دلال الدوسري ــ ماذا لو..؟
ماذا لو .. أُصدر الأمر في المنظومة الرياضية على الاستثمار في التعليم، ماذا لو وُضعت الرؤى وعُقدت الاتفاقيات لإنتاج جيل مفكّر قادر على تحقيق الأهداف الرياضية والوطنية، ماذا لو نُقلت خبرات الجيل الحالي إلى الشباب عبر برنامج التعليم "إدارة الظل"، ماذا لو وُقعّت اتفاقية تعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم لاختيار أفضل البحوث العلمية في مجال الرياضة، ومع وزارة الإعلام لتكريم أفضل الإنتاجات الفكرية الرياضية بين فئة الشباب، ماذا لو عُقدت الشراكة بين اللجنة الأولمبية السعودية وجامعة الملك سعود للاستفادة من مخرجات الكراسي البحثية ـ وأحدها بالمناسبة مخصص للمسؤولية الاجتماعية، ماذا لو اُتبعت بشراكة ثانية مع جامعة الملك عبدالعزيز لدعم منح خاصة في التخصصات النادرة بالقطاع الرياضي كمنح جامعة إكسفورد وليفربول الداعمة لكوادر القطاع الرياضي في بريطانيا، ماذا لو عُقدت شراكات مع الجامعات الخاصة لتطوير مناهج التربية الرياضية والعلوم الإدارية والإنسانية المتصلة بالرياضة، ماذا لو ضُخّت الاستثمارات في مركز إعداد القادة ليكون صرحاً تدريبياً متقدماً يعزز قدرات منسوبي القطاع الرياضي من الجنسين، ماذا لو نُفذ تعاون بين رابطة دوري المحترفين وجامعة الدمام لاستحداث برامج تعليمية عن بعد تدعم استكمال اللاعبين المحترفين لدراساتهم العليا، ماذا لو اُستنسخت فكرة برنامج الزمالة "شغف" التابع لمؤسسة الملك خالد الخيرية لدعم التعليم والعمل الرياضي عبر مؤسسات المجتمع المدني، ماذا لو استقطب المميزون من طلاب التعليم العالي لطرح أوراقهم العلمية في مؤتمرات القطاع الرياضي، ماذا لو استحدثت قروض تعليمية خاصة بمنسوبي الرياضة مع أحد البنوك، ماذا لو اُستكمل ابتعاث الطموحين إلى برنامج (فيفا ماستر)؟ ماذا لو شُجّع الرياضيون من حملة شهادات التعليم العالي أمثال د.تركي العواد ونواف التمياط وفيصل أبوثنين والسهلاوي وتيسير الجاسم وغيرهم لزيارة مدارس المملكة لتثقيف النشء بأهمية التعليم في السلك الرياضي وتعدد مجالاته، ماذا لو أُشرك طلاب التعليم العام في طرح رؤاهم لواقع الرياضة في بلادنا بعد 10 سنوات، ماذا لو .. ثم ماذا لو..؟
التعليم هو مشروع التنمية الحقيقي لأي قطاع ومفتاح التميّز للقطاع الرياضي خاصةً، وهناك فرص كثيرة لربط الرياضة بالتعليم ستسهم في تحويل الرياضة لقطاع تنموي، عندها سيتمكّن شباب الوطن من استخدام الرياضة لتحقيق التحول الوطني المنشود وقبلها تحقيق ذواتهم ورسالاتهم.
ختاماً، كل الـ(ماذا لو) السابقات هي صيغ مختلفة لبرامج المسؤولية الاجتماعية الرياضية في مجال التعليم، ونستطيع تصميم برامج أخرى متنوعة في مجالات الصحة والتنمية والبيئة وغيرها لحل المشكلات الحالية والتي نستقرئ حدوثها مستقبلاً، فقط متى ما وُظّفت شهادات المتعلّمين.