بدر السعيّد ـ رياضتنا الوطنية و2030
جاء يوم التاسع والعشرين من أبريل في العام الجاري 2016 بمثابة الفجر الذي جاء مبشراً بظهور شمس جديدة تشرق على وطن الإنسانية والسلام.. حمل ذلك اليوم الكثير من الأحلام والطموحات.. الأفكار والأمنيات.. السياسات والتحديات.. جاء ذلك اليوم ليحمل معه البشرى للأجيال الحالية والقادمة.. حاملاً معه أملاً سمي بـ(الرؤية السعودية 2030)..
ظهر في ذلك اليوم الأمير الشاب محمد بن سلمان وهو في قمة تألقه وجديته.. وضوحه وشفافيته.. ظهر بالكثير من الأفكار والمعاني اجتمعت كلها على شكل رسالة إلى كل سعودي وسعودية تحمل في مضمونها "استعدوا لنقلة نوعية أنتم روادها وقادتها وأدواتها"..
كانت الشمولية هي أحد ملامح تلك الرؤية الوطنية الطموحة.. وبالتالي فإنها من المبشرات بتغيير لكافة قطاعات ومحاور ومساحات العمل الوطني.. ومنها بطبيعة الحال "الرياضة"..
إن المتابع العام للمشهد العالمي سيدرك بكل وضوح أن الرياضة باتت مظهراً من مظاهر التطور والتقدم في كثير من دول وأقاليم العالم.. وأضحت تشكل رمزية دولية وعالمية لبرامج تطوير القدرات البشرية واستثمارها..
وبالنظر إلى متوسط الأعمار في وطننا فإن الشباب يشكل السواد الأعظم من سكانه.. وبمثل ما لهؤلاء الشباب حقوق فإن عليهم واجبات تتمثل في كونهم العامل المشترك في تحقيق مختلف جوانب ومحاور تلك الرؤية..
وعليه فإنه من المؤكد أنه لم ولن يخفى على صنّاع القرار في وطني ما للرياضة من أهمية بالغة تتمثل في العديد من المحاور يأتي في مقدمتها كونها الجانب الأكثر اهتمام ومتابعة ومزاولة بالنسبة لشباب الوطن الذين يمثلون السواد الأعظم من التعداد السكاني السعودي.. وهذا أحد أهم المنطلقات التي تحتم الحرص البالغ لجعلها رافداً تنموياً كبيراً لخدمة شباب هذا الوطن وشاباته.. وبتحويل الرياضة إلى صناعة فإننا بذلك نرسم شكلاً جديداً لها.. نحولها من طور الاجتهاد إلى العمل المؤسساتي الممنهج.. ومن مجرد الهواية إلى الاحتراف.. ومن مجرد التسلية إلى التنمية.. ومن مجال يستهلك المقدرات المالية إلى مجال استثماري يعيد تدوير المال ويحقق المكتسبات المادية والمعنوية..
أدرك يقيناً أن صنّاع القرار في وطني لن يغفلوا عن إعادة صياغة العمل الرياضي السعودي وتحويله إلى أحد عناصر القوة والجذب والاستثمار.. فالبنية التحتية.. ومتوسط الأعمار.. والموقع الجغرافي.. والشراكات الدولية.. وغيرها من الأدوات كفيلة بأن تجعلنا نفكر جدياً بأن البداية لن تكون من الصفر أو من أرض قاحلة.. فالعمل الرياضي في وطني بدأ مبكراً ويمتلك بعض المميزات التي ستجعل من غير الصعوبة نقله إلى المستوى الاحترافي..
وحين يتحول العمل الرياضي إلى صناعة وتنمية بشرية فإن الوطن سيحقق الكثير من المكتسبات سآتي على ذكرها في القادم من الأيام بشكل مفصل بإذن الله تعالى..
شباب وطني.. تذكروا.. لا يمكن لأي فكرة طموحة أن تتحقق ما لم تتوفر لها سبل النجاح بعد توفيق الله سبحانه.. ومن أهم سبل النجاح هو توفر العنصر البشري الراغب في العمل.. المخلص في الأداء.. الساعي للمصلحة العامة لأجيال تعيش معنا وأخرى قادمة..
دمتم أحبة.. تقربكم الرياضة.. ويجمعكم وطن.
مختص بالتخطيط الإستراتيجي للمنظمات الرياضية