2018-01-24 | 03:21 مقالات

طريق التغيير أو الصمت

مشاركة الخبر      

 



 



فعلاً كان يومًا تاريخيًّا للكرة السعودية حين انتدبت تسعة من لاعبيها للاحتراف في الدوري الإسباني على سبيل الإعارة، رغم محاولات بعضهم التقليل من الفوائد التي ستجنيها الكرة السعودية من هذا الاحتراف، بحجة أنهم لم يجدوا مكانًا لهم سوى دكة البدلاء أو حتى خارج التشكيل.



نعم هذا الأمر متوقع، ولن يكون أمرًا مفاجئًا، ولكن رغم ذلك فاحترافهم خارجيًّا أفضل من حتى وجودهم هنا مع أنديتهم أساسيين؛ فالستة أشهر التي سيعيشها اللاعب السعودي هناك، وما سيتخللها من انضباطية وتدريبات طويلة ومناورات كروية يومية واحتراف حقيقي بمعنى الكلمة، إضافة إلى رؤيته بشكل قريب ودقيق الفوارق الفنية بينهم وبين المحترفين الحقيقيين، كفيلة بأن تعيد لنا هؤلاء التسعة بعد إعارتهم لستة أشهر، إن لم يتم التجديد معهم بشكل مختلف. 



لذلك على جماهير بعض الأندية الغاضبة من اختيار نجومها خاصة الكبار، مثل فهد المولد وسالم الدوسري ويحيى الشهري، أن تعلم أنها ستشاهد هؤلاء النجوم بشكل مختلف حين عودتهم للملاعب السعودية، وبعقلية أخرى مختلفة بإذن الله تجعلهم قدوة لزملائهم اللاعبين الآخرين. وسيكونون هم النواة الأولى، ومن سيختصر طريق تأقلم اللاعب السعودي مع الاحتراف الحقيقي وساعات التدريب الطويلة، إن طبقت لدينا قريبًا بإذن الله، كما ينوي اتحاد القدم والأندية فعله.



لا أعلم لماذا تحارب بعض الأصوات أي طريقة للتغيير والتطوير وأي خطوة في هذا الطريق، رغم أنهم أكثر من يطالب بذلك، فكيف سيكون هذا التطوير والتغيير إن لم نقدم على مثل هذه الخطوات وندعمها؟!.



صحيح هناك احتمال ألا تنجح هذه الخطوة بالشكل المأمول في مرحلتها الأولى، ولكن المحاولة أفضل من أن تنشد التغيير بلا حراك وتقبع في مكانك، أضف إلى ذلك أن المرحلة الأولى من أي خطوة هي بمثابة التجربة التي تبني عليها الأساس المتين، إذ تستفيد من أخطائها وتتلافاها في المراحل المقبلة لتنطلق في طريق التغيير مسرعًا لتحقيق أهدافك. 



دعونا نكون عونًا للتطوير والتغيير، متفائلين بتحقيق هذا الهدف لا محبطين ومتشائمين من كل خطوة نحو ذلك، وإلا فلن نصمت ونرضى بهذا الحال لكرتنا سواء في المستقبل القريب أو البعيد.