ساعة لنسيان الزمن!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: "ضدّ المكتبة" لخليل صويلح. منشورات دار أثر "السعودية ـ الدمام". والمقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ من القاتل؟!:
تروي "لونا"، شريكة "باولا" في السجن، بأنها قتَلَتْ والدها انتقامًا لقتْلِهِ أمّها. الأب الذي لم يعانقها مرّةً واحدةً في حياته "لكن بينما كانت تقتله تَمَسَّكَ بها. قالت إنه كان عليها قتله لتحصل على عناق منه"!.
ـ أساس البلاء:
أوّل ما تقوم به دوريّة أمنيّة، أثناء اقتحام بيت أحد المطلوبين، إحداث الفوضى في المكتبة، بوصفها أساس البلاء!.
ـ ماراثون:
التقاط الشّذَرات العرجاء من المواقع الإلكترونيّة كدليل على المخزون المعرفي لصاحبها لا يصنع قارئًا أصيلًا!،..، أنْ تضع عبارة لفيلسوف مثل "نيتشة" على حائطك الافتراضي، لا يعني أنك تمتلك شارِبَيْهِ في العَدَمِيَّة!.
ـ ما عرفه الأصفهاني ولم يقله:
جنيفر كليمنت: كل ما هو ممنوع عليك معرفته أو التحدث عنه، يتحوّل في النهاية إلى أغنية!.
ـ تُفتَح الستارة:
.. ويوضّح "ميلر" أنّ الطريقة المُثلى لاكتشاف لغتنا الخاصة سنجدها في الذهاب إلى المسرح، ذلك أنّ حديث الخشبة مختلف عن حديث الكُتُب أو حديث الشارع، فالكلام الأكثر بقاءً ينتمي إلى المسرح!.
ـ القراءة بالّلمس:
عن مكتبة "أمبرتو إيكو"،..، تضمّ مكتبة هذا السّيميائي الفذّ نحو 50000 كتاب!. وحين سُئل: هل قرأتها كلّها؟، أجاب: نعم، وذلك بلَمْسها!.
ـ عقوبات:
.. هناك أيضًا، كارثة الكُتُب التي تصِلنا كإهداءات بلاغيّة مُفزعة لفرط سطوتها الإنشائية، مِن كَتَبَة هُواة خصوصًا، هؤلاء الذين يطاردون المحرّرين الأدبيين في الصُّحف،..، بأعمالهم البلهاء غالبًا!. كُتّاب أتوا الكتابة من دون عِدَّة لحراثة الكلمات،..، أتوا بِوَهْم الموهبة، وشجاعة الجهل!.
ـ جادك الغيث:
تجربة "خوان غويتيسولو" نموذج أساسي في إطاحة "الهويّة العمياء" منذ اكتشافه أنّ معجم الإسبانيّة يحتوي على أربعة آلاف مفردة عربيّة، إذا سُحِبَتْ من التداول، تُصاب اللغة الإسبانيّة بفقر الدم!.
ـ ساعة لنسيان الزمن:
الصخب والعنف ـ وليم فوكنر: "كانت تلك ساعة جَدّي، وعندما أهداني إيّاها أبي قال:.. إنّي أُعطيك ضريح الآمال والرّغبات كلّها. إني أُعطيك إيّاها لا لكي تذكر الزمن، بل لكي تنساه بين آونةٍ وأُخرى"!.
ـ الاستقامات المائلة:
أحاول تصوّر مشهد ترحيل جثمان ابن رشد من مراكش إلى قرطبة: "وُضِع الجثمان على الدّابّة في جهةٍ، وفي الجهة الأُخرى كُتُب الفيلسوف ليستقيم الحِمْل"!. رحلة نفي العقل، لم تتوقّف يومًا!.