يُقلّبون خيباتهم على جمر حسراتهم!
ـ ما أسخفهم، هؤلاء الذين يبحثون عن أي زلّة، يتصيّدونها بلهفة منتظر الانتصار، إن لم يجدوها أوجدوها!.
ـ أحيانًا تشعر أنك بحاجة لشكر زلّاتك الصغيرة، بالتعبير عن الامتنان لهفواتك البسيطة، لكشفها إيّاهم لك!.
ـ لولا هذه الزلّات والهفوات وما يشبه الأخطاء وما يمكنه فعلًا أن يكون ملتبسًا بقليل من تقصّد سوء الفهم والنّيّة، لما عرفتهم على حقيقتهم!.
ـ لا ثأر لك عندهم لتقتصّ، ولا حكاية معهم لتروى!. لكن فيما لو تشوّقت لانتصافٍ، فكِّر فقط في الأوقات التي ضاقت بها صدورهم، في كل تلك المرّات التي حققت فيها نجاحًا وتفوّقًا، تكريمًا أو جائزةً أو كلمة طيّبة!، المرّات التي لم يجدوا لك فيها زلّةً على كثرة ما أجهدوا أنفسهم وضيّعوا أوقاتهم بحثًا عنها!.
ـ من رداءة فعلهم حتى ثأرك منهم، فيما لو كان لك ثأر، فإنهم يأخذونه لك من أنفسهم رغمًا عنهم!.
ـ استحضر فقط نجاحاتك، قدرتك على الاستمرار، وكم مرّة نهضتَ من جديد، وستجدهم هناك في آخر المشهد، في زاوية مُهملة منه، يُقلّبون خيباتهم على جمر حسراتهم، مساهمةً منهم في الكرنفال البهيّ!.
ـ إيّاك أنْ تعطيهم أكثر مما يستحقون، وبما أنهم لا يستحقون شيئًا، لا تفكّر بإعطائهم شيئًا!. قل في صدرك: يدي لا تمتدّ إلا بكريمٍ، وهم لا يطيب لهم الأمر الكريم، لا يستطعمون إلا خسيسًا، وأنا أكرم وأطهر بإذن الله من تقديم الخسيس!.
ـ قلها في نفسك كثيرًا، ذكّر بها نفسك كلّما تعثّرت بأحدهم!. ثم تجاهلهم واهجر أمرهم.
ـ لا تحاول أن تنجح ولا أن تستمر في التقدّم وهدفك إغاظتهم، هذا الهدف متحقق دون الحاجة للالتفات إليه!.
ـ لا تسامحهم!. لسبب بسيط: لم يخطئوا إلا في حق أنفسهم، أنت أبعد عنهم حتى من أن يلحقك خطأ منهم!. سامح من يخطئ في حقك فقط!، لا داعي للإسراف!.
ـ لا تفكّر بعلاجهم، ولا بإصلاحهم، لستَ مسؤولًا عن تربيتهم، وأمامك مهام كثيرة جديرة بك، ليس من ضمنها إعادة تأهيلهم!.
ـ ادع لهم بالشفاء، دعاءً يعمّ كل مريض، وبالهداية دعاءً يعمّ كل الناس، وقل: اللهم لا شماتة، وأكمل طريقك. لا تلتفت، أنتَ حتى لو التفتّ فلا أحد!.
ـ بالفصحى نثرا:
من يبحث لك عن خطأ ثم لا يجده، فأنت مُخطئ فعلًا!. وعليك مراجعة الأمر مع نفسك، مراجعة عتاب وزعل منك عليك، وليس عليه!.
ـ بالشعبي شعرًا:..
اللي بيصعد لك جبل..
إفرحْ..
لو.. انّه.. ما رِقاهْ!
واللي يدوّر لك خَطا..
إزعل "عليك"..
انْ ما لقاه!.