2018-04-24 | 04:05 مقالات

الصداقة بحث،.. الحب حلم!

مشاركة الخبر      

ـ أجمل علاقة يشعر بها الفنّان تجاه مُتلقيه، هي ما يظنه وما يتخيّله وما يأمله فيه قبل حدوث اللقاء الفعلي بينهما!.



ـ علاقة حب لا علاقة صحبة وصداقة!. ولا أقول علاقة حب عجيبة؛ ذلك لأنّ كل علاقة حب هي عجيبة فعلًا، وإلا فإنها ليست علاقة حب!



ـ الصداقة اكتشاف شخص لشخص آخَر، الحب اختراع شخص لشخص آخر!. 



ـ الصداقة بحث، الحب حلم!.



ـ قد يكون المتلقّي الأدبي صديقًا للمبدع، حتى وهما لم يلتقيا، أمّا المبدع فهو محب لمتلقّيه، وبالذات حين لا يلتقيان!.



ـ التلقّي الأدبي نوع من الهروب، لكنه هروب إلى الأمام، له طبيعة المواجهة، لكنه في العميق منه اعتراض مُسَالِم على الواقع المُعاش!. اعتراض حَيِيّ، لكنه جسور، لا يمنعه الحياء من الوصول إلى مبتغاه!.



ـ " وخير جليسٍ في الزمان: كتابُ"!. هنا يأخذ أحمد بن الحسين دور المتلقّي، يريد "جليسًا"، يبحث عن صديقٍ!. هو فيما لو وجد في الحياة صاحبًا على قَدْر حُلمه لاستغنى به عن مجالسة الكتاب!.



ـ لكن حين يأخذ أحمد بن الحسين مكانه كمبدع، يصبح "متنبِّئًا" بالفعل!.



ـ الفن درب تنبّؤات، أخطَأَتْ أمْ أصابَتْ!. 



ـ هنا يصير أحمد بن الحسين: "المتنبّي"!. مع الاحتفاظ لأدونيس بتفكيك هذا الاسم والدفاع عنه لأوّل مرة بهذه الطريقة!.



ـ يحلم المبدع. يدري أنّه يحلم. لكنه يصدّق حلمه لدرجة أنه يدخل فيه!، الجسد الحالم يدخل في الحلم!. يصبح الحلم حقيقة، يصبح الحقيقة الوحيدة!. 



ـ يُمكن للمبدع أن يحلم في الحلم، لكن لا يعود بإمكانه الرجوع إلى واقعه الأول!.



ـ فيما لو تغيّرت المُعادلة، تخيب الظنون. ويخون المبدع ذاته!. ذلك لأن الفنّان فيما لو رغب بالصداقة، فسيجدها!. ولسوف تستنزفه!. يعطيها حقّها من التسامح، يسعى لتحقيق رغباتها، بل وبالكَفّ عن إيذائها!، يتريّث منتظرًا لها متى ما تعِبَتْ من السّيْر، أو تأخّرت عن المجيء في الوقت المحدّد!. يتراجع لمساعدتها!. الصُّحبة إرضاء دائم، والصّداقة خدمةٌ أبديّة!.



ـ لا يقبل المبدع بالصداقة؛ لأنّها تتحقق!. وما إنْ تتحقق حتى تُملي شروطها!.



ـ المبدع يحب متلقّيه، يتخيّله، يخترعه اختراعًا؛ لذلك يفعل ما يشاء بكامل حريّته وطاقته، يُنجز عمله دون محاذير!.



ـ للشاعر الشعبي الجميل محمد الأميّر مقطع بديع: "ليتك تجمَّعْتْ بجَسَدْ/.. ليتك أحَدْ"!.