2018-03-02 | 03:53 مقالات

الزّحام للنّشّالين لا للعباقرة!

مشاركة الخبر      

"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،

كتابنا اليوم هو: "محمد عبدالوهاب: رحلتي.. الأوراق الخاصة جدًّا". إعداد وتقديم فاروق جويدة. دار الشروق. والمقتطفات من الطبعة الأولى:



ـ عبد الناصر كذاب والسادات صادق.. ولكن:

كان جمال عبدالناصر يخطب في الجمهور، وهو غير مؤمن بما يقول، ويعلم أنه يخدع الجماهير، ومع ذلك تصدّقه الجماهير بتحمّس شديد!. وكان أنور السادات يخطب في الجماهير وهو مؤمن بما يقول، ولا يكذب ولا يخدع، ومع ذلك كانت الجماهير لا تصدّقه، وتقول عنه إنه ممثّل، كذّاب،.. سبحان الله.



ـ رأي في رياض السنباطي:

لا يوجد داخل السنباطي غير السنباطي؛ لأنّ منبعه منه!. 



ـ فروق البروق:

الفرق بين القصبجي والسنباطي، هو أنّ القصبجي كان مُفكِّرًا أكثر منه طَروبًا، وثائرًا أكثر منه جميلًا، والسنباطي طَرُوبًا أكثر منه مُفكِّرًا، وجميلًا أكثر منه ثائرًا!.



ـ موسيقى الأخلاق:

الألحان العربية منبثقة من أخلاقهم، فالخلق العربي ليس له خطوط واضحة، فالأخلاق العربية تعتمد على المجاملة الكثيرة ذات الّلف والدّوران والزخرفة الكلامية والفَهْلَوَة وسرعة الخاطر وخفّة الدم والحِسّ المادّي، وكل هذا يتجلّى في ألحاننا!. بعكس الألحان الغربية، فإنها تُحاكي أخلاقهم: الخطوط المضيئة، الأعمدة الواضحة، الاعتماد على أسس واضحة أكثر من التفاصيل، إنها تشدّك إلى التفكير البعيد، أكثر مما تشدّك إلى متعة اللحظة الحاضرة!.



ـ زحام:

في الزحّام لا تظهر العبقريّة.. بل يظهر النّشّالون!.



ـ فيروز.. وغيرها:

أقدر المطربات في تأدية الأغاني القصيرة؛ لأنها تطربك في أقصر وقت، تخرج من الأغنية وكأنك استمعت إليها في ساعات؛ وذلك لأنها أشبعتك في مدّة قصيرة، كما تشبعك غيرها في مدّة طويلة!.



ـ النغمة الممجوجة:

أليس نجيب الريحاني عراقيًّا، وجورج أبيض لبنانيًّا، وروز اليوسف لبنانيّة، وأنور وجدي سوريًّا، ونجاة سوريّة، ومع ذلك لم تكن تُوجد هذه النّغمة الممجوجة، عاشوا مصريّين وماتوا مصريّين!.



ـ لماذا انقرض المونولوج؟:

أقترح أن يُسمّى المطرب الآن "مطرجست" أو "مطربجست"، وبمعنى بسيط: أصبح المطربون الآن يغنون بالأسلوب اللحني للمونولوج وبقدرات أصوات المنولوجست بكلام عاطفي!. لقد استغنى الجمهور بمطرب اليوم عن منولوجست أمس!، ونعود للسؤال: لماذا انقرض المونولوج؟، والجواب: لأنّ مطربي اليوم هم منولوجست لحنًا وصوتًا وحركةً!.



ـ الفرح أكثر أصالة:

يمكن للإنسان أنْ يدّعي الحزن ونصدّقه، ولكن لا يمكن أنْ يدّعي الفرح ونصدّقه أيضًا!.



ـ العلم والفن:

العلْم لا وطن له، أمّا الفن فَلَهُ وطن، وكل وطن له فنّه!