2016-03-22 | 03:02 مقالات

منصور البدر - الجهات الأربع

مشاركة الخبر      


المنتخب الوطني يتأهب لمواجهة هامة في مشواره نحو المونديال وكأس أمم آسيا، وفي حاجة ماسة للدعم والمساندة من الجميع دون استثناء بشعور وطني يُزيل ألوان الميول ويوحدها خلف (الأخضر) ليتجاوز مواجهة ماليزيا ثم الإمارات ويحسم أمر التأهل لكننا لم نفعل، وليتنا اكتفينا بما لم نفعل لكننا حملناه ما لا يُحتمل.
منتخبنا يتصدر المجموعة ومؤهل داخل الملعب أكثر من غيره للوصول إلى المونديال وكأس الأمم، لكنه يعاني خارج الملعب بسبب إدارة ضعيفة، ومدرب يحضر في المناسبات، ولاعبين لا يعون مسؤوليتهم، وإعلام توجهه الميول، وجمهور وطني في كل شيء إلا الكرة فوطنه فيها ناديه.
لاعب تأخر في الحضور وآخر لم يحضر وثالث خرج دون إذن، ثلاثتهم مخطئون بِغَض النظر عن تفاوت الأخطاء، وبدلا من التغافل عما حدث ولو مؤقتا من أجل مصلحة المنتخب دخل الجميع في سباق التحليل والنقد، وكل يغني على ليلاه.
انظروا لما يطرح في الكثير من البرامج التلفزيونية وما ينشر في غالب الصحف من آراء وما تزخر به مواقع التواصل، تجدون الميول هي المحرك والموجه لبوصلة النقد، فمن انتقد مثل هذه الأخطاء من قبل تجاهل الأمر الآن وكأن شيئا لم يحدث، ومن صمت سابقا تحدث لاحقا، وأغرب من ذلك ـ للأسف ـ أن الآراء والقناعات قد تتغير بين ليلة وضحاها.
نتفق أن استهتار اللاعبين وتقصيرهم مرفوض، ونتفق أيضا أن لاعب اليوم ليس كلاعب الأمس في عطائه وروحه وتفانيه، وأن ملايين الاحتراف أفادت اللاعبين وأضرت بالمنتخب وبالكرة السعودية، ثم نطرح السؤال على أنفسنا عن السبب الذي دفع اللاعبين الثلاثة ومن قبلهم للتقصير في حق "منتخب الوطن" وكأننا لسنا شركاء في هذه المسؤولية، كل في موقعه وبما لديه من أدوات.
اتحاد الكرة هو المسؤول عن إدارة المنتخب وهو من يضع اللوائح ويفرض الانضباط لكنه لم ـ ولن ـ يفعل، لأنه لا يملك القدرة على ذلك لا بالأنظمة والقوانين التي يمتلكها ولا بالهيبة التي يفتقدها، وهو لاعب أساسي وصاحب دور بارز في الكثير من هذه الأخطاء.
الهولندي فان مارفيك يدرب منتخبنا بنظام الدوام الجزئي (Part time) ولذلك يستمتع بوقته وعمله الأساسي كمحلل ويحضر وقت المناسبات التي لا تشغله عن عمله الأساسي ولذلك انشغل عن أخضرنا في وقت مهم ليشارك في تحليل مباريات الدوري الهولندي بالهاتف والفاتورة يتكفل بها اتحادنا وهو شريك في المسؤولية مع المدرب غير المتفرغ.
إعلامنا في غالبه تقوده الميول وتوجهه المصالح حتى في تناوله لما له علاقة بالمنتخب، ينادي بمعاقبة غير المنضبطين وهو الأحوج للضبط، ينتقد الأخطاء وهو الأولى بالنقد، يوجه الآخرين رغم حاجته للنقد، وهو المؤثر الأقوى وشريك إستراتيجي مع اتحاد الكرة والمؤسسة الرياضية عموماً في الأخطاء والإخفاقات.
باختصار، منتخبنا داخل الملعب مؤهل لبلوغ المونديال والمنافسة آسيوياً، لكنه يفتقد الأفضلية خارج الملعب بسبب أربع جهات..
اتحاد التكتلات، ومدرب المناسبات، ونجوم السناب شات، وإعلام الميول والخلافات.