الملكي .. يا سلام
تتنافس انديتنا بشكل شرس على الالقاب .. لا اقصد البطولات والكؤوس ولكن الشراسة في الصراع على الاسماء المستعارة .. الاسماء الرنانة .. الاسماء البدائية. ترددها الجماهير اكثر من اسم النادي .. يرددها المعلق المزعج اكثر من اسماء اللاعبين.
فالنمور موجودة والليوث والذئاب والفهود والصقور والتماسيح والفارس والعالمي والزعيم. لم يبق طائر ولا حيوان حائر ولا سحلية إلا في ملاعبنا له الف تحية وتحية. لم اعرف اننا بالغنا وتخطينا كل جسور المنطق إلا بعد ان سخر منا احد اصدقائي المصريين. اهل الالقاب يسخرون منا .. من بدأ الاسماء العجيبة .. شطة وميدو وزيكو وبيبو .. يسخرون منا .. ماذا بقي من كرامتنا؟
الراقي .. التماسيح .. المجانين .. قلعة الكؤوس .. النادي الملكي .. فرقة الرعب .. الإمبراطور .. الكواسر .. كلها لناد واحد والان يقاتل للحصول على لقب العندليب .. نعم من حقه فهي اسماء مجانية.
يخوض الراقي الكاسر مباراة العمر امام الليوث وبينهما لقب حقيقي هذه المرة .. بطولة كأس الملك. الاهلي يتفوق فنيا وبمراحل على الشباب. فمدربه الذي خبص الدنيا بداية الموسم عاد للأرض .. عاد للعقل. تخلص نهائيا من فكرة المدافعين الخمسة التي تآكلت في العالم. اربكت الدفاع .. لخبطته .. لا يعرف الظهير مهامه ولا قلب الدفاع.
اخيرا .. اعطى نجم الاهلي وقائده الحرية في التنقل في الملعب .. بعد ان سجنه في المحور طوال الموسم .. ليته حرره منذ زمن .. ليته حرره .. لكان الاهلي في وضع افضل و لكان منافسا على الدوري بشكل اكثر جدية.
من اين جاء لويس ليال .. فجأة انفجر كالبركان .. قذائف من لهب لا يردها حراس ولا جدران. اصبح هداف الاهلي رغم انه للتو وصل .. سجل في الدوري سبعة وفي الكأس ايضا .. يا سلام .. يا سلام .. اثر على الفريق كله .. حتى المدافع محمد امان "ملك التشتيت" من حقي ان اطلق الالقاب فهي مجانية .. حتى امان اصبح يسدد كأنه برتغالي .. ليس كريستيانو ولكنه اقرب لليال.
الاهلي افضل .. اكثر تنظيما من أي وقت سبق .. افضل من الشباب ولكن مشكلته انه لا يملك مهاجما واحدا يستطيع التسجيل. ليست معضلة .. ليست ابدا معضلة في ظل وجود ليال وموسورو وتيسير. فالكرة لا تعرف الفرق بين الاقدام والأقدام .. مهاجم .. مدافع او وسط المهم ان تهز الشبكة.
الشباب ليس على ما يرام .. صحيح انه اخرج النصر والهلال .. وهزم الجزيرة والاستقلال, ولكنه لم يقدم شيئا امام الضيف الجديد على دوري ركاء. في المقابل يملك الثقة ويملك رافينها .. اما البقية فحالتهم صعبة. لا أتصور الشباب يحمل الكأس.
الأهلي اقرب للفوز .. فهل يحقق الكأس ام يكتفي بإضافة "الزعيم" لخزينة ألقابه المعنوية؟