2016-04-19 | 02:54 مقالات

منصورالبدر ـ بين ركلتين

مشاركة الخبر      


بعد ثلاث دقائق من مشاركة لاعب هجر عبدالرحمن الحريب في مباراة فريقه أمام الأهلي (د. 82) ارتكب خطأ يستوجب احتساب ركلة جزاء فتحول إلى نجم تردد اسمه تلك الليلة في مواقع التواصل ورسائل الواتس أكثر من أي اسم آخر وتصدر قائمة الترند في تويتر فعرفه من لم يعرفه من قبل.
سبب شهرة اللاعب هذه المرة الهجوم الذي تعرض له لأنه تسبب في ركلة جزاء استثمرها الأهلي وحصل على النقاط الثلاث، اتهموه بتعمد الخطأ وبهتوه بالباطل ومنهم من أقسم على ذلك ونسج حولها قصصاً من وحي خياله، وكل ذلك من آثار حمى المنافسة والوصول للمنعطف الأخير منها.
وقبل ذلك كان اللاعب قد ارتكب خطأ استوجب احتساب ركلة جزاء لصالح الهلال فمرت مرور الكرام وبقي اللاعب مغموراً ولم يتحدث أحد عنه بسوء أو خير، فما الذي استجد لتتحول أخطاء اللاعب من طبيعية إلى (متعمدة) بكل ما يرتبط بهذه الكلمة من إيحاءات بالخيانة والرشوة؟
هكذا أصبح من السهل الدخول في الذمم وتفسير النوايا واتهام الناس بالباطل بناء على توقيت الخطأ والمستفيد منه، فإذا كنا المستفيدين فهو خطأ طبيعي لا يستحق التوقف أو التساؤل، وإن تضررنا فالخطأ جريمة لا تغتفر يجب إنكارها والتشهير بمرتكبها.
نتوقع مثل هذا الطرح من فئة الجمهور المتعصب والمحتقن ولكن أن يشارك بعض الإعلاميين في هذا الطرح فهو الخطأ والجريمة التي لا تغتفر نظراً لما يمثله من خطورة في توجيه وقيادة الجماهير للمزيد من الاحتقان والتعصب.
غمز ولمز وتلميح وتصريح حول ركلة الجزاء وتعمد اللاعب بأسلوب يجعل من الصعب التمييز بين الإعلامي المتعصب والمشجع المتعصب، والحقيقة لا فرق بينهما طالما هذا هو الفكر السائد وهذا هو الطرح الفاسد.
لا أزعم أن منافساتنا الرياضية نزيهة في كل شيء ولكن اتهام الناس بالباطل دونما دليل وبرهان بهتان عظيم وكل ذلك من أجل ألوان الأندية ومنافسات الكرة، وإن كان ذلك غير مقبول من مشجع مغمور متعصب فهو مرفوض وبشدة ممن يفترض أن يكون أكثر وعياً من المشجع لا أن يشاركه التعصب.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
وقال صلى الله عليه وسلم (من رمى مسلماً بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال).