لِحْيَة السّعادة وشارِب التّعاسَة!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: "الموسيقى الخَفِيَّة" لجلال الدين الرومي. ترجمة خالد الجبيلي. منشورات الجمل. والمقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ في الحب والكتابة:
الثِّيابُ عبء عند السِّباحة!.
ـ هَدْهَدَة:
يجب أنْ أُهَدْهِد الطّفل الذي في قلبي؛ لأنّ الأطفال الرُّضَّع لا ينامون إلّا عندما يُهَزّونَ في مَهْدِهم!.
ـ شوارِب ولِحَى:
أنا عازف العشق، أعزف من أجل البهجة. أُمَشِّطُ لحْيَة السَّعادَة، وأشُدُّ شارِبَ التَّعَاسَة!.
ـ هذا يكفي:
لا أستطيع أنْ أتظاهر بأنّني أَسَد، قادر على دَحْرِ عَدُوِّي. يكفيني أنْ أتحكّم بنفسي!.
ـ في وصف سجدة:
ظهْري المُنحني هو القُوسُ، وكلماتي سِهامٌ لا تنثني مُصَوَّبة باتِّجاه الحقّ!.
ـ في النّاياتِ لا في الكُتُب:
لقد استيقظتَ مُتأخِّرًا، ضائعًا ومحتارًا، لكن لا تَهْرَعْ إلى كُتبك بحثًا عن المعرفة!. بل خُذ النَّاي، واجعل قلبك يعزف!.
ـ أنتَ ما تبحث عنه:
إنْ أغواكَ الخبز، فلن تجد إلّا الخبز!. إنّك تُصبح ما تبحثُ عنهُ!.
ـ حكاية العقل في رواية الحب:
مثل لِصّ، تسلّلَ صوتُ العقل خِلْسَةً، وجلس بين العاشِقين، مُتَلَهِّفًا لإسْداء نصيحة!. لكنهم لم يكونوا مُستعدّين للاستماع إليه، فقَبَّلَ أقدامهم، ومضى في حال سبيله!.
ـ لَمّا أحْبَبْتُ:
قال الليل: إنّكَ تحمل الشمس، فكيف يُمكنني أنْ أجلبَ لك الفَجْر؟!.
ـ في البدء والخاتمة:
في البدء، عندما أَسَرَ العشق قلبي: أيْقَظَ بُكائي الجيران طوال الليل. الآن، بعد أن ازداد عشقي: خَفّ بُكائي!. فعندما تَعْلُو أَلْسِنَة الّلهب: يختفي الدّخَان!.
ـ تُرابيّات:
في عالَم التّراب هذا، لا مَنَاصَ من الألَم أو الشعور بالنَّفْي!.
ـ احذر الجاهل ومن لا يعشق:
لا تُمضِ وقتًا طويلًا مع الجَهَلَة. ارْمِ حِجَارَةً على أحاديثهم!. لا تَمْشِ إلّا مع العُشّاق؛ لأنّ مِرْآةَ الرّوح تَصْدَأ عندما تُغْمَر في مياهٍ مُوحِلَة!.
ـ ثلاث لاءاتٍ لِنَعَمٍ واحدة:
إذا أرَدْتَ السَّكِينَة، لا تؤوِ أفكارًا سَيِّئةً، ولا تُثرثِر، ولا تُعَلِّم ما لا تَعْرفه!
ـ لا تُضيّع فتضيع:
لا تنظر إلى الوراء يا صديقي، فلا يعرف أحد كيف بدأ العالَم!. لا تَخَفْ من المستقبَل، فلا شيء يدوم إلى الأبد!. لا تسْتَفِض في الماضي أو في المستقبَل كثيرًا؛ لأنّك ستُضَيّع هذه اللحظة!.
ـ وجه الحبيب:
إذا لمْ يجعلك وجه الحبيب تَلْهثُ مُنْدَهِشًا، وتضحك مُبْتَهِجًا، فأنتَ مثل حَجَرٍ، لا تَصْلُح إلّا لبناء جِدَار سجْن!.