حرف النُّون!

"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،

كتابنا اليوم هو: "نون القرآن الكريم: دلالات حروف اللغة العربية" لأستاذنا الكبير "عبد الله نور" ـ رحمه الله. دار الحقيقة الكونيّة للنشر والتوزيع، والمقتطفات من الطبعة الأولى:

ـ حوت في المحبرة:

قيل في تفسير "النون" أنها الدَّواة التي يُغمس فيها القلم، وقيل الحوت "السمك المعروف"!

ـ حَبَّة القلب:

انظر جيدًا إلى الرسم العربي لحرف النون "ن"، ولاحظ أنه نصف دائرة تقريبًا، وفي الوسط أو في القلب نقطة، أي حَبَّة، أي "صفر"، أي بذرة، أيّ خليّة من الخلايا!.

ـ الكاف والنون:

الكاف يا عبد الله تدلّ على الحركة، تدلّ على طلب القيام بحركة محدودة بنوع السكون، أو الحركة التالية والتابعة قبل الكاف أو بعدها، والكاف إذا انطلقت وصار ملحوقًا بها حرف النون، فمعنى ذلك يدلّ على الأمر بالتّحوّل من السكون إلى الحركة، ليكون الفعل كينونةً معيّنةً ومحدّدةً بالأمر الذي يلي قول الله تعالى: كن فيكون!.

ـ جينة وراثية:

وأقول لك بأنّ أباك تأبَّبَ وتأنَّنَ حتى خرجت منه "نون"!. وهذه النُّون التي هي أنت فصار الأب "أب" وصار الأمر "ابن"، فأنتَ نون أبيك لصقت به فصرتَ مخلوقًا فرْدًا يا رعاك الله!.

ـ صنم لغوي:

وما أكثر الذين ركبوا بحر اللغة وعشقوها ثم عبدوها، ثم صاروا عبيدًا ثُمّ أوثانًا ثُمّ لا شيء إلا الركوع تحت أقدامها دون رغبةٍ في مجرّد أنْ يستجيب أحدهم ويرفع نفسه إلى فوق!.

ـ موسيقى تقميريّة:

الله، يا لجمال القمر حين ينزلق مُودِّعًا نباح كلب خافِت!.

ـ الصّاد أُحبولة:

حرف الصّاد، إنه هكذا بنفس قوس النون وبقوسين متقابلين قبل ذلك، ولا شك أن هذا الفراغ الذي تراه بين القوسين المتقابلين اللذين يعلو أحدهما الآخر، ودون أن يكون فوق القوسين أو تحتهما تنقيط، ممّا يدلّ على معنى الصيد، أو الأحبولة!.

ـ حرف الحاء اللادغ:

إنه رأس حيّةٍ تُنَضْنِض بلسانها لتَخرج من مخبئها!.

ـ الهاء القمريّة:

كل حروف الكتابة ترمز للقمر، ولكن أجملها عندي حرف الهاء؛ لأنه ينطوي على استدارتين، واحدة في ثُلُث الأولى، وتحكي صورة الهلال حين ينشقّ من أحشاء العتمة مثل حاجب حَسْنَاء!،...، وكانت مكّة المُكَرّمة، حرسها الله، تُسمّى مدينة القمر، وهم يقولون: إن اسمها "مقّة" أي القمر!.