شباب الرياض
حين بادرت بنت الوطن "رجاء الصانع" بالكتابة عن جانب واحد لسلوك شريحة واحدة من بنات الوطن في كتابها "بنات الرياض"، قامت الدنيا ولم تقعد بطريقة ساهم فيها محاربو الرواية بترويجها من حيث لا يعلمون، وفي ذلك تكرار لخطأ لفت النظر وتحفيز الناس على البحث والشراء تحت شعار "كل ممنوع مرغوب".
ولكنني اليوم أتحدث عن "شباب الوطن" من الجنسين، ووضعت العنوان لمحاكاة الكتاب الناجح بشهادة المبيعات وتعدد الطبعات، والمقال يتحدث عن الجوانب المهملة في شخصية شباب الوطن الذي يعتقد غالبية صناع القرار أنه جيل لا يعتمد عليه، ويسارعون بالحكم على المظاهر قبل المخابر.
شبابنا يملكون مقومات المسئولية متى منحت لهم، وتشهد بذلك مواقف عديدة لايتسع المقال لسردها، وسأكتفي بموقفين مرتبطين بكارثة السيول في الرياض وجدة، حيث بادر في الأولى مائتا شاب بنذر أنفسهم للتطوع، ولكنهم لم يجدوا التنظيم الذي يحتوي العمل التطوعي، فبادر أحدهم بشراء المياه وتوزيعها على الشباب وقيادتهم لعمل تطوعي فاق في تنظيمه عمل بعض الجهات الرسمية، وقد تكرر الإبداع الشبابي في حائل وغيرها من مناطق المملكة.
وفي جدة تكرر المشهد هذا العام فكان الشباب يبادر بالعمل بشكل أذهل المشرفين على العمل التطوعي، بل إن أحدهم قال لي إن انبهاره كان مضاعفاً من عمل الشباب الذي لا توحي هيئته الخارجية بالقدرة على تحمل المسئولية، حيث إن الشباب الذي كان يلبس الموضة – بما في ذلك بنطلونات طيحني وسامحني يا بابا – كانوا الأكثر تفانياً في العمل، على عكس ما يتوقعه الإقصائيون من صناع القرار.
وطالما الحديث عن صناعة القرار، فلابد من شكر جامعة الملك سعود على مبادرتها بإشراك تسعة طلاب وتسع طالبات في حضور جلسات مجلس الجامعة ابتداء من الجلسة الرابعة لهذا العام، وهو اقتراح طرحته على الزملاء في جامعة الإمام وسعدت بتطبيقه في جامعة الملك سعود، وأعجبني تصريح وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالله السلمان الذي قال إن مشاركتهم تأتي انطلاقا من رؤية الجامعة وتوجهها نحو إشراك الطلاب في صناعة القرار.
"شباب الوطن" من الجنسين بحاجة إلى ثقة المسئول ليبادلوه الثقة، لأن انعدام الثقة سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل الوطن..وعلى منصات الشباب نلتقي.