قناديل وعفاريت!
ـ لا يبدو المنتصر كالعاشِق إلا فيما ندر، في المقابل يبدو العاشق كالمنتصر دائمًا!
ـ القارئ الذي يطلب من الكتابة معنى محدّدًا، قاطعًا، والذي يلحّ على الكاتب طلبًا لتوضيحات يريدها أن تكون صريحة، وحاسمة، لا يفعل شيئًا أكثر من تنازله عن أهم وأطيب حقوقه: التأويل!.
ـ الفهم المتأخِّر أفضل من عدم الفهم بالمرّة!، لكن ليتني فهمت ذلك الأمر في وقت مبكِّر، ليته سكنني لحظة سماعي له أول مرّة، قبل أكثر من ثلاثين سنة، قالها لي مسفر الدوسري: طريقتان للحياة والفن والأدب، كَنْس الطريق أو زراعة القناديل!، والجمع بينهما صعب، وعلينا أن نختار!.
ـ كان يقصد أن ننتقد كل عملٍ رديء ونكشف عيوبه ونواقصه، زيفه وضحالته، أو أن ننشغل بالالتفات إلى كل ما هو جميل وطيّب، نحاول إنجازه أو الإشارة إليه، وتبيان قدره وما يستحق من تكريم، بالنسبة لي شغلتني الصحافة، أغرتني أحيانًا، وأحيانًا كان العمل الصحفي لا يترك لي مجالًا لغير الصدام مع ما أظنه رديئًا ومهلهلًا، أو أنني كنت أبرّر لنفسي زلّاتها بمثل هذه التّوهّمات!. كان مسفر الدوسري يعمل أيضًا في الصحافة، لكنه أبدًا لم يتورّط، اكتفى بزرع القناديل!.
ـ هناك مخلوقات يلدها الظن بها، أو يبِيضها الخوف منها!. كل الذين خافوا العفاريت ظَهَرَتْ لهم!، وهي التي إلى اليوم لا تدري شيئًا عمّا لا يدرون عنها شيئًا!.
ـ كلنا تقريبًا نريد الشهرة، نبحث عنها، نتمناها، ونعمل الكثير من أجلها، فإذا كانت موانع الشهرة أشياء لا نقدر عليها، لزِمَنَا تعلّمها وإتقانها ومن ثمّ تقديمها، أو لزمَتْنا جسارة الاقتحام، كل هذا طيب ومفهوم ومنطقي، لكن إذا كانت موانع الشهرة هي وجوب عمل أشياء لا نريد عملها، فمن المعيب، ومن خذلان النفس، عملها لمجرّد الحصول على هذه الشهرة!. بين لا أقدر.. وبين لا أريد.. فرق بعيد، بُعد السماء عن الأرض!.