مفاجأة "آل الشيخ" والقرار الشجاع
ما من شك أن خبر اختيار "أسطورة" الكرة السعودية "الأول" ماجد عبد الله مديرًا عامًّا لمنتخبنا الوطني، كان بمثابة "مفاجأة" لي ولكل المجتمع الرياضي، والمفاجأة بالنسبة لي، لها "أبعاد" تختلف تمامًا عن ما نشر في صفحات التواصل الاجتماعي والإعلام من آراء "مع أو ضد"؛ فالاختلاف في الرأي أمر مسلم به ومتوقع بين فئات "نحسن الظن" فيها وأخرى نعرف أهدافها والعقلية "المريضة" التي تنطلق منها، بما يمثل من "إفلاس" حقيقي لفكر "أجوف" ما زال "متغلغلاً" في بعضهم، مرتميًا في أحقاده الدفينة، وماضٍ من "التعصب" البغيض لا يريد التخلص منه، تربى في أحضانه وعشش في راْسه الناشفة، وبعضهم الآخر له علاقة بمدرسة "خالف تعرف" هاويًا يقحم أنفه فيما لا يعنيه بـ "فلسفة" عقيمة لا تعرف بالضبط ماذا يريد؟! مثل هذا الفكر "المتعفن" لم يعد في مجتمعنا الحاضر "مقبولاً"؛ ولهذا من الأفضل عدم إعطائه اعتبارًا ولا قيمة للرد أو الحوار
ـ أعود إلى ما بدأت به حول خبر كان بالنسبة لي "مفاجأة" أكثر من غيري من منظور مختلف لا يتعلق بـ"حيثياته" القوية، التي فرضت هذا الاختيار، وإصدار هذا القرار، إنما نظرتي تجاه الشخصية "الشجاعة" التي أقدمت على هذه الخطوة "الجريئة" المتأخرة جدًّا، والتي من المفترض اتخاذها من "زمان" عقب "اعتزال" الأسطورة مباشرة، وإن جاءت الآن فهي من وجهة نظري ليست "تكريمًا" كما يصفها بعضهم، إنما حقّ أدبي "مسلوب" استرده بعد حين من الزمن، من قبل من يهمه فعلاً مصلحة الكرة السعودية، ويقدر "مواقف" رجال من أبناء الوطن "الأكفاء" المخلصين..
ممن أبلوا بلاءً حسنًا في خدمته، ورفعوا من شأنه في المحافل الإقليمية والقارية والعالمية؛ فعرف قدر ماجد عبد الله ومنحه حقه من المكانة والتقدير اللذين يليقان بِه ويستحقهما، وفقًا لكفاءة "وطنية" قادرة على أن تحقق نجاحًا إداريا "باهرًا"، مثلما حققت نجاحات "أسطورية" في مسيرتها الكروية فنيًّا.
ـ وهنا "بيت القصيد ومربط الفرس"؛ فالشخصية "الشجاعة" التي أعنيها هي رئيس الهيئة العامة للرياضة "تركي آل الشيخ"، الذي أحسن التفكير والاختيار والتقدير؛ فقدمه "مقترحًا" لرئيس اتحاد كرة القدم د."عادل عزت"؛ فوجد القبول، والقبول في هذه الحالة من طرف واحد أم الطرف "المعني"؛ فموافقته ما زالت "معلقة"، إلا أن "آل الشيخ "تصدى لهذه المهمة، فمن يعرف ماجد عبد الله جيدًا فهو لا يبحث عن "المناصب" الوهّاجة سعيًا للوجاهة والأضواء البراقة، إنما المنصب الذي "يتشرف" به هو أن يكون في وجوده "إضافة" حقيقية يستفاد منه ويفيد، مع منحه كامل "الصلاحيات" دون أي تدخلات.. قل للمدرب "شيل فلان وحط فلان"، وهذا ما جعل "الأسطورة" يخرج من حالة "الصمت" والغياب "المرير"، متخليًا عن "لا وأخواتها"، مبديًا موافقته بعدما حصل على "الضمانات" التي تسمح له بالعمل في جو "صحي" نظيف، وهي في الواقع ظهرت له ملامحها في عصر "جديد"، عنوانه العريض الرئيس "الشجاع الجريء"، واتحاد "عزت" الذي تحكمه أولاً وأخيرًا "أخلاقيات" الكبار المتوهجة بلمسات "الوفاء".
ـ أما أولئك الذين يرددون "غياب" الخبرة الإدارية ويتحججون بـ"فشلة" في نادي النصر فأقول لهم حينما مثل "الأسطورة" منتخبنا في كأس العالم في أمريكا 94 لم يكن يقوم بدوره لاعبًا فقط، إنما أسندت له مهمة التنسيق بين اللاعبين والجهازين الإداري والفني، كما كان الموجه لزملائه اللاعبين كذلك، أما من ناحية فشله إداريًّا في نادي النصر، فهنا من حقي أن أسأل: هل كانت "الأجواء" في ناديه آنذاك تساعد على "النجاح"؟.
ـ أخيرًا أقول بفم وحبر يملؤهما الفرح والسعادة، ألف مليون مبروك لنا وللكرة السعودية "ماجد المجد" ماجد عبد الله، وألف مليون مبروك لنا وللوطن من أشاع في قلوبنا الفرح والسعادة بهذا الخبر "السعيد"، والمفاجأة "السارة" هو في غيره "تركي آل الشيخ ـ حفظه الله وسدد خطاه ـ .