2017-09-22 | 04:16 مقالات

في روسيا نندم أم نفرح؟

مشاركة الخبر      

 

 

لا جديد حول آراء "مختلفة" تجاه قرار عدم التجديد للمدرب مارفيك وقرار التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باوزا، ليتولى مهمة تدريب منتخبنا الوطني في نهائيات بطولة كأس العالم، التي ستقام العام المقبل بإذن الله في روسيا. ولا غرابة أبداً في هذا النوع من الاختلاف "الصحي"؛ فقد تعودنا عليه من منظور يعتمد على "الشفافية" ورؤية "ديمقراطية" مبنية على حقين أدبي ومعنوي يدعمان "حرية الرأي وحرية التعبير"، ونظرة عامة تخص كل طرف همها في المقام الأول مصلحة الوطن والكرة السعودية عموماً، أما الأصوات "النشاز" التي عبرت عن اعتراضها من منطلق فيه ذاتية الأنا بما يخدم ميولاتها أو تصفية حسابات؛ فأهدافها ـ والنوايا "المتعجرفة" ـ معروفة ولا ينبغي الالتفات إليها بأي حال من الأحوال.. 

 

ـ لا أنكر أنني كنت من أشد "المعارضين" مع بداية ظهور مؤشرات أخبار متداولة في تويتر ووسائل الإعلام المرئي، عن وجود نوايا من قبل اتحاد الكرة، بعدم التجديد لمارفيك، ظنًّا مني أن السبب يعود لقناعة مبنية على سياسة يُؤْمِن بعضهم بها، وهي "التغير من أجل التغير"، أو أن قرار إنهاء العلاقة مع المدرب جاء إرضاءً لرغبة مدير عام المنتخب ماجد عبد الله كشرط أساسي لقبول هذه المهمة، وهذا المنصب الإداري والقيادي، إلا أنني بعدما أصبح الخبر "حقيقة" بأن السبب الحقيقي هو إصراره على التدريب "عن بعد" وحضور عدد قليل من المباريات، مستمرًّا ومصممًا على نهجه السابق، بالاعتماد في اختياراته للاعبين على مساعديه المدربين الذين اختارهم في جهازه الفني، حينها تحول اعتراضي إلى مؤيد وبقوة لـ"القرار" بعدم التجديد له، إلا أنني توقفت طويلاً أمام قرار التعاقد مع المدرب الأرجنتيني باوزا الذي لم تعجبني شخصيته أثناء توليه تدريب فريق نادي النصر، وبالتالي لم أكن "مقتنعاً" بالقرار، ولكن انطباعي تغير تمامًا عندما استمعت إلى حديث له، عرض عبر قناة العربية في حوار تم بثه في برنامج "في المرمى"، متمنيًا من أعماق قلبي له النجاح، وأن تتحول أفكاره "النظرية" إلى تطبيق "عملي" نلمسه على أرض الواقع، بحكم أن هناك عددًا من المدربين تسمع منهم كلامًا "زي العسل"، يغريك للتفاؤل به والثقة الكاملة في قدراته التدريبية، وأنه بالفعل هو المدرب المناسب، إلا أنك تصاب بخيبة أمل حينما ترى تطبيقه العملي المخالف تمامًا لنظرياته.

 

ـ حينما ننظر للقرارين ومقارنتهما بحالات سابقة و"مماثلة"؛ فسنجد أن التاريخ يعيد نفسه، و"المتفائلين والمتشائمين" يدورون في نفس الفلك عبر تكرار بات سمة مِن سمات الكرة السعودية، لما يحمل في طياته من "مفارقات" غريبة وعجيبة، منها ما هو على شكل مفاجآت مفرحة، ومنها صدمات مؤلمة جداً؛ فبنهاكر الذي كان هناك إجماع على أنه المدرب الذي سيجري تغييرًا شاملاً في مسار ومسيرة الكرة السعودية، ونقلة "نوعية" سنشهدها على يده، لم يدم بقاؤه مدرباً للأخضر طويلاً؛ بسب قناعات "أصر" عليها أدت إلى إقالته وتعيين المدرب الأرجنتيني سولاري بديلاً، وشاهدنا النتائج الإيجابية التي حققها منتخبنا في أمريكا في نهائيات كأس العام عام 94، ولكن ماذا كان موقفنا والنتيجة بعد ذلك في مشاركاتنا في كأس العالم في ٩٨و2002، أعتقد الكل يدرك أنها كانت "مخجلة" جدًّا، ولعلني أسأل لو بقي بنهاكر مدربًا، هل وصل منتخبنا في أمريكا إلى مراحل متقدمة أفضل من دور"16"؟ وهل مع "تجديد" دماء الأخضر كان من المممكن أن تأتي مشاركاته فيما بعد أفضل من إنجاز واحد حققناه وتوقفنا بعده. 

 

 

ـ نتذكر أيضًا المدرب كالديرون عام 2006 وما حققه من إنجاز عظيم لمنتخبنا ليأتي قرار إقالته فندمنا عليه بعد تجربة غيره..وطموحات ضاعت وقتلت بسب قرار كان خاطئاً، وهانحن اليوم نرى التاريخ يعيد نفسه، وإن اختلفت الأسماء والأسباب، ولكن الفكر واحد، ومنهجية اتخاذ القرار واحدة، ولا نستطيع الحكم مبكرًا على "صناع القرار"، من رفضوا شروط مارفيك، فهل باوزا سيجعلهم "يندمون" على اختيارهم له وتعيينه، وقرار عدم التجديد مع مارفيك، أم العكس هو الصحيح، تسمع من يقول "مشيدًا" بالقرارين، هذا ما سنعرفه قريباً في مونديال روسيا، يا يكسب صناع القرار الرهان أم "يفشلون"، وأبرز شخصية ستوجه لها أصابع الاتهام حينها هو الكابتن القدير "ماجد عبد الله".. أما لماذا ماجد دون غيره؛ فتصريحه الفضائي الأخير هو السبب.. والله أعلم.