درب الزَّلَق!
ـ أظنّ أنّ جبرا هو من أسماهم بالنّبّاحِين!. والأكيد أنّ كونديرا هو من وصفهم بنابشي القِمَامة!.
ـ أوضح صفاتهم أنهم يبدؤون بما يكرهون!. ولسوف تَمَلّ، و"تزهق" روحك، قبل أن يصل أحد منهم إلى الحديث عمّا يُحبّ وعن مَن يُحِبّ!.
قائمة ما يكرهون طويلة.. طويلة!.
ـ الصِّفة الثانية هَوَسهم بكل ما هو عَرَضِيّ وزائل. يكتب كونديرا: "وبينما يُحاول المؤلِّف في حياته أنْ ينشر كل ما هو جَوْهَريّ، فإنّ نابشي القِمَامَة مُولَعون بالّلاجَوْهَرِيّ"!.
ـ كل ما يكشف عن "عدم الرِّضا"، مُرحَّبٌ به في صدورهم!. على ألسنتهم الاستياء من أيّ شيء، والامتعاض من كل شيء تقريبًا!.
ـ تشعر أنهم يؤجِّلون إعلان الاستياء منك، فقط إلى ما بعد فَضّ المجلس!. ما إنْ تخرج من المشهد حتى يُدخلوك فيه مرّةً أُخرى، وأهلًا بك هذه المرّة في قواميس التَّبَرّم والاستشاطة!.
ـ عن الحياة في واقعها الحالي المُعاش، هذه عَيِّنَة من أقوالهم: "الخير ذهب مع أهله"!. "كانت الدنيا جميلة يوم كان الناس ناس"!. "قديمًا، لم يكن هناك حسد ولا كذب، لا خداع، لا غِشّ، لا افتراء، لا تلفيق، لا نُكران ولا جحود"!.
ـ يهربون إلى ماضٍ مُتَوهّمٍ، ينفخون فيه ببراطم ليس فيها ولا لها من الحاضر غير انهباط وانحطاط!.
ـ يحفظون بشكل عجيب كل حكاية عابرة طالما أنّ فيها نقيصة وغَضاضة!.
ـ ومن أسوأ صفاتهم، وأكثرها بشاعة أنّ الأعراض بالنسبة لهم أغراض!. لا يتورّعون، لا يعفّون، لا "يتشيّمون"، ويحسبون أن ذلك يعطي دمهم صِفَة الخِفّة!.
ـ إنْ حدّثوك عن الفن والأدب، وكثيرًا ما يفعلون، حدّثوك عمّا يُسيئهم فيه، فإنْ ذكرت لهم اسم مبدعٍ، ذكروا لك أسوأ ما في أمره!. تحقيقًا أو تلفيقًا!.
ـ لا تفارق ألسنتهم عبارة: "فلان أحسن منه ألف مرّة"!. رَقَمِيّة الألف، والعشرة آلاف، والمليون، تستهويهم!. ماذا لو جرّب أحدهم الرقم 638، ولو من باب التغيير؟!.
ـ في مسلسل "درب الزلق" يحكي "حسينوه" عن رحلته للبصرة: "رحت ادوّر كَنزْ.. لقيت عَنزْ"!. ارتحل عنهم ولا ترحل معهم!. لن تجد في رحلتك معهم أكثر مما وجد "حسينوه"!. تبحث عن بَصْمَة تَلْقى وَصْمَة!.