الأهبل والأجمل!
ـ يوسف زيدان "انهبل"!، وهَبَله تخطّى حتى إمكانيّة تقويسه!، كلّما وضَعْتُ الكلمة بين قوسين، كسرهما، صار الأمر يتطلب حظرًا وحظيرة!.
ـ حقق نجاحًا في "عزازيل"، وما زلت أقول إنّ كتابه "اللاهوت العربي" مهم، وليته لم يكتب سواه، أو ليته لم يظهر على شاشات التلفزيون، لو لم يفعل ربما احتفظ بشيء من وقار، حتى لو كان زائفًا!. عشق الأضواء وارتضى الخزي في سبيلها، وهات يا عكّ!.
ـ بالون انتفخ وأُغلِق، والهواء شديد، من الطبيعي أنْ يطير، لكنه اعتبر ذلك ارتفاعًا، وتحليقًا، و"الحقل اللغوي" لكلمة "طيران" يسمح بمثل هذه المرادفات!.
ـ لم يعد حضوره يثير الغضب، لا والله، صار يثير الشفقة مع ملعقتين من القَرَف!. ما هذا الذي يفعله الرجل بنفسه؟!، لقد كان محترمًا، وكان بإمكانه أن يظل كذلك، ولن أُغلق الباب: بإمكانه حتى أن يرجع وأن يعود، فالإنسان يمكنه فعل أشياء كثيرة جيدة وسيّئة طالما هو حيّ يُرزق!.
ـ وهو بالفعل جرّب ذلك، وأظنه شعر بمذاقه الطيب، فقد تراجع أخيرًا عن ثرثرته الغبية الجوفاء بخصوص مكان المسجد الأقصى المقصود والمشار إليه في القرآن الكريم. وبعد أن كان يُصر على أنه مسجد لا يبعد عن المسجد الحرام سوى بكيلومترات قليلة، حاججه من حاججه، فرضخ، إسلام بحيري خصمه اللدود علّق: يا رجل كيلومترات قليلة، ويبدأ الله الآية بـ: "سبحان"؟!، بالعقل يا رجل!. المهم أنه تراجع!.
ـ لن أتحدث عن تطاولات يوسف زيدان الكثيرة، ولا عن ألفاظه الخارجة عن كل تهذيب، ولا عن عصبيته المضحكة الغبية، أكتفي بمروره على اسم الدكتور عبد الرحمن بدوي باستهانة وبكثير من التعالي!، تعالٍ مُبرر إذا ما تذكّرنا أنّ البالون منتفخ والرياح شديدة!.
ـ لن أكمل الحديث عن يوسف زيدان، فمن العيب أنْ يُذكر اسم عبد الرحمن بدوي ثم لا نتوقف عنده بإجلال ومحبة، ولعل حسنة زيدان الوحيدة في تهكميته، إمكانية إتاحتها الفرصة لتحية عبد الرحمن بدوي، الفيلسوف العربي الأهم والأجمل في المئة سنة الأخيرة على الأقل!.
ـ يكفي عبد الرحمن بدوي، منجزه الأدبي الفخم، والغزير: "موسوعة الفلسفة". هذا الكتاب ليس عن خمسة كتب، إنْ قلت ذلك ظلمت نفسي، ولا هو عن عشرة كتب، إنْ قلتُ ذلك ظلمته!. هو على الأقل عن عشرة مكتبات محترمة!.
ـ بالمناسبة: أظن أنّ معظم المثقفين العرب، الذين جاؤوا بعد هذه الموسوعة، اعتبروها كنزًا، وهي كذلك، لكنهم اعتبروها مسألة سرّيّة أيضًا!، لأسباب تتعلق بشكلهم الجماهيري والإعلامي، فهم لا يذكرون موسوعة عبد الرحمن بدوي كثيرًا!. فقط عندما يجيء الحديث عنها لا يقدرون إلا على الإطراء!. لماذا لا يذكرونها؟!، ببساطة لأن معظم معلوماتهم منها!.