كل ما قرأتَهُ كان من تأليفك!
ـ إعارة الكُتُب ليست من طبعي، لكنها ليست ضدّ طبعي أيضًا، ما لا أقدر عليه حقًّا هو إعارة كتاب قرأته فعلًا، بما في ذلك الكتب التي لم أستحسنها!.
ـ الإعارة أصلًا، أعني إعارة الكُتُب تحديدًا، هي كرمُ بخيل!. وفي كل بخيلٍ غباء!.
ـ طبيعة في الكتاب ألا يرجع إلى صاحبه إلّا صُدفة!. الكُتُب إنْ رَحَلَتْ رَحَلَتْ، الحنين ليس في جيناتها!. القارئ المُعتّق يعرف هذا. القارئ الجديد يستشعر الأمر ويحسّه!. ما دام الأمر كذلك، لماذا الإعارة: قدّمه هديّةً!. أو كنْ وقحًا وافعل ما تفعله المكتبات العامّة: خُذْ رَهْنًا!. ضمانة غير مضمونة أيضًا لكنها أقل غباءً!.
ـ يمكنني عن طيب خاطر شراء نسخة جديدة وإهداؤها لصديق. أحيانًا أشتري كمية كتب، سبق لي قراءتها أو لم أقرأها أبدًا، وأقدّمها هديّة!. أمّا أنْ أعطي النسخة التي قرأتها فلا!.
ـ كل نسخة من كتاب قرأته، خربشتُ عليه، حرّكتُ عليه قلمًا للتأكيد على أهمية جملة أو صفحة، فهرسته من جديد، كتبت عليه مكان وتاريخ الانتهاء من قراءته، أو لم أفعل شيئًا من كل هذا، اشتريته وقرأته فقط، هو كتابي أنا!.
ـ لم تعد هذه النسخة من الكتاب نسخةً منه!. لا يحق حتى لمؤلِّفه الظاهر على الغلاف المطالبة بها!. هذه النسخة صارت كتابًا آخر، كتابًا جديدًا، لم تعد مجرّد نسخة، كتابًا جديدًا بمعنى الكلمة، وله كاتبان: كاتبه كائن من كان، وقارئه الذي هو أنا!.
ـ لا أعرف أنطونيو ماتشادو، لكني أودّ تقبيل رأسه على ما ذهب إليه من وجوب أنْ يحمل الكتاب اسم المؤلِّف واسم القارئ معًا؛ "لأنّهما يتقاسمان أُبُوّته"!.
ـ بعد القراءة: النسخة من أي كتاب، هي كتاب من نسخة واحدة!.