الشهرة ليست قِمّة بالضرورة!
ـ في الواتس آب، انتشرت صورة مصحوبة بتعليق مضحك طريف: حمار يقف أعلى التَّلَّة، والتعليق: "ليس كل من وصل إلى القمّة بَطَلاً، قد يكون حمارًا ساعدته الظروف"!.
ـ ضحكتُ أوّل الأمر، وأرسلتُ للأحبّة ما أُرسل لي، فالطرائف هذه الأيام هدايا لا تُقدّر بثمن!. لكن ولأنّ الصورة بتعليقها تكررتْ كثيرًا، فَقَدَتْ طرافتها، وأبقت على ما هو أطيب: لحظة تأمِّل فيها، ومراجعة المُضحك الذي لم يعد مضحكًا!.
ـ من قال إنّ القِمّة هي الوقوف أعلى التَّلَّة، أو حتى على جَبَل؟!. القمّة هي صناعة هذا العُلوّ!. هي الارتفاع نفسه وليس الجلوس على أو في مكان مُرتفع!.
ـ العُلُوّ، والارتفاع، والذهاب بعيدًا، ليس له شكل واحد، ولا اتجاهاً محدداً، ولا طريقة يمكن حفظها وتتبّع خطواتها!.
ـ قد يكون في الحَفْر أعمق وأعمق!. قد يكون في الغوص، وفي التّوغل إلى الداخل "الجُوّاني" في النفس والمعنى!. وقد يكون في إدراكك لما هو قريب منك، لما هو بين يديك وليديك!. في التّنبّه لفيض المحاسن والجماليات فيما تملك!. أَوَ ليس السجود لله أعلى مراتب الرِّفعة والعُلُوّ؟!.
ـ الصورة المُكَرَّسَة لشكل ومعنى القمّة، صورة تجاريّة أو للتعليم السطحي: وردة بلاستيكية، أو مقطوفة بهدف الشرح والتشريح، للإشارة إلى مكوّنات الوردة: ساق كأس بُويضة مَيْسَم وأجزاء أخرى!، دون أي شعور حقيقي بمعنى الوردة، وبكلمات لا يمكنها احتواء، ولا تفسير مدى سعادتنا وطبيعة بهجتنا لمنظر الورود وتفتّحها، بالصبح الذي نستشعره فيها، وبالأمل، وبطيب الرائحة!.
ـ يبلغ الإنسان القمّة حين يرى نفسه لا حين يراه الآخرون!، هذه الأخيرة تُسمّى شهرة، والشهرة ليست قِمّة بالضرورة!.
ـ أبو لهب وفرعون مشاهير إلى آخر الزمان، وهما على وسع شهرتهما في الحضيض، هتلر شهير أيضًا وفي دركٍ أسفل على طول الخط!.