دلال الدوسري ـ سنوات العمل الجاد
ليس بمستغرب أن تأتي الرياضة ضمن رؤية السعودية 2030، وقد لمسنا القناعةً من المسؤول بأهميتها ودورها وعوائدها عبر دعوة نخبة من رموز القطاع الرياضي للمشاركة في ورش عمل التحول الوطني في ديسمبر الماضي. ما يهمّنا الآن وبعد إطلاق الرؤية الوطنية، فهم آليات تطبيق الخطط التي استهدفت الرياضة بشكل مباشر كإعادة هيكلة القطاعات الرياضية، تخصيص الأندية الرياضية، تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية من خلال برنامج "داعم"، ورفع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40% والتي جاءت متوافقة مع خطط الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وهذا ليس كل شيء، فقد اشتملت الرؤية أيضاً على توجهات عامة للدولة ينبغي على القطاع الرياضي الالتزام بها كضبط الإنفاق وتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد، مكافحة الفساد، دعم الاستثمار وتشجيع الابتكار والمنافسة، طرح فرص وظيفية والمساهمة في تخفيض معدل البطالة، زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، رفع إنتاجية الموظف وكفاءته إلى أعلى مستوى، وضع سياسات لتمكين قادة المستقبل، سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، وإدارة المخلفات والحدّ من التلوث. وعليه، ننتظر من رعاية الشباب واللجنة الأولمبية الإعلان عن السياسات والإجراءات الإصلاحية (التشريعية والمالية والإدارية) والبرامج التي ستعتمدها المؤسسة الرياضية بكافة فئاتها تماشياً مع جميع ما ورد في الرؤية الوطنية، وبعد ذلك يتعيّن على الهيئات والروابط والأندية الرياضية الكشف عن إمكانياتها وتوظيف مواردها في إطار من العمل المتكامل لتحقيق 2030.
وأخيراً، جاء في الرؤية أن الفرص المتاحة حالياً في القطاع الرياضي لا ترتقي إلى تطلعات الدولة ولا تتواءم مع اقتصادها، ووضع الهدف نحو التحول إلى مجتمع حيوي ورياضي. ومعها حضر التفاؤل والأمل بغدٍ أفضل، واتقدت رغبات منسوبي القطاع والمستثمرين والمهتمين به باتباع ذات النهج والمكاشفة بالوضع الحالي وبما أمامهم من فرص وتحديات، وها نحن ننتظر لنسمع ثم نصنع..
ووحدها سنوات العمل الجاد ستجعل الخطة التنموية الأجرأ في تاريخ المملكة واقعاً نفخر به.