فيصل بن تركي أعطني قلبك
كنت أعلم الجانب السلوكي لرئيس نادي النصر السابق الأمير فيصل بن تركي، فيما يخص قلباً كبيراً يحمله، وأعصابَ "ثلجٍ" يملكها، وسعة صدر لتقبل النقد والرأي الآخر، ناهيكم عن دماثة خلقه وهذا ما كان لي واضحاً من خلال "مواقف" عدة حبَّبتني حقيقة في شخصية تتمتع بصفات القائد "الصنديد" الذي من الصعب جداً "كسر" إرادته وعزيمته ومن سابع المستحيلات التأثير على قراراته، ولكن ليسمح لي مَن يحلو له أن يلقب بـ "كحيلان" إن وجهت له نقداً يقتضي مني واجبي المهني أن أوجه في هذا الهمس بعدما أصبت بحالة من الذهول والدهشة إثر قرار الهيئة العامة للرياضة حلَّ مجلس إدارة نادي النصر الذي يترأسه بسبب اكتشاف الهيئة أنك ومجلس إداراتك كنت على "علم" بالخطاب الصادر من أمين عام النادي سلمان القريني للفيفا بما فيه من مخالفة نظامية، فقد وافقتم على تجاوز الجهات المسؤولة دون إشعارها أو الحصول على إذن مسبق منها.
إن مصدر "دهشتي" ليس له علاقة بـ "تجاوزكم" أمانة اتحاد كرة القدم فقد كان هذا "متوقعاً" بحكم أنك في حديث تلفزيوني سبق لك أن حذرت اتحاد الكرة باللجوء إلى الفيفا، وقلت نصاً لا تلوموني لو اتخذت هذه الخطوة، إنما الذي لم أستطع استيعابه هو حالة "الصمت" التي التزمت بها عقب صدور قرار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة بتعليق عضوية عضو من أعضاء مجلس إداراتك والذي كان يشغل منصب الأمين العام للنادي "سلمان القريني" دون أن تباشر بـ "الاعتراف" بأنك من وجهته لإرسال الخطاب للفيفا وبعلمك وموافقتك وموافقة بقية أعضاء مجلس الإدارة. حقيقة هذا الموقف لم أكن بأي حال من الأحوال أتوقع أن يصدر من "قائد" يفترض أن يتحمل مسؤولية قراراته ويتصدى بقوة لـ "حماية" من هم تحت قيادته وينفذون توجيهاته تقديراً لشخصه ولمنصبه ولـ "ثقة" عمياء تجعلهم في "مأمن" من أي قرار يسيء لهم.
لم تكتف أنت ومجلس الإدارة بحالة "الصمت" الرهيب إنما أصدرتم بياناً شديد اللهجة ضد سلمان القريني يدين كافة المخالفات التي اتخذها، ويؤيد كل الإجراءات التي تم اتخاذها من قِبل هيئة الرياضة، فلا أعرف حقيقة يا أمير كيف "أعطاك قلبك" أن تكون بهذه القسوة تجاه واحد من أهم "أذرعتك" التي كنت تعتمد عليها ولم يسبق أن خذلك وقبل في يوم من الأيام تقديم استقالته من مجلس الإدارة في أول فترة لك توليت فيها رئاسة النصر بعدما لاحظ "ضغوط" جماهير نادي النصر التي كانت تطالبك بإقالته هو وعامر السلهام، فقبل الاثنان أن يكونا "الضحية" لإنقاذك وإيقاف أصوات جماهيرية ظهرت في الملعب أكثر تحمل لوحة مكتوبة "ارحل" فهل هذا جزاء صنيع مَن وقفوا معك.
كان لابد لي من هذه الوقفة التي لا أعرف كيف أصفها بالإنسانية تضامناً مع شخصية رياضية كنت "معجباً" جداً بفكره الإداري ومن الرافضين لإقالته واستقالته لأطلب من كحيلان تقديم اعتذار له شخصياً وللنصراوين والمجتمع الرياضي كأقل ما يمكن فعله لعل في ذلك ما يحفظ ماء الوجه ويكفر عن خطأ جسيم وقعت فيه بما يترك لك سيرة "حسنة" ما زالت عالقة في أذهان محبيك بصفة عامة. أرجو ذلك، وآمل أن تتقبل رأيي ونقدي برحابة صدر كما عهدناك أيها "الرمز" النصراوي الذي تملك من الإنجازات ما يمنحك صفة أحد رموز العالمي.