قطر من (التجنيس) لمشروع المواطن (المستعمر)
يبدو لي أن من يديرون دويلة قطر يلعبون على ثقيل وهذا الثقيل له أبعاد سيمتد أثره على التركيبة السكانية لقطر بصفة عامة والمواطن القطري على وجه الخصوص، نظام الحمدين وأعوانهم أرى أنهم بيلعبوا بالنار الحارقة التي تأكل الأخضر واليابس من خلال سياسة بالتوكيل وتوجه ممنهج عبر محاولات جادة لتغيير الهوية الوطنية لقطر، فعلى مدى أكثر من ربع قرن، قطر تلبس ثوباً ماهو ثوبها وليس له لا من قريب ولا من بعيد أي علاقة بثوب المواطن القطري الذي بات آخر اهتماماتها بما يوحي بأن هناك من ترك وسمح للقيام بمهمة تفصيله وخياطته حسب أجندة محسومة والشواهد كثيرة التي تدل بما لا يدعو للشك أن الأجنبي الذي حل ضيفاً لضيافة مؤقتة تحولت إلى إقامة مفتوحة للأبد، وأصبح هو اليوم ومستقبلاً "الآمر الناهي" وكذلك "الحاكم بأمره" وله من الامتيازات بعدما منح "الجنسية القطرية" غير المتوفرة للمواطن القطري الأصلي.
ـ سياسة "الثوب الوسيع" الذي يزيد في مقاسه عن حجم دولة مساحتها في مساحة حارة من حواري مدينة جدة القديمة لجأ إليه نظام الحمدين بمنهجية طغت عليها عنجهية الهدم المرتبطة بمركب "نقص" حاول هذا النظام "المريض" تعويضه بخيارات "مبرمجة" كلها تتجه وفق قناعة تؤمن بالمثل القائل "الغاية تبرر الوسيلة" حتى لو استخدم "الاٍرهاب والرشاوى والدسائس والغش والتضليل والحرب بالوكالة" جسراً لبلوغ تلك الغاية وللهدف الذي يخططون إليه والذي يمثل للحمدين "حلماً" من أحلام اليقظة يسعيان إلى تحقيقه حتى لو أدى بهم الأمر إلى التخلي عن كل المبادئ الإسلامية والقيم الإنسانية والتنازل تماماً عن عروبتهما وعن أصالة وهوية المواطن القطري.
ـ كان بالنسبة لي خبر رغبة دويلة قطر بتنظيم بطولة كأس العالم في الواقع خبراً "مفاجئاً" واعتبرته آنذاك بمثابة "نكتة" مضحكة ولكن هذا لم يمنعني من الكتابة"عن الملف القطري من مبدأ شعار"خليجنا واحد" والتعامل بفكر يحمل حسن النوايا التي تتعامل به قيادتنا الحكيمة مع أشقاء تعاهدنا أن يكون"مصيرنا واحد" "كانت آرائي حول الملف القطري في نفس الوقت خالية من دسم التفاؤل، وعندما فازت قطر بالتصويت المرتب المنظم بعناية فائقة جدا كان هذا الحدث بمثابة المفاجأة"، فماذا تملك قطر من إمكانيات وقدرات لا تقارن بينها وبين من سبقتها كروياً ومتوفرة لديها بنية تحتية جاهزة من الدول العظمى حتى تعطى هذه الدويلة هذا الحق وهذا الحجم من الاهتمام، وكيف تم السماح لها لترشح نفسها وماهي الإنجازات والمكانة العظمى التي جلبت لها كل هذه الأصوات ومن أين حصلت عليها لابد من وجود "سر خفي" وراء هذا الملف الغريب.
ـ كل هذه الأسئلة "المتراكمة" كانت تراودني ويقيني أن الحقيقة ستظهر يوماً ما، وهذا ما حدث عبر تحقيقات لم تنته بعد كشفت للجميع ملف مليء بالرشاوى وكل أنواع الفساد والذي لن يمر مرور الكرام وتفضح نتائجه قريباً كل المتورطين فيه.
ـ كنّا نظن سياسة "التجنيس" سياسة مؤقتة لمرحلة انتقالية تساعد الكرة والرياضة القطرية على سد النقص البشري والنفسي الذي تعاني منه ليكون لها شأن في حصد البطولات والإنجازات حسب رؤية من يديرون قطر وسياستها العقيمة، وكنا نعلم أيضا مهما طال أمد هذه السياسة سرعان ما سوف تسقط عاجلا أو آجلاً، وسقوطها سيكون من الداخل بنهاية مأساوية تحتمها أسباب جوهرية تخص الهوية الوطنية لقطر وشعبها الأصيل وتجربة سيتأكد لمعول الهدم نظام الحمدين فشلها الذريع ولعل ما شاهدناه في خليجي 23 فريق قطري تقريباً بأكمله "مجنسين" وجمهور تم الاستعانة به أيضا مِن المجنسين أحسب أنه جنون سياسة تجاوزت فكرة الثوب الوسيع والنجاح المؤقت إلى مشروع دولة تخطط إلى بيع الأرض والعرض معاً لتتحول إلى المواطن المستعمر والدولة المستعمرة كما هو الواقع الظاهر لنا كخلجيين وعرب وعالم يترقب المشهد.
ـ هذا "الكابوس" القاتل لأحلام أهالينا الأشقاء في قطر نهايته قريبة بإذن الله على يد القطريين "المخلصين" الأوفياء لوطنهم وتراب أرض لن يسمحوا بتدنيسها وتغيير هويتها.."وإن غداً لناظره قريب".