2018-02-02 | 05:28 حوارات

أنا أفضل من الأساطير

حوار: سلطان العتيبي
مشاركة الخبر      

يزخر سجل فؤاد أنور بالميداليات وجوائز التكريم، محلياً وعربياً وقارياً. ويمتلئ رأسه بالذكريات، معظمها رائع، لكنه لا يزال ينسى أنه اعتزل مبكراً. 

وفي قلبه غصَّة من التصنيفات، فهو لا يفهم على أي أساس يصنِّف الإعلام أي لاعب أسطورة.

مرَّ أنور، خلال مسيرته الحافلة، بمطبات عدة، حكى لـ "الرياضية" عنها في حوارٍ قبل حفل اعتزاله، من هذه المطبات أجواء الصين، التي لم تتأقلم أسرته معها، فاضطر إلى قطع تجربة الاحتراف الخارجي، والعودة إلى السعودية، لكنَّ علاقته مع نادي الشباب كانت قد توترت فرحل إلى النصر.

وعشية تكريمه، بدا نجم الشباب والمنتخب سابقا فخوراً بما قدمه، تاركاً للجماهير والإعلام تقييم مسيرته، التي قال: إنها تفوق آخرين، لُقِّبوا بالأساطير. وإلى نص الحوار:

 

01 

بعد مسيرة حافلة في الملاعب، ماذا علق في ذهنك من ذكريات؟ 

حياتي كلها ذكريات مع كرة القدم، منذ أن بدأت اللعب وحتى وصولي إلى الفريق الأول في نادي الشباب والمنتخب. تلك المسيرة تخللتها ذكريات جميلة ومشرِّفة، ولله الحمد. أتذكر أنني انقطعت عن الكرة لفترة في بداياتي، ولما عدت حققت بطولة درجة الشباب مع النادي، وكأس العالم للناشئين مع المنتخب، هذه من أبرز ذكرياتي.  

02 

ما سر انقطاعك عن الكرة فترةً في بداياتك؟ 

كنا نتدرَّب في مقر نادي الشباب في شارع الخزان، وبعد ذلك انتقلنا للتدرُّب في معهد العاصمة، كنا نتأخر، ووالدي كان يرفض ذلك، كان لديه مبدأ، وهو أن يكون الجميع في المنزل في الساعة 8:30 مساءً، ما أدى إلى انقطاعي فترةً من الزمن. 

03 

ما قصة مفاوضات نادي الهلال معك؟ 

خلال فترة انقطاعي، ذهبت لأتدرَّب ثلاثة أشهر في مدرسة نادي الهلال مع المدرب بروشتش، لكنَّ الأمير خالد بن سعد، رئيس الشباب الأسبق، سمع بي بعد أن شاهدني سلطان خميس في إحدى "بطولات حواري الرياض"، كنت آنذاك على وشك الإبعاد عن الشباب برفقة عبد الرحمن الرومي، بعد ذلك تم تثبيتي في النادي، وأذكر أن سعيد العويران سُجِّل آنذاك في درجة الشباب. 

04 

عدت إلى الشباب وصُعِّدت إلى الفريق الأول، كيف كان انطباعك عن تصعيدك؟ 

أولاً دعني أتحدث عن ذكاء الأمير خالد بن سعد. أعمارنا لم تكن تتيح لنا الصعود إلى الفريق الأول، لكنَّ الأمير خالد ضم سبعة لاعبين من درجة الشباب إلى معسكر الفريق الأول في الكويت، وكانت مدته ثلاثة أشهر. اعتدنا خلاله على الفريق الأول وتدريباته حتى تم تصعيدنا إليه. كانت فكرة رائدة من الأمير خالد. انطباعي لا يمكن وصفه عندما تم تصعيدي. 

