2017-11-03 | 05:47 مقالات

اتحاد "الرجاء والأمل" الرياضي

مشاركة الخبر      

في عهد رئاسة الأمير سلطان بن فهد الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كنت من أشد "الرافضين" لتأسيس اتحاد إعلام رياضي.. بعدما أعلن عن موافقته، وتشكيل لجنة لوضع الخطوط العريضة لهذا الاتحاد، وكتبت رأيي هنا معلنًا رفضي للفكرة.. وأن هذا المشروع لن يرى النور، حينها تشرفت باتصال هاتفي من الأمير سلطان، وتحدث معي برحابة صدر.. وعرف مني سبب هذا الاعتراض و"التشاؤم"، فوضحت له ما سبق أن طرحته وذكرته في "همس الحقيقة".. وهو أن التجارب السابقة التي أقدمت عليها الرئاسة منذ عهد الأمير فيصل بن فهد "يرحمه الله" أثبتت فشلها "الذريع"، وذلك من خلال مسمى لجنة الإعلام الرياضي أو مسميات أخرى، والسبب في فشلها أننا لم نر فيها ما يخدم منسوبي الإعلام عامة، بقدر ما كانت "موجهة" لخدمة أسماء معينة من الصحفيين فقط، حين كانت الصحافة الورقية "تشن وترن" ومنفردة بوجودها الإعلامي في السوق والمجتمع السعودي، إضافة إلى أنني أرى أن يكون هذا الاتحاد "مستقلًّا" بذاته عن رعاية الشباب.. نظرًا لعدم "الاختصاص".
ـ كان رد الأمير سلطان بن فهد "حفظه الله" علي "لا تستبق الأحداث.. وكن متفائلًا.. وأرجو منك يا أخ عدنان أن تكتب مقالًا داعمًا لهذا الاتحاد"، الأريحية التي كان عليها الرجل الأول في الرياضة السعودية آنذاك جعلتني "متجاوبًا" مع روح التفاؤل التي كان عليها، فكتبت في اليوم التالي مباشرة "تفاءلوا بالخير تجدوه"، على أنني في نهاية حديثي الهاتفي كنت صريحًا معه بأن هذا الاتحاد لن يرى النور، وما توقعته حدث بالفعل على الرغم من الاهتمام الذي كان يجده من نائبه الأمير نواف بن فيصل ومجموعة اجتماعات عقدت، إلا أنه بات مشروعًا في "خبر كان" ومات قبل أن يولد.
ـ ما دعاني إلى استرجاع هذه القصة هو قرار الهيئة العامة للرياضة الذي صدر قبل أيام، وأعلن عنه رئيسها تركي آل الشيخ بتأسيس اتحاد الإعلام الرياضي، وتعين رجاء الله السلمي رئيسًا له، فلا بد أن هناك بعد "مباركتي" للزميل الصديق رجاء الله "تويتريًّا" بما يعني موافقتي على إنشاء هذا الاتحاد "من قد يتساءل.. ما الذي تغير يا عدنان؟! ولماذا هذا "التذبذب في المواقف"، حيث "كنت بالأمس رافضًا.. وأنت الآن "مؤيد" مبارك لهذه الخطوة؟! أم أن "العين الحمراء هي التي يلي تجيبكم أنتم يا معشر الإعلاميين"؟! الإجابة عن هذا السؤال المنطقي سأوضحها في السطور التالية.
ـ سأبدأ أولًا بـ "استقلالية" الإعلام الرياضي عن هيئة الرياضة، فبعد إنشاء لجنة الإعلام الرياضي برئاسة الزميل طلال آل الشيخ، والتي كانت تتبع "هيئة الصحفيين الميتة" أصلًا، وما لاحظته من عطاء هذه اللجنة على مدى ثلاثة أعوام مضت، وجدت أنها "شرم برم"، فمن أحسن الظن في من ذوي الاختصاص "طلعوا أي كلام"، فلم نر لهذه اللجنة أي عمل جاد أو أي حضور قوي يحقق الهدف السامي من إنشائها، وبالتالي لن أدافع عن لجنة "فاشلة" وأشخاص كان همهم "المناصب" الاسمية دون أي تفعيل حقيقي ظاهر لمسؤولياتهم المنوطة بهم.
ـ أما فيما يخص رئيس اتحاد الإعلام الرياضي "المعين" رجاء الله السلمي، فمن المؤكد أن كافة الزملاء الإعلاميين، أو لنقل الغالبية منهم "يتفقون" معي في أنه "الرجل المناسب في المكان المناسب"، فسيرته العطرة" خُلقًا وعلمًا وأدبًا ومهنيًّا" تشفع له بأن يتبوأ رئاسة هذا الاتحاد وينال ثقة "الجميع.. ومن هنا أقول إن "تفاؤلي" بنجاح الاتحاد الجديد" جاء في محله، وهذا لن يمنعني من وصفه بـ "اتحاد الرجاء والأمل الرياضي "وليس بسبب" العين الحمراء" كما قد "يهمز ويغمز" البعض، ويقولون إنني انضممت إلى من قيل فيهم عبر برنامج في المرمى "هداهم الله"، بقدر ما هي "قناعة" بظروف تغيرت "شكلًا ومضمونًا".
ـ رب سائل يسأل من منظور"الشفافية".. لماذا لم تتطرق إلى جانب مهم وهو أنه إذا كان هذا الاتحاد "سينجو" من "سلطة" رئيس هيئة الرياضة وتدخلاته في صميم عمل الرئيس وأعضائه؟، وهو سؤال وجيه من الممكن أن يدور في الأذهان، والإجابة عنه بمنتهى البساطة.. تتلخص في ثلاث نقاط، وهي "لو كان يرغب في أن تكون له هذه "السلطة".. فلماذا وافق على إنشاء هذا الاتحاد.. وهو الذي يملك حاليًّا الصلاحية الكاملة لفعل ما يريد؟! ثانيًا: من استمع إلى حديث رئيس الهيئة في برنامج "في المرمى" حينما جاء الحديث عن مشروع "التخصيص"، يدرك أنه يُؤْمِن تمامًا بالتخصص"، ولا ينبغي عليه أن يفتي أو يتدخل في مجال ليس مجاله، والنقطة الثالثة تكمن في علاقة "تركي آل الشيخ" بالإعلاميين، فقد حرص من اليوم الأول على تعيينه أن يكون "صديقًا" لهم، وأن يصبح الإعلام الرياضي جزءًا من "تركيبة" المنظومة الرياضية عمومًا، وليس" منفصلًا" عنها، داعمًا له بقوةٍ ومتبنيًا مشروعًا رياضيًّا إعلاميًّا "متكاملًا".. فالكل عنده "سواسية" رياضيون وإعلاميون وعلى "مسافة واحدة".
ـ أخيرًا.. من خلال هذا "الهمس"، أعلن اليوم تشرفي بانضمامي عضوًا فاعلًا في "اتحاد الرجاء والأمل الرياضي"، وداعمًا لكل خطواته، و "خادمًا" لكل من يرغب المساهمة في تحقيق "النجاح" المأمول له بشكل بناءٍ.