الشهرة سيّدة بدينة جدًّا!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم هو رواية "ذاكرة غانياتي الحزينات" لغابرييل غارسيا ماركيز. ترجمة صالح علماني. دار المدى. والمقتطفات من الطبعة الثالثة:
ـ وقائع لم تقع:
مثلما هناك وقائع واقعيّة تُنسى، فإن هناك أيضًا وقائع لم تحدث قَطّ، ويُمكن لها أنْ تظل في الذاكرة، كما لو أنها حدثت فعلًا!.
ـ الثمن:
الخدمة أغلى ثمنًا كلّما كانت أكثر عُرْضَةً للعقاب!.
ـ "أيامنا والليالي كم نعاتبها":
لم أُفكِّر قَطّ في السِّنّ على أنها ثُقب في السقف يقطر الماء منه، ليُنبِّه أحدنا إلى كميّة الحياة الآخذة بالتّبقّي له!.
ـ ترنّم:
مَنْ لا يُغَنّون، لا يُمكنهم أن يتصوّروا، مجرّد تصوّر، ما هي سعادة الغناء!.
ـ سياط المرايا:
اكتشفت أنني لست منضبطًا بدافع الفضيلة، وإنما كردّ فعل على تهاوني وتقصيري، وأنني أبدو سخيًّا لكي أُواري خِسّتي، وأنني أتظاهر بالتّعقّل والحذر؛ لأنني سيّئ الظنون، وأنني أميل إلى المصالحة كيلا أنقاد لنوبات غضبي المكبوحة، وأنني دقيق في مواعيدي لمجرّد ألّا يُعرَف مدى استهانتي بوقت الآخرين. واكتشفت أخيرًا أنّ الحب ليس حالة روح، وإنما هو علامة بروج فلكيّة!.
ـ الشهرة:
أنتِ تعرفين يا "ديلغادينا"، الشهرة سيّدة بدينة جدًّا لا تنام مع المرء، ولكنه حين يستيقظ، يجدها تنظر إليه قُبَالَة السّرير!.
ـ "عقارب" الساعة:
.. كانت تقول بابتسامة خبيثة: الأخلاق مسألة زمن أيضًا!.
ـ الجملة المشؤومة:
بينما أنا أقرأ "إيدوس مارس"، وجدت جملة مشؤومة ينسبها المؤلِّف إلى يوليوس قيصر: من المستحيل ألّا ينتهي المرء إلى أنْ يكون مثلما يظنّه الآخرون!.
ـ من أجل أحد:
أمضيت أسبوعًا دون أن أخلع أفرهول الميكانيكي، في الليل والنهار، ودون أن أستحِمّ، ودون أن أحلق ذقني، ودون أن أُنظّف أسناني؛ لأنّ الحب علّمني، في وقت متأخِّر جدًّا، أنّ المرء يتهندم من أجل أحد، يلبس ويتعطّر من أجل أحد!.
ـ شيخوخة الصور:
المرء يشيخ في الصُّوَر أكثر، وبصورة أسوأ، ممّا هو في الواقع!.