الملك (العادل) قاهر الفساد
لم تكن الأوامر الملكية التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان "حفظه الله" مساء يوم الأحد الماضي بخصوص كل التنظيمات والإجراءات التي ستتخذها الدولة للقضاء على الفساد "غريبة" علي، أو غريبة على من يعرف شخصية سلمان بن عبد العزيز منذ أن كان "أميرًا" لمنطقة الرياض، فمن الوهلة الأولى لسماع البيان مضمونه وما سيتبعه سيدرك تمامًا أن هذا هو سلمان بن عبد العزيز، فسيرته "العطرة" معروفة عند الجميع، بدءًا من أفراد الأسرة المالكة صغيرهم وكبيرهم، وانتهاءً بمن هم حوله ويعملون تحت قيادته وأبناء شعبه، فمن كانت لهم حاجة لم يقصر في قضائها، أو قضايا شخصية حضرت "عدالته" بكل ما فيها من "حزم" وصرامة "لا تأخذه في الله لومة لائم".
ـ حينما تعلم عن حالات ومواقف كان له فيها موقف وقرار لا يحيد عنهما مهما كانت مكانة هذه الشخصية وعلاقته بِهَا، فالقصاص قائم قائم على قدر الفعل وحجم الخطأ المرتكب، تشعر وكأنك تسمع قصصًا حدثت في عهد "الخلفاء الراشدين أو عمر بن عبد العزيز"، فلا تصدق أذنيك بأنه يوجد بيننا في هذا العصر حاكم تتوفر فيه صفات القيادة بمعايير ثابتة وواضحة، حيث يضع مخافة الله نصب عينيه في كل شيء، ممّا جعل له هيبة كبيرة يحسب لها ألف حساب عند عامة الناس وخاصتهم، ومبنية على محبة وتقدير اكتسبهما أيضًا بـ "تواضعه" الجم، حيث يحضر"حفظه الله" أفراحهم وأتراحهم، يلاعب ويداعب الصغير والكبير على حدٍّ سواء.
ـ لست مقيّمًا لشخصية سلمان أميرًا أو ملكًا، فما أنا إلا أحد أبناء هذا الشعب المحب "المعجب" بسيرته، ولا أظنني "مبالغًا" فيما ذكرته، فهذا جزء يسير من صفاته التي يتناقلها المقربون منه ومن في مجالسه العامرة أو شهود العيان لحالات حضروها، ولعل "المتمعن" جيدًا في أقدار الله و "حكمته" عز وجل في وصول "الملك" له وهو القائل سبحانه "يؤتي الملك من يشاء" يدرك أولًا عظائم قدرته في اختياراته وهباته ونعمه التي "لا تعد ولا تحصى"، فوهبه الملك لحكمة بالغة أرادها عالم الغيب في هذا التوقيت تحديدًا، جاءت في الوقت المناسب لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تحتاج إلى قائد "محنك" مثله، ليواكب في هذا العصر المليء بالمحن والتقلبات والفساد مرحلة تجديد" لدولة ودين.
ـ أما "الدولة السعودية الجديدة" التي أعنيها، فحدث ولا حرج عن حاسدين وحاقدين لها، كان التعامل معهم فيه من "الدبلوماسية" الحذرة، ونظرة ثاقبة تسعى إلى لم الشمل والتضامن العربي الإسلامي كوقاية من أطماعهم وتجنبًا لشرورهم، وبعدما "طفح الكيل" كان لا بد من سياسة حازمة تكشف "الأقنعة" والمعاملة بالمثل، لوضع حد نهائي لأطماعهم وشرورهم البغيضة، وتجديد الدولة أيضًا من الداخل عبر إصلاحات تنموية تهتم بالإنسان السعودي في كل المجالات التي عانت "تخلفًا" لعدة سنوات ومحاربة شرسة ضد بؤر الفساد ممن "عاثوا" بين ظهورنا فسادًا أيًّا كانت منزلتهم ومكانتهم ومناصبهم، فقد حان وقت الحساب لمن "خان الأمانة" بمحاربة الفساد بكل أنواعه وألوانه والمتسبب ينفيه ماضيًا وحاضرًا، فانطلقت مساء يوم الأحد المنصرم عاصفة "الملك يحارب الفساد" التي تم الإعلان عنها عبر بيان صدر من الديوان الملكي، تضمن مجموعة من القرارات تساوى فيها الأمير مع المواطن العادي، والوزير مسؤولًا أو تاجرًا لا فرق بينهم في"عهد سلمان"، وكانت المفاجأة "في أسماء بانت على حقيقتها دار الزمن، فجاء اليوم لينالوا عقابهم، قبل أن يأتي يوم "لا ينفع مال ولا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم".
ـ بينما تجديد الدين كمفهوم معاصر ليواكب مستجدات هذا العصر، فقد بدأ بتطهيره من "المدلسين" المندسين، وما أكثرهم في هذا الزمن ممن استخدموه فترة طويلة جسرًا لتحقيق مصالحهم الدنيوية ويا ليتهم اكتفوا بذلك، إنما وصل بهم الحال إلى الأضرار بمصالح هذا البلد على مستوى أمنه واستقراره، والعبث بعقول أبنائه تحت ستار الجهاد والدعوة والصحوة، وما شابها من شعارات "مضللة"، فكان لا بد من اتخاذ موقف واضح وصريح للحد من انتشار فكر تخريبي "متطرف" وقطع جذور هؤلاء المتطرفين دعاة الفتنة والإرهاب.
ـ الدولة السعودية الجديدة شملها التغيير في كل شيء، ولم يكن ليحدث لولا فضل الله على هذا البلد بوجود الملك العادل الصارم سلمان بن عبد العزيز، وليس غريبًا أن جاء اختياره لابنه محمد وليًّا للعهد "فهذا الشبل من ذاك الأسد" قاهر الفساد والذي وجد فيه سمات هي جزء من شخصيته، ومن يضع فيه "ثقته" ليطبق نفس فكره ومنهجه، والذي "والحق يقال" نعم الاختيار فكان على قدر المسؤولية، وما التغييرات الجذرية التي شهدناها في أقل من سنتين إلا من بنات أفكار هذا الشاب التقي الذكي، حيث تعتمد على رؤية وطنية شعارها "20ـ30" سنرى نتاجها وثمارها اليافعة على أرض الواقع بعون الله وتوفيقه قريبًا جدًّا.
ـ عاش الملك العادل، وولي عهده الأمين، وعشنا وطنًا آمنًا بلا فساد، وشعبًا وفيًّا مخلصًا لقيادته وتراب أرضه الطاهرة، اللهم آمين.