الحب.. الحب!
ـ الحب رغبة في الكمال، واعترافان بالنقص!.
ـ مجرد أنك ترغب في شيء، هذا يعني نقصه فيك، هذا هو الاعتراف الأول، الاعتراف الثاني يجري على ألسنة الشعراء كثيرًا: ليت كلّي عيون!. ليت لي قلبين!. ليت لي عمرين!.
ـ يشعر المحب أمام الحب أنّه أمام مخلوق أضخم منه، أمنية تكاد تكون دائمة من أمنيات العاشق أنْ يَتَضَاعَف!.
ـ يريد أكثر من عينيْن، للسهر أو الرؤية أو الدمع!. يريد لسَانَيْن ليُعبِّر، مع أنه يدري أن لسانًا واحدًا يكفي لفضحه!.
ـ يريد قلبين ليتّسَع البيت لساكِنِهِ، أو للحصول على قِسْمةٍ عادلةٍ، يُسكن المحبوب في قلب، وبقية الناس في القلب الثاني، إلى أنْ يقرّر المحبوب التّوسعة، حينها يتم إخلاء القلب الثاني من ساكنيه!.
ـ في الحب، حكاية أنّ الطّرَف الآخر يُكْمِلُني، حكاية هاربة من حقيقتها، ذاهبة إلى ما هربت منه، في حركة جنون!. هروب من الاعتراف المباشر بالنقص بالاعتراف الأكثر من مباشر بهذا النقص!. الأمر ليس سيّئًا على أي حال!.
ـ الإنسان يبدأ حياته بالنقص. طالما أنه يموت فهو منذ الصرخة الأولى في عَدٍّ تنازليّ!. نُكران النقص غباء، أو تكبّر، والتّكبّر غباء مُضاعَف ومضروب في نفسه مرّات ومرّات!.
ـ حَسَنُ الحظّ فقط من يُقِرّ بنقصه، والأحسن حظًّا من يدري أين يكمن النقص ويعرف ماهيّته، والأعلى شأنًا في حُسن الحظ من يقدر على التعامل مع هذا النقص تعاملًا إيجابيًّا خَلّاقًا!.
ـ يُمكن للضعف، وللفشل، ولقلّة الحيلة، وللمرض، ولأشياء كثيرة سلبيّة أنْ تكشف لنا نقصنا ومَدَاه. ما دام الأمر كذلك فليس أطيب ولا أعذب من أنْ نُسَلِّم أمرنا للحب. يَهدّنا ويهدهدنا ويهدينا!.
ـ أظنّ أنّ نصف الإبداع في جميع الفنون، كان نتيجة قصص حب لم تكتمل!. نصف النصف الآخَر من الإبداع كان نتيجة اكتمال هذه القصص بفشل!. بقي رُبع، لا أدري سببه، غير أنني على ثقة مُطْلَقة أنه لم يكن أبدًا نتيجةً لعدم المرور بحكاية حب!.