمكان أولياء الأمور إرسال أبنائهم إلى أماكن رياضية ذات بيئة آمنة، تتيح لهم الارتقاء بمستواهم الفني، ما من شأنه زرع ثقافة متابعة الأحداث

الرياضية في الأسرة.

بينما قال محمد العليان: إن وجود فريقين من المنطقة في الدوري السعودي للمحترفين له، بكل تأكيد، تأثير كبير على الرقي برياضة المنطقة، ومشاركة أنديتها في أقوى البطولات المحلية الكروية، وكذلك له تأثير على الحركة الاقتصادية فيها أثناء المباريات في المجمعة.

وأوضح بندر الخيال، أن مشاركة الفيصلي والفيحاء في الدوري السعودي، أسهم في نمو المنطقة في الأصعدة كافة، خاصة الاقتصادية، حيث شهدت فنادقها نسبة إشغال كبيرة، وكذلك الحال مع المطاعم، والخدمات التجارية الأخرى، نظراً لما يصاحب المباريات من حضور جماهيري كثيف من مختلف المناطق.

ارتفاع المستوى الفني

وأشار الحميدي العتيبي إلى أن المنافسة بين الفريقين بكل تأكيد منافسة قوية نظراً لوجودهما في مسابقة الدوري، فكل فريق يسعى إلى إثبات نفسه، وتسجيل الأفضلية، وهو ما رفع من إيقاع لعبهما، وسعيهما إلى استقطاب أفضل اللاعبين والمدربين، ما أسهم في رفع مستواهما.

فيما قال عبد الله المقبل: الفيصلي كان له السبق في حضور الأندية الكبيرة، واللاعبين الكبار لما قدمه من مستوى ممتاز في الأعوام السابقة، ما جعل الأندية تقيم له ألف حساب، ودفع أيضاً الفيحاء إلى السعي إلى رفع مستواه الفني، وعدم الاكتفاء بالمشاركة فقط، ما أسهم في فوز الفريق على أندية كبيرة، استعصت عليه فترة زمنية طويلة.

أما بندر الخيال، فقال: وجود الفريقين في الدوري الممتاز، أسهم في زيادة المنافسة بينهما، بالتالي تحسُّن مستواهما الفني، وإصرار لاعبيهما على الظهور بالشكل اللائق والمتميز للحصول على مراكز متقدمة في الترتيب.

واتفق محمد العليان مع الآراء السابقة، التي تقول: إن الفريقين ضاعفا من جهودهما لتقديم مستويات متميزة، وتحقيق نتائج جيدة، وإرضاء جماهيرهما.

الطموح لا يتوقف

وطالب الحميدي العتيبي الفريقين برفع طموحهما، وعدم الاكتفاء بالمشاركة في الدوري، والتنافس على المراكز المتقدمة، وحتى الحصول على الألقاب للمشاركة في البطولات الخارجية.

فيما دعا عبد الله المقبل الفريقين إلى أن يكونا على قدر عالٍ من التفاهم والتناغم، سواءً على المستوى الإداري، أو الفني، وأن تكون لديهما خطة لتحقيق أهدافهما بعيدة المدى، منها

تحقيق الألقاب.

وقال بندر الخيال: على الفريقين تمثيل محافظة المجمعة خير تمثيل، وتقديم مستويات، ونتائج تخولهما احتلال مراكز متقدمة، والبقاء في منطقة الوسط، ومن ثم التفكير في مزاحمة أندية المقدمة.

فيما رأى محمد العليان، أن على الناديين العمل على تقديم مستويات ونتائج متميزة، وأن يكون طموحهما أكبر من البقاء في الدوري.

ماذا ينقص أندية سدير؟

قال الحميدي العتيبي: إن وجود الفيصلي والفيحاء في الدوري الممتاز، أعطى أندية سدير الأخرى نوعاً من التحدي، والإصرار على رفع مستواها الفني، والبحث عن أفضل الكوادر، واستغلال العديد من لاعبي الفريقين، الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة، ما أعطى دوري مكتب الهيئة العامة للرياضة في المجمعة تنافساً قوياً.

بينما قال عبد الله المقبل: لا شك أن وجود أكثر من فريق في دوري المحترفين، يساعد على وجود لاعبين كبار في الأندية المتوسطة، ويدفع الأندية الأخرى إلى العمل على الصعود، ويزيد من دعم الجماهير فرقها لتحقيق الإنجازات.

أما بندر الخيال، فأشار إلى أن صعود الفيصلي والفيحاء إلى دوري المحترفين، أعطى دافعاً قوياً لأندية سدير للعمل على النهوض بمستواها، وإيجاد عوامل النجاح لذلك من دعم مادي ومعنوي، إضافة إلى دعم أهالي المدينة فرقها لتحقيق حلم الصعود إلى مصاف أندية الدوري السعودي للمحترفين.

وتمنَّى محمد العليان، أن نشاهد أكثر من ناديين من سدير في دوري المحترفين، ولعل وجود الفيصلي والفيحاء في "الممتاز"، يمنح البقية الدافع للعمل باجتهاد لتحقيق تطلعات أبناء المنطقة.