جسر المشاة
ليس في ألمانيا أو اليابان أو كندا وإنما في دولة غالية على قلوبنا، إنها البحرين لؤلؤة الخليج وجوهرة الجزيرة فقد كنت أمارس رياضة المشي في منطقة جميلة مخصصة للمشي برفقة أحد الزملاء وأردنا تجاوز أحد الشوارع الكبيرة والعريضة وكانت حركة السيارات كثيفة في يوم من أيام العمل، فلفت نظرنا عن بعد جسر مشاة لكي نعبر الطريق ولاحظنا إرتفاع الجسر وبالتالي طول السلم للصعود مما قد يشكل إرهاقا ومعاناة علينا ولكن لم يكن أمامنا أي خيار ولابد من عبور الطريق ولكن ما إن اقتربنا من جسر المشاة حتى هالنا ما شاهدناه فقد كان للجسر سلم كهربائي يعمل حال أن تضع قدمك ثم يصعد بك بكل سهولة رغم ارتفاع الجسر وهذا ذكرني بمترو الأنفاق بلندن وباريس وغيرها من المدن الضخمة إذ لابد أن تنزل بعمق شديد حتى تصل للقطار وبالتالي الحاجة ماسة لسلالم كهربائية تساعدك للصعود وهذا معمول به في الأسواق والمطارات وغيرها، ولاحظنا كذلك وجود مصعد مريح للعجزة وكبار السن وذوي الإعاقات الحركية وعبرنا الطريق ونحن في سعادة وراحة وإعجاب من هذا الجسر المريح وتذكرنا المعاناة الشديدة لكي يعبر الماشي الطريق في مدن كالرياض وجدة والدمام وغيرها وصعوبة ذلك وارتفاع جسر المشاة بحيث يستحيل على من هم أحق حاجة بالعبور لعبوره وهم كبار السن والعجزة والنساء والأطفال، وكثيراً ما نشاهد جسور المشاة لدينا ثم تجد الناس يتركونها ويعبرون بشكل خطير وعشوائي نظراً للإنشاء الهندسي غير المريح في هذه الجسور وارتفاعها الملاحظ وعدم وجود سلالم كهربائية أو مصاعد ولعلي أقدم اقتراحاً لأهل الخير من الميسورين والقادرين للتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المدن لاستنساخ التجربة البحرينية ونشرها في طرق السعودية المختلفة، وانظر إلى السعادة والدعاء الذي سيناله من يقيم هذه الجسور بعد أن يعبرها الطلبة والطالبات والعجزة والمعاقين والنساء وكبار السن في طريق مثل طريق الملك فهد في الرياض، أو طريق الملك في جدة المعروفين بكثافة الحركة عليهما والحاجة لعبورهما وغيرهما من طرق مدننا الحبيبة، وكلي ثقة أن الأمير النبيل الدكتور منصور بن متعب قادر على تفعيل هذا الأمر إما أن تتبناه الوزارة أو تضع آلية عمل الخير فيه لأن العبور أصبح مزعجاً وخطيراً وغير آمن.