2018-01-12 | 04:14 مقالات

عقال الحرية والمساواة

مشاركة الخبر      

ـ لم يكن عقال معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، الذي رفعه أمام كل من حضروا وشاهدوا المؤتمر الصحفي الذي استضافته قناة روتانا الخليجية، عبر برنامج "كورة" تقديرًا لشخصي ولسؤال جريء طرحته يتعلق باسم عضو الشرف الأهلاوي، أخفت لجنة الانضباط اسمه، إلا رسالة صريحة فيها من العمق الأدبي أراد إيصالها في هذه الأمسية، أكد من خلالها مدى وحجم اهتمامه ودعمه للفكر الصادق المنفتح الذي يجب أن تتميز به الصحافة، وحرية غير مقيدة منهجها الاعتدال والمساواة لتواصل دورها البناء في طرح النقد الهادف الذي يفتح آفاقًا نيرة، تساعد المسؤول بأن يكون قريبًا من المواطن؛ للاستماع إلى صوته ليتم معالجة أي قصور يراه، وكل ما يساهم في تطوير بيئة العمل التي تشكل قيمة معنوية ومادية كبيرة جدًّا في دروب ومسلك حياته العامة والخاصة.

 

ـ هناك من حاول "تشويه" صورة الإعلام والمنتمين إليه، لمجرد أن هذا الإعلام أدرك تمامًا مسؤوليته الوطنية في مرحلة "تغير" مقبلة عليها المملكة العربية السعودية في شتى المجالات، تتطلب بحس وطني وإعلامي إعادة ترتيب الأوراق من جديد و"انفلات" تضررت منه عدة قطاعات من قطاعات الدولة الحكومية والمملوكة لرجال الأعمال بما فيها قطاع الرياضة بما ينبغي "إيقافه" بحزم وصرامة وإجراء عملية "إصلاح" شاملة، يشارك الإعلام بكافة وسائله في دعمها دون أن يكون "معرقلاً" لها تحت مؤثرات تحكمها الأهواء والانتماءات والمطامع الشخصية.

 

ـ حينما استجاب الإعلام الرياضي لهذه التغيرات الملحوظة وتوجه نحو سياسة إعلامية مختلفة عن سابقاتها، فرضت عليه أن يكون على قدر كبير من "الوعي"، ومنخرط تمامًا بقناعات تتواءم مع خطط ومشاريع مدروسة، سوف تظهر نتائجها في المستقبل القريب، فسر بعضهم هذا التحول وهذا التوجه بأن الإعلام الرياضي أصبح "مسيراً" يتحكم في مفاصله رئيس الهيئة الرياضية، وأن الكل بات تحت إمرته وقيادته "مطبلاً" لتركي آل الشيخ، ممنوعًا من أن يعبر عن رأيه أو توجيه أي انتقاد له أو لمن لهم علاقة بالمنظومة الرياضية عامة، إلا أن اللقاء "المفتوح" الذي تم في ذلك المساء عبر نقل "مباشر" لمؤتمر صحفي الذي حضره أكثر من "40" إعلاميًّا ورياضيًّا، كشف عن "عمق" فكر هذه الشخصية الرياضية والعلاقة التي يرغب آل الشيخ أن تربطه بالإعلام الرياضي، مرحبًا في ذات الوقت بأي رأي مخالف له، ومطالبًا بنشر التعصب "الحميد" الذي يساهم في زيادة الإثارة الإعلامية لتتفاعل الجماهير معها بشكل إيجابي تؤدي إلى رفع مستوى الكرة السعودية واللاعب السعودي.

 

ـ العقال الذي رفعه آل الشيخ في الحقيقة حمل في طياته "رمزية" لا تخص الرأي "الجريء" أو السؤال المطروح، أو تقدير لكاتب هذه السطور فحسب، إنما له غايات أخرى يأمل رئيس هيئة الرياضة من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تشاركه بتقبل النقد والرأي الآخر، وأن تلتزم بالمبدأ الذي أطلقه "موس على كل الروس" في أسلوب تعاملها مع الأندية على كافة مستوى شرائحها وطبقاتها صغيرها وكبيرها، بميزان يحكمه "العدل" والمساواة، فهل وصلت تلك الرسالة للمعنيين بها لنرى تفاعلاً سريعًا معها، أرجو ذلك.