محمد الناصر - (والله زمان يا أهلي.. وخماسية النجاح)
ويحدث أن يجمع الله الشتيتين بعدما.. يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
24 أبريل لن يكون أبداً تاريخاً عابراً في ذاكرة كل محب أهلاوي، وكيف يكون كذلك وفيه التقى الشتيتان الأهلي والدوري بعد فراق تجاوز ثلاثة عقود.
كان الأهلي خلالها رقماً صعباً في كل موسم رياضي لكنه لا يتوج.
منافس عنيد في كل نزال لكنه مع النفس الطويل يتعثر.
كان يقتنص كؤوساً ويتّوج بألقاب ووصل حتى نهائي القارة لكن عندما تصبح المنافسة دورياً يكون حظه نحسا ونهايته الأفضل وصافة.
يقترب كثيرا من اللقب فيسقط في المنعطفات الأخيرة.
يعاود النهوض ويركض من جديد حتى تطل مراحل الحسم فيتوارى.
هذا الموسم كان واضحا إصراره أن يهزم الحظ قبل منافسيه ويقهر النحس قبل أن يتخطى خصومه.
زحفت جماهيره والتّف إعلامه ولم يتوان رمزه واصطف خلفه جُلّ رجالاته فتحقق الحلم.
قدّم الأهلي هذا الموسم وصفةً (خماسية العناصر) لكل فريقٍ يطمح بالذهب ويسعى للألقاب.
أولاً : رمزٌ داعم وشخصية رياضية محبوبة مهذبة لم يتوان يوماً في دعم فريقه ولم تثنه لحظةً تعثر أو خروجٌ غير متوقع لفرقته، كان فقط داعماً في الإخفاق قبل النجاح وهو الأمير خالد بن عبدالله عرّاب الأهلي ورمزه الداعم الذي أعلن بعيد اللقب أن المكافآت يوم الأربعاء على غرار اعطوا البطل مكافأته قبل أن تذبل فرحته.
ثانياً : مجلس إدارة كانت أحاديثه أفعالاً، لم ينشغل بتصاريح إعلامية، ولم يطلق وعوداً وهمية، ولم يرضخ لضغوط جماهيرية لأنه قد رسم الهدف ومضى له، هُزِم الأهلي في نهائي ولي العهد فكان رئيسه أول المباركين للهلال في غرف الملابس، وفاز الأهلي بالدوري فتقلد الزويهري شال الهلال بجوار شال فريقه.
ثالثاً : استقرار فني بقيادة جروس أثمر رقماً قياسياً بعدم الهزيمة وبطولة دوري ووصافة كأس وكأس الملك انتظار.
رابعاً : رجالات محبون اصطفوا خلف ناديهم بالدعمين المادي والمعنوي ابتداءً من الرئيس السابق فهد بن خالد وليس انتهاءً بالخبير كيال الذي أعاد بإشرافه على الفريق الاتزان الإداري والفني الذي كاد يفقده الفريق بعد خسارته الأولى وبعض التعثرات، وكاد أن يكون جروس كبش فداء كماهو معمول به في أغلب أنديتنا، لولا صُنّاع القرار الذين جلبوا كيالاً وأعادوا التوازن وصافحوا الذهب.
خامساً : قوة استثمارية تمثلت في شريكهم الإستراتيجي الذي ساعدهم مادياً في تسيير أمور ناديهم وعدم التعثر مالياً أو اتباع سياسة التقشف الحاصلة في أغلب أنديتنا.
الأهلي يغني هذا الموسم الأرض أرضي والزمان زماني، حقق الدوري ومرشح قوي لكأس الملك ومنافس في آسيا وهذا نتاج طبيعي لكل ماسبق.. إعملوا مثله أو اصطفوا فقط لتهنئته.