 05 

كيف كان شعورك عندما حققت البطولة الأولى لك مع نادي الشباب؟ 

البطولة الأولى لي مع الفريق، كانت كأس الاتحاد، ولم تكن تُشبِع طموحاتنا. الأقوى من ذلك كان تحقيق بطولتَي الدوري وكأس ولي العهد. وأنا أعد أن الانطلاقة الحقيقية لنا هي بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين عام 91. تلك البطولة صنعت انطلاقة للفريق الشبابي، وفجَّرت طاقاتنا، واستطعنا، ولله الحمد، أن نحصل عليها ثلاثة مواسم متتالية. 

06 

ما قصة الملك فهد بن عبد العزيز مع بطولة 91 وفؤاد أنور؟ 

القصة أننا لعبنا النهائي في جدة في ملعب الأمير عبد الله الفيصل في يوم أربعاء، وكان زواجي في اليوم التالي، وسألني الملك فهد، رحمه الله: هل صحيح أن زواجك يوم الخميس؟ قلت له: نعم. فقال لي بالحرف الواحد: أنت مهبول، زواجك الخميس وتلعب الأربعاء مباراة. وأعطاني هدية زواج. كان موقفاً لا ينسى.

07 

هذه من ذكرياتك الجميلة، وهي عديدة، لكن هل لك ذكريات سلبية في الملاعب؟

اعتزالي مع النصر مبكراً ربما يكون ذكرى سلبية، كان في إمكاني الاستمرار ثلاثة مواسم أخرى. هناك ظروف أدَّت إلى اعتزالي عام 2002، كان النصر يريد مني التوقيع على عقد جديد، وأنا كنت أطالب بحقوق سابقة في العقد الماضي، كان هناك شد وجذب لمدة شهر، ووصلت إلى قناعة مفادها أنه حان الوقت للتوقف عن لعب الكرة. كانت "سدة نفس". وصلتني عروض من أندية خليجية، ومن نادي الرياض، لكنني قرَّرت التوقف. 

08 

لك صولات وجولات على صعيد المنتخب، حدِّثنا عن أهم لحظاتك في مونديال 94؟ 

لا أنسى أبداً فرحة هدفي في شباك هولندا، كانت فرحة كبيرة. الحمد لله، هذا الهدف أعدُّه أغلى هدف في مسيرتي الرياضية، إضافة إلى هدفي في شباك قطر في بطولة الخليج الـ 12 عام 1994. 

09 

سجلت حضوراً كذلك في مونديال 98 وتسبَّبت في طرد زين الدين زيدان في مباراة السعودية وفرنسا، ما الذي تتذكره عن تلك الواقعة؟ 

لم أسجِّل في مونديال 98، لكنَّ الطرد الذي تحصَّل عليه زيدان آنذاك بسببي، كان أشهر ما حدث لنا في ثاني مونديال للمنتخب. بسببه حُرِمَ زيدان من جائزة أفضل لاعب في البطولة. 

10 

احترفت في الصين في خطوة جريئة آنذاك، كيف حدث ذلك؟

أنا من جلب العرض عن طريق وكيل أعمالي، وقدمته إلى نادي الشباب، كان ذلك بعد مونديال فرنسا 98. في البداية تلقيت عرضاً من فريق يلعب في الدرجة الثانية في فرنسا، ذهبت إلى هناك لمدة أسبوع، واختلفت مع المدرب، الذي طلب أن يحصل على مبلغ نظير احترافي، وكان مبلغاً كبيراً. بعد أن عدت إلى الرياض، وصلني عرض صيني من نادي شوانج، ذهبت إلى هناك أنا وسعيد العويران، بقيت أنا لفترة، بينما عاد سعيد، لأنه لم يستطع أن يُكمل. 

11 

كيف قيَّمت تجربتك في الصين؟

كان لديهم دوري قوي في تلك الفترة. الاحتراف الحقيقي، هو الانضباط، والصين علَّمتني ذلك. عليك أن تستيقظ، طوال أيام الأسبوع في الساعة السابعة صباحاً، الإفطار في الثامنة، والتدريب في التاسعة، يحدث ذلك حتى في الأيام التي تعقب المباريات. مَن يريد أن يحترف يستطيع فعل ذلك دون إبداء أي عذر مثل الغربة، أو العزوبية. بالنسبة إلي عدت بسبب عائلتي، لأنها لم تستطع التأقلم في الصين. 

12 بعد عودتك، اختلفت مع إدارة الشباب وانتقلت إلى النصر، ما الذي حصل؟ 

عندما عدت من الصين، حصل شد وجذب بيني وبين الإدارة الشبابية، طلبت مقدم عقد، وأصرَّ النادي على الدفع في شكل رواتب. بعد ذلك أخبروني بعرض النصر، ورغبته في أن أمثِّله في كأس العالم للأندية، فوافقت وانتقلت إلى النصر.

13 ماذا تعني لك المشاركة في كأس العالم، على مستوى المنتخبات والأندية، وتحقيق بطولات عدة، والاحتراف في الصين؟ 

سأرد ببعض الأسئلة، وهي: على أي أساس يُصنَّف اللاعب أسطورة؟ هل بإنجازاته؟ أم بجماهيريته؟ أم بجماهيرية النادي الذي ينتمي إليه؟ ما معنى كلمة أسطورة أصلاً؟ وما معيارها؟ هذه أسئلة أوجهها إلى الإعلام الرياضي. 

14 

هل تعدُّ نفسك أسطورة؟ 

أنا لا أصنِّف نفسي، بل أترك التعليق للجماهير والإعلام. إذا سألت فؤاد أنور عن إنجازاته، فسأقدم لك ملفاً، وأترك لك الحكم والتصنيف. 

15

 لكن بالنسبة إلى نادي الشباب حصراً، هل تعدُّ نفسك أسطورة في تاريخ النادي؟

كلا، لن تسمع مني عبارة أنني أسطورة. أنا فؤاد أنور، وهذا ملفي وتاريخي، وأنت مَن يحكم. الكثيرون يعترفون بأن إنجازاتي تفوق إنجازات بعض اللاعبين، الذين أُطلِقَ عليهم لقب أسطورة. أنا حققت في الشباب والمنتخب إنجازات تجعلني لا أُقارَن مع غيري فما بالك بمَن كانوا معي في النادي؟ 

16 

هل تعتقد بأن قضاءك معظم مسيرتك في الشباب، الذي لا يمتلك جماهيرية أندية أخرى مثل الهلال والنصر، حال دون تصنيفك أحد أساطير السعودية؟ 

لا أنكر أن جماهيرية نادي الشباب في المنطقة الوسطى أقل من الهلال والنصر، حتى إعلامياً، لكنني أعتقد أنني لو كنت في النصر، أو الهلال لما حققت ما حققته من بطولات، ولما وجدت الفرصة والدعم، اللذين وجدتهما في نادي الشباب. الأندية الأخرى فيها نجوم ينافسونك. 

 17 

هل تقصد أن الشباب لم يكن يضم نجوماً ينافسونك؟  

كلا ليس هذا قصدي. الشباب كان مليئاً بالنجوم، لكنهم كانوا ينافسونني فنياً، وهذا ما ميَّزنا في النادي، ورفع مستوانا. كانت منافسة فنية وليست إعلامية. في الهلال والنصر ينافسونك إعلامياً. 

18 

هل ترى نفسك مظلوماً؟  

على مستوى اتحاد كرة القدم والمسؤولين. لا يزال الإعلام طاغياً عليهم. 

الآن هم في الاتحاد يحاولون نقل أسماء إلى الاتحادين الآسيوي والدولي كي تُبرز. طيِّب، هناك أسماء أخرى حققت إنجازات، لماذا لا تُبرَز أيضاً؟

19 

قد يكون للجماهيرية دور؟ 

أنا فرضت نفسي بإنجازاتي.