«أسياء» تقهر!
ـ أشياء تقهر!. تجبرك على التغاضي وتمنعك من التقاضي!. الودّ ودّي لو تقاضيت!، سأفعل حُرقةً، وسأُعفي الشين من التنقيط، وسواء صحّت الكلمة أم لم تصح سأكتب: "أسياء" تقهر!.
ـ منها: الاعتذار الخفيّ بعد الخطأ المُعلَن!.
ـ يتطاول عليك أحدهم، يخطئ في حقك، بقصدٍ أو عن غير قصدٍ، المهم أنه يُخطئ في حقّك عَلَنًا، ويكون الخطأ مؤثِّرًا، يجلب عليك كثيرًا من الانتقاد والملامة، وربما الأذيّة بالسَّب!. لا ترد ترفّعًا، أو لا ترد يأسًا!، نعم تيأس، تقول في نفسك: مهما وضّحت، بل كلّما حاولت تفكيك اللَّبْس، زاد الطين بَلّة!.
ـ كثير من الناس، للأسف، لا يشحذ همّته ولا يستحضر أقصى طاقاته، إلا حين يظن أنك بدأتَ تتزحزح أو تترنّح، ولا دليل عنده على ذلك أكثر من دخولك شَرَك التوضيح والشروحات!.
ـ يتنبّه المخطئ إلى خطئه، أو يرغب في التراجع عن إساءته، فيتواصل معك ويعتذر، يفعل ذلك بكلمات طيبة يصعب ردّها، تقبل وتقول: "حصل خير، ويكفيني ما سمعته من كلام طيب، شكرًا لك"!. ينتهي الأمر، لكنك لم تسترد شيئًا من حقك!. الناس يُكملون ما قرؤوه أو شاهدوه في العَلَن، الشتيمة تقمعك والشِّيمة تمنعك!، تمنعك من قول: "لقد اتصل واعتذر وأقر بأنه كان مخطئًا"!.
ـ ومنها: الفزعة المشروطة بطلبها!.
ـ يكون مقرَّبًا، وفي مجالٍ يسمح له بالرد، بالذود عنك، ويكون الموقف محرجًا، بحيث إنه لا ينفع ذودك عن نفسك ولا دفاعك عنها شيئًا، ثم يقول لك: لو أردتَ سأفعل كذا وكذا!.
ـ المثال الأوضح: يتهمك أحدهم بنكرانك الجميل وبتنكّرك للأصدقاء، بالبخل، أو "بأسياء" من هذا القبيل، يكتب ذلك أمام خلق الله، فما أسهل النشر!. والإساءات الفاحشة الظالمة سهلة على اللئيم، مُحببة لكل فاقد حياء!.
ـ يأتيك المُقرَّب منك، مَن في حسبة الصديق، يقول لك كلامًا لا تدري كيف ترد عليه، يشهد لك بكذب وزيف ما قرأ وما سمع، يثني عليك، ثم يعرض "فزعة" خائبة!، فيقول: هل تريدني أن أرد عليه؟!، لو أردتَ سأقول كذا وأفعل كذا وأوضّح الأمر وأشهد بالحقيقة!. ويظل يثرثر، حتى تشفق عليه من نفسه، فتقول: لا داعي، لا تورّط نفسك بمهاترات معه، ولنغيّر الموضوع!.
ـ هو يدري أنّك لن تطلب، جرّبكَ سنين، مرّات ومرّات، ولم تطلب من أحد شيئًا، ولن تطلب!، المصيبة أنّ هناك أمورًا لا ينفع أن تتحدث بها عن نفسك، ستسيء إليها إن أنت فعلتْ، وستبدو بجحًا، أمورًا لا ينفع معها إلا شاهد، وهو شاهد، لكنه يريد استدعاءً!.
ـ ولا.. وألف لا.. لاستدعاءٍ قد يمس الكرامة، أو يحمّلك جميلًا على واجبٍ كان وجوب عمله أوضح من الشمس!. آية كريمة: "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُلْ لَا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ..."،